26/03/2019 - 08:42

إدارة الذات والتواصل السليم في البيت

ان يكون الشخص الذي أمامي مؤمنا بي أولا ولاحتياجاتي وإحساسي، من هنا نبدأ بالتواصل الصحيح، وهذا بالتالي يجعله ويسهل عليه أن يختار بشكل صحيح  ويتخذ قراراته بنفسه

إدارة الذات والتواصل السليم في البيت

التواصل السليم بين الأفراد وفهم الذات أصبح من الأمور المهمة في حياة الفرد والتي تؤثر عليها وترسم مسار العلاقات بين الناس في الأسرة وفي الشارع والحي والمجتمع ككل، واليوم نشهد في مجتمعنا العنف والجريمة وعدم الاحترام، في كل الأمكنة ويمتد اتساعها إلى العالم بأسره، كل ما يجري حولنا هو مرتبط بنا بشكل مباشر أو غير مباشر ويؤثر علينا ونتفاعل معه، السلوكيات هي نتيجة أنماط معينة مبنية في ذهننا وقوالب ذوتناها لأنفسنا وصارت نحن، وفي الأغلب تبدأ في البيت، النواة الأولى لحياتنا، للحديث عن هذا الموضوع أجرينا لقاء مصورا مع المدربة والمحاضرة لموضوع إدارة وتطوير الذات "أميرة عزّب"، حدثتنا عن الموضوع فقالت:    

"إدارة الذات هي توظيف القدرات والموارد التي نملكها، مادية أو عاطفية أو نفسية أو فكرية، إلى المكان الصائب والصحيح، حيث تقودنا إلى الغاية التي نرجوها لأنفسنا من أجل تحقيقها والوصول لها، لهذا المكان الذي نشعر به بالاكتفاء والرضى والإنجاز والنجاح، ومقابل هذا الرضى والاكتفاء يجب أن يكون لدينا طموحات وشغف للتطور في المكان الذي نشعر بالرضى فيه، وتطوير الذات يكون بأن نأخذ كل الخصال التي نملكها، ونُحًسِنها ونستخدمها من أجل تحقيق أهدافنا المستقبلية، فهنالك أهداف:

- قصيرة المدى

- متوسطة المدى

- طويلة المدى

وكلها تصب في الغاية التي نريد الوصول إليها .   

كل هذا ممكن أن يحدث، عندما يكون لدينا إدراك داخلي محسوس لمعنى تطوير الذات، مثلا ماذا يزعجني اليوم ويقف حجر عثرة أمامي ويعيقني؟ ،  وماذا يجب أن أفعل عندما أشعر بعدم الرضى الذي يلازمني؟، يجب البحث عن الموارد والقدرات التي أملكها لأستعين بها لأتطور.

إدارة الذات تنطبق على كل الأعمار والأجيال  والأطفال أيضا، حتى من جيل سنتين مثلا،  حيث لا زال الطفل يستكشف العالم حوله من خلال حواسه، ومعنى أن يدير الطفل ذاته منوط بالأهل، حيث يجب عليهم (الأهل) أن يعوا هم أولا لمعنى إدارة الذات لكي يستطيعوا مساعدة أولادهم، طبعا عبر حدود معينة يضعونها للطفل تلائم جيله وقدراته.

التواصل السليم:

نعني بالتواصل من كلمة "وَصْل"، ويبدأ التواصل:

  أولا بالتواصل مع الذات وفهمها، ومثلما جاء في كتاب "ستيفن كوفي"، "السبع عادات للناس ألأكثر فعاليّة"، حيث قال :

" إفهَم لتُفهَم"، لكي أفهم غيري يجب أن أفهم ذاتي، فالتواصل بين الأهل والأولاد من أجل تطوير الذات، هي علاقة معينة تبنى فيما بينهم، وهي تختلف من بيت لبيت ومن مرحلة لمرحلة ، ونوعيتها تختلف. التواصل  مع الأولاد ممكن أن يكون أسلوبا  ولغة مختلفة عما نحن معتادين عليها، ونعتقد أنهم فهمونا ولكن الحقيقة تكون أنهم لم يفهموا، فحديثنا معهم يجب أن يكون بمستوى النظر، ولكن بالأساس يحب أن نفهم ذواتنا كأهل أولا.

  ثانيا التجسير بين  الاحتياجات، يوجد عندي احتياجات معينة وللآخر توجد احتياجات مختلفة عني، ملاءمة وتجسير هذه الاحتياجات هو عامل مهم للتواصل السليم.  حلقة التواصل بيننا تبني ثقة، وذلك يتم بالإصغاء الجيد والسمع، عدم الحكم على الأولاد وإعطاء شرعية لعواطفهم والتعبير عن الإحساس، وهكذا نبني الثقة مع أولادنا.

ان يكون الشخص الذي أمامي مؤمنا بي أولا ولاحتياجاتي وإحساسي، من هنا نبدأ بالتواصل الصحيح، وهذا بالتالي يجعله ويسهل عليه أن يختار بشكل صحيح  ويتخذ قراراته بنفسه ويساعده لبناء الخيارات التي يحبها هو، وهذا يرفع ثقته بنفسه من خلال ثقتنا كأهل به، يجب أن يعطى صلاحيه ومكان للحديث والاختيار والتعبير عن نفسه، وإعطاء الشرعية للمشاعر، ومن خلال ثقته المكتسبة بالذات يستطيع تطوير ذاته.

العلاقات والتواصل بين الأزواج:

فهم الأمور والوعي يختلف من جيل إلى جيل، واللغة الأساسية للفرد تبدأ بين الأب والآم، فالأهل قدوة لأولادهم في أبسط الأمور و الأولاد هم مرآة الأهل، يوجد تأثير للمحيط والبيئة طبعا ولكن بالأساس اللغة السائدة في البيت هي الأهم، فالتعبير عن الرأي والاحترام المتبادل والحدود المحترمة والواضحة فيما بينهما.

 نصيحة للأهل:  يجب اتخاذ رؤية وتصور تربوي لكيف نريد أن يكون ابني أو ابنتي في المستقبل، إلى أين نريد الوصول معهم،  أي طباع نريد نقلها لهم وأي أسلوب ونمط ، وما يجب أن نطوره .

وفي الأخير من يحترم داخل البيت يحترم خارج البيت، من يصغي في البيت يصغي خارج البيت أيضا، وبالتالي المجتمع يعيد التواصل السليم وينعكس للخارج ويؤثر عليه، فالناس تتعامل معك بنفس الطريقة التي تتعامل بها معهم".

التعليقات