ما هي سلبيات الذكاء الاصطناعي؟

مما لا شك فيه أن الآلات تنجز الكثير من الأعمال بشكل أكثر فعالية بكثير من البشر، ولكن حتى في هذه الأعمال من المستحيل استبدال وجود الإنسان بتطبيقات الذكاء الاصطناعي

ما هي سلبيات الذكاء الاصطناعي؟

(توضيحية)

"أليكسا، كيف حال الطقس اليوم؟- سيري، اتصلي بوالدتي- هي "جوجل"، ما هو تعريف البيروقراطية؟- مرحبا تسلا!" هكذا تسلل الذكاء الاصطناعي إلى حياتنا. لا يفكر معظم الناس بسلبيات الذكاء الاصطناعي قبل أن يتقبلوه كجزء من حياتهم ويدخلوه في تفاصيلهم الخاصة. ومع ذلك إذا سألت أي شخص عادي عن سلبيات الذكاء الاصطناعي فسيبدأ بشرح واحدة من أكثر السلبيات وضوحا له وهي أنه يأخذ وظائف البشر في المصانع، ولذلك سنتعرف في هذا المقال على أهم سلبيات الذكاء الاصطناعي.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

يعرف الذكاء الاصطناعي أو (Artificial Intelligence) أو ما يرمز إليه اختصارا بـ(AI) بأنه تطبيق من تطبيقات علوم الكومبيوتر. يهدف الذكاء الاصطناعي وآلاته إلى تقليد النشاطات البشرية التي يمكن أن تحسن قدرات البشر الطبيعية أو تسهل حياتهم والمصاعب التي يواجهونها فيها.

سلبيات الذكاء الاصطناعي

الكلفة العالية للتنفيذ

 الكلفة العالية للتنفيذ

يتضمن تجهيز الحواسيب وبرمجياتها وتوصيلاتها سواء في المنزل أو الشركات أو السيارة أو المصانع أو المشافي تكاليفا كبيرة نظرا لتعقيد التقنيات اللازمة لذلك. بالإضافة إلى ذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار تكاليف الصيانة المرتفعة للغاية والإصلاح كذلك.

هل تعلم كم كلف تجهيز وإطلاق المساعدة الافتراضية لشركة آبل "سيري"؟ كلفت البرمجيات الخاصة بهذا المشروع ما يقارب 200 مليون دولار. في المقابل كلفت تطبيقات الذكاء الاصطناعي شركة "أمازون" مبالغ طائلة عند تجهيز وإطلاق "أليكسا" بما يقارب 26 مليون دولار في عام 2013.

تتطلب أيضا برمجيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته تحديثا مستمرا لكي تكون قادرة على ملاقاة متطلبات البيئة المتغيرة ما يستدعي رفع مستوى ذكاء هذه التطبيقات بشكل دائم. على سبيل المثال من حيث مستوى الاستخدام الفردي، إذا كنت تستخدم "أليكسا" في منزلك وقمت بتوصيل هذه البرمجية إلى كل مناحي حياتك فيه، تقوم "أليكسا" بإطفاء الضوء من تلقاء نفسها عندما تنسى أنت أو أحد أفراد عائلتك إطفاءه عند الخروج من الغرفة.

بمجرد أن تصاب برمجيات "أليكسا" بخلل ما لن تكون قادرة حتى على القيام بهذه المهمة البسيطة نسبيا وستضطر إلى صيانتها وتحديث برمجياتها وتقفي الخلل من قبل مختصين وكل ذلك سيكلفك الكثير خصوصا إذا اضطررت إلى إعادة تحميل البرنامج من الصفر.

لا يمكن استبدال الإنسان بالذكاء الاصطناعي

مما لا شك فيه أن الآلات تنجز الكثير من الأعمال بشكل أكثر فعالية بكثير من البشر، ولكن حتى في هذه الأعمال من المستحيل استبدال وجود الإنسان بتطبيقات الذكاء الاصطناعي على الأقل في الوقت الحالي. يعود السبب في ذلك إلى عدم القدرة على جعل الآلات ذكية من تلقاء نفسها أو جعلها تطور ذكاءها كما يفعل البشر لأن هذا النوع من الذكاء هدية الطبيعة للإنسان.

بعض الأشخاص ترعبهم فكرة أن تأخذ الآلات دورهم في الحياة العملية، إلا أن هذا السيناريو في الحقيقة لا يزال بعيدا. بالرغم مما أصبحت الآلات تتمتع به من فعالية وعقلانية ودقة إلا أنها خالية من المشاعر أو القيم الأخلاقية وتفتقر للقدرة على التواصل مع البشر وهذه صفة مهمة يحتاجها أي قائد فريق يتألف من البشر.

من الصحيح أن الآلات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي تتميز بقدرتها على تخزين كم خيالي من المعلومات بدقة شديدة إلا أن عملية استرجاع هذه المعلومات تلقائيا قد تكون معقدة وصعبة ومكلفة لذلك لا يمكن مقارنة الآلات بالبشر حتى من هذه الناحية.

الافتقار إلى الإبداع

إن الذكاء الاصطناعي غير مهيأ لإتمام أعمال إبداعية أو خلاقة أبدا لأن الخيال ليس واحدا من نقاط قوته. بالرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدة البشر في تصميم وخلق شيء مميز إلا أنه لا يزال غير قادر على منافسة العقل البشري من هذه الناحية. يمكن القول إن إبداع الذكاء الإصطناعي محدود بإبداع الشخص الذي قام ببرمجته والشخص الذي يستخدمه أو يتحكم به.

في المقابل يتميز العقل البشري بحساسية عالية شديدة وإدراك شعوري مركز للمحيط والأفكار والأحاسيس الداخلية للفرد. يجب هنا معرفة الفرق بين المهارات التي يمكن تعلمها واتقانها وبين القدرات أو المواهب التي تأتي من الطبيعة ويمكن فيما بعد صقلها.

هل يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى البطالة؟

هل يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى البطالة؟ 

بالرغم من تأكيدنا سابقا على عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على أخذ مكان البشر في سوق العمل، إلا أن هذا التوقع قريب الأمد حيث لا نعرف التطورات التي تطرأ على مجال الذكاء الاصطناعي. أما في الوقت الحالي فالمهددين الأساسيين بأن يأخذ الذكاء الاصطناعي مكانهم هم أصحاب الأعمال التي تعتمد على التكرار، مثلا في المصانع في مهمات التعبئة والتغليف، والتي قد حلت الآلات فيها مكان الإنسان منذ زمن ليس بقريب.

ووفقا لدراسة أجراها معهد "ماكنزي" الدولي فإن آلات الذكاء الاصطناعي وتقنية الروبوت قد تستحوذ على 30% من عمالة البشر في الوقت الحالي بحلول عام 2030. هذا وتفيد الدراسة بأن الأتمتة ستستحوذ على 400 إلى 800 مليون وظيفة بحلول عام 2030 ما قد يستدعي حوالي 375 مليون شخصا إلى تغيير مجالات عملهم بشكل كلي.

إذن، وفق هذه الدراسة ودراسات أخرى في هذا المجال، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي بالفعل إلى أزمة بطالة وإلى تغيير معايير سوق العمل. يمكن ملاحظة هذا التأثير في الوقت الحالي حيث تسعى الكثير من الشركات والمعامل إلى استبدال الأشخاص ذوي المؤهلات الدنيا بآلات أكثر فعالية من حيث الأداء وذات تكلفة أقل عند المقارنة بأجور العمال على مدى سنين.

عدم القدرة على التطور مع الخبرة

واحدة من أهم صفات البشر وقدراتهم الإدراكية هي القدرة على التطور مع العمر والخبرة. إلا أن ذلك غير موجود لدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأن الآلات لا تمتلك القدرة على التحسن مع الخبرة بل على العكس، تبدأ الآلات بالاهتلاك والتعرض للأعطال مع الوقت.

ما علينا التركيز عليه هنا هو أن الآلات غير قادرة على تغيير ردود أفعالها وفقا للبيئات أو الأوضاع المختلفة. الركيزة الأساسية في عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي طبيعة العمل المكررة حيث المدخلات لا تتغير. أي أنه عند تغير الحالة أو الظروف أو البيئة تحتاج الآلات إلى إعادة تقييم وإعادة تدريب وإعادة تجهيز.

اقرأ/ي أيضًا | الذكاء الاصطناعي

التعليقات