الروبوت الهنديّ "برغيان" يبدأ استكشاف قطب القمر الجنوبيّ في سابقة على صعيد العالم

سيتجوّل الروبوت المزوّد بست عجلات، والذي يعمل بالطاقة الشمسية في المنطقة التي ما تزال غير محددة الملامح نسبيا، وسيبث صورا وبيانات علمية خلال مهمته التي تستمر أسبوعين.

الروبوت الهنديّ

صورة لسطح القمر التقطتها المركبة قبيل هبوطها، أمس (Getty Images)

بدأت الهند استكشاف سطح القمر، بواسطة روبوت متحرّك، اليوم الخميس، أنزلته قبل يوم قرب القطب الجنوبي للقمر غير المستكشف إلى حد كبير في سابقة على صعيد العالم.

وانطلق الروبوت المتحرّك "برغيان" (الحكمة باللغة السنسكريتية) من المركبة، بعد ساعات على الاحتفال على نطاق واسع في الهند بنجاحها في تحقيق طموحها وبكلفة منخفضة.

وقالت منظمة أبحاث الفضاء الهندية عبر منصة "إكس"، اليوم الخميس، "نزل الروبوت المتحرّك من المركبة، وقامت الهند بجولة على القمر!".

وسيتجوّل الروبوت المزوّد بست عجلات، والذي يعمل بالطاقة الشمسية في المنطقة التي ما تزال غير محددة الملامح نسبيا، وسيبث صورا وبيانات علمية خلال مهمته التي تستمر أسبوعين.

صورة لسطح القمر التقطتها المركبة قبيل هبوطها، أمس (Getty Images)

وهبطت "شاندريان-3" (مركبة قمرية) بنجاح، أمس الأربعاء، بعد أيام على تحطّم مركبة روسية في المنطقة ذاتها.

وجاء ذلك بعد أربع سنوات على فشل المهمة القمرية السابقة في عملية هبوطها الأخيرة، في ما اعتُبرت حينها انتكاسة هائلة لبرنامج الهند الفضائي.

لكن الهند تحقق بشكل ثابت إنجازات مطابقة لتلك التي تحققها بلدان متقدّمة في مجال الفضاء.

وحظيت "شاندريان-3" باهتمام كبير منذ انطلقت قبل نحو ستة أسابيع أمام أنظار آلاف المشاهدين. وأقام السياسيون صلوات هندوسية من أجل نجاح المهمة بينما تابع طلاب المدارس اللحظات الأخيرة لهبوطها عبر بث حي في الصفوف الدراسية.

وقال صاحب متجر في نيودلهي يدعى باغوان سينغ: "أشعر بالفخر... إنها لحظة سعيدة جدا بالنسبة لنا".

وأكد رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، أمس الأربعاء، أن هبوط المركبة بنجاح على القمر، وهو أمر لم تحققه في السابق سوى الولايات المتحدة والصين وروسيا، يعد نجاحا "للبشرية جمعاء".

وأشاد إيلون ماسك الذي تعد شركته "سبايس إكس" رائدة في عمليات إطلاق مركبات إلى الفضاء بالهبوط وقال إنه "أمر رائع".

واستغرقت المهمة الهندية وقتا أطول للوصول إلى القمر، مقارنة مع مهمّات "أبولو" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتي كانت تصله خلال أيام.

احتفال هنود بنجاح مهمّة "شاندريان-3" (Getty Images)

وأُطلقت "شاندريان-3" على متن صاروخ أقل قوة، وتعيّن عليها الدوران حول الأرض مرّات عدة، لاكتساب سرعة قبل المضي في رحلتها التي استغرقت شهرا.

وتعد الميزانية التي تخصصها الهند لبرنامجها الفضائي منخفضة نسبيا، لكنها ازدادت بشكل كبير منذ أرسلت نيودلهي أول مسبار باتّجاه القمر في 2008.

وتبلغ كلفة "شاندريان-3" 74,6 مليون دولار، أي أقل من العديد من مهمات بلدان أخرى، وتعد شاهدا على الهندسة الفضائية الهندية منخفضة الكلفة.

ويشير خبراء إلى أنه بإمكان الهند إبقاء التكاليف منخفضة عبر استنساخ التكنولوجيا القائمة، ودفعها للتأقلم، وبفضل توافر المهندسين الحرفيين الذي لا يتلقون غير جزء من أجور نظرائهم الغربيين.

وأصبحت الهند عام 2014 أول دولة آسيوية ترسل مركبة إلى مدار المريخ، وتخطط لإرسال مسبار باتّجاه الشمس في أيلول/ سبتمبر.

ومن المقرر أن تطلق منظمة أبحاث الفضاء الهندية مهمة مأهولة مدتها ثلاثة أيام إلى مدار الأرض، العام المقبل.

كما تخطط لمهمة مشتركة مع اليابان، لإرسال مسبار آخر إلى القمر بحلول العام 2025، ومهمة إلى مدار الزهرة في غضون العامين المقبلين.

التعليقات