مفاتيح حاتم

الراحل حاتم علي (1962 - 2020)

 

برحيل المخرج والممثّل السوريّ حاتم علي، ينتبه المرء إلى الخطّ العميق الّذي حفره الراحل، حتّى بعد أن أطبقت الأرض حضنها على جثمانه، دلالات كثيرة كان ينطوي عليها صدره، وكانت أعماله تضطلع بتمثّلاتها، فضلًا على تداخل الموقف الفنّيّ بالموقف السياسيّ، وتداخل الانحيازات التاريخيّة والجماليّة أيضًا. هذا ليس مقامًا لتفكيك هذه التشابكات، فإن كان التشابك ذاك قد شكّل حاتم علي، فإنّ تفكيكه قد يُفْقِدُنا إيّاه مرّة أخرى... إنّما هي فرصة لمراجعة إرث ضخم، إن لم يكن كمًّا، فليكن عمقًا.

مَنْ يشاهد أعمال حاتم علي، سواء ممثّلًا أو مخرجًا، يدرك سيطرته على تفاصيل كثيرًا ما تفلت من آخرين، وليس لذلك من سبب أوجه من تمكّنه من أنفاس العمل، مداخلها ومخارجها، عبر إتقانه الإحاطة بعناصر العمل الدراميّ الرئيسيّة الثلاثة: النصّ والأداء والإخراج، قبل أن يدقّ خيمة في أرض الإنتاج أيضًا، وهذا هو السلّم الّذي صعده درجة درجة، واختبر في كلّ خطوة عليه أثر قدميه، وطاقة احتمال الدرجة، ومآلات الطريق، وكأنّه امتلك المفاتيح كلّها.

 

فلسفة الكتابة وهدوء التمثيل

على مستوى الكتابة، ترك حاتم علي مجموعتين قصصيّتين، حمل عليهما دربة فلسفيّة تأتّت ربّما عبر دراسته للفلسفة، هما «موت مدرّس التاريخ العجوز» (1988)، و«ما حدث وما لم يحدث» (1994). في العنوان الأوّل «موت مدرّس التاريخ العجوز»، عنصران يتربطان بقوّة بشخصيّة علي الفنّيّة، أو خفوت الحقيقة كما يمكن الفهم من «موت هذا العجوز»، الّذي يملك ما لا يملكه الرواة الأقوياء، الأقوياء بأسيافهم وعضلاتهم. ويتّضح ذلك في مواضيع القصص "الّتي تلمس قوّة الصمود في الإنسان المسحوق، وتفضح، وبقوّة ناضجة، هشاشة المجتمع القمعيّ الاستهلاكيّ"، كما يقول الناشر في مقدّمته. أمّا العنوان الثاني «ما حدث وما لم يحدث»، فيمكن أن نتبيّن منه ثيمة العمل والنشاط في الفراغ، ثمّة ولادة لحدث آخر، وهذه فلسفة تكاد تؤدّي دورًا نصّيًّا وبصريًّا وسمعيًّا أيضًا، إذا ما أُسْقِطَت أعماله - الّتي ستتوالى لاحقًا – عليها.

مَنْ يشاهد أعمال حاتم علي، سواء ممثّلًا أو مخرجًا، يدرك سيطرته على تفاصيل كثيرًا ما تفلت من آخرين، وليس لذلك من سبب أوجه من تمكّنه من أنفاس العمل، مداخلها ومخارجها، عبر إتقانه الإحاطة بعناصر العمل الدراميّ الرئيسيّة الثلاثة: النصّ والأداء والإخراج...

في علي من إبداع لاالبدء إذن، كانت الكلمة، واستوى على سجيّتها ما سيقدّمهحقًا؛ إذ أكمل طريق الكتابة عبر المسرح، فكتب «الحصار: ثلاث مسرحيّات فلسطينيّة» (1989) مع زيناتي قدسيّة الّذي أخرجها، وكذلك كتب «حكاية مسعود» بالتعاون مع المخرج ذاته، ومن ثَمّ انغمس في السيناريو السينمائيّ، حين كتب فيلمَي «زائر الليل» و«الحصان»، وشارك الكاتب عبد المجيد حيدر في كتابة «آخر الليل»، فضلًا على كتابة سيناريو مسلسل «القلاع»، الّذي أخرجه مأمون البنّي.

الإجازة في الفنون المسرحيّة من «المعهد العالي للفنون المسرحيّة» في دمشق، قسم التمثيل، الّتي حصل عليها علي عام 1986، كانت تذكرة لدخوله المسرح ثمّ التلفزيون ممثّلًا، وقد ترك تمثيله بصمة خاصّة. الهدوء الّذي كان يسيطر على ملامحه، كان يُوَطِّئ دائمًا لثورة انفعاله، تماهيًا مع ما ترسمه الشخصيّة من مصير، وقد تجلّى ذلك في مسلسل «قوس قزح» (2001)، لكنّه التمع أيّما التماع في دور رشدي في «التغريبة الفلسطينيّة» (2004).

هذا الهدوء الساحر المتوَّج بالثورة، كان جزءًا حقيقيًّا من سلوك حاتم علي، وفهمه ربّما لِما يجري في المحيط الشخصيّ والجمعيّ، وقد عبّر عنه من خلال موقفه السياسيّ، كصمته إزاء الثورة السوريّة، وامتثاله لهدوء الملامح ذاته، ثمّ انفعاله الّذي سافر به إلى المهجر البعيد، كندا، وسافر بأعماله إلى مصر، ولم يعد إلّا على النعش، وهو ما يقرؤه كثيرون على أنّه احتجاج كبير، كما يروي أصدقاء الراحل.

 

إمكانيّات الإنتاج

"الأموال الكثيرة لا تعني بالضرورة عملًا فنّيًّا متميّزًا"، بهذه المقولة يختزل حاتم علي المخرج، حقائق فنّيّة كبرى، أدْعى ما تكون إلى قراءة العبارة ذاتها بالمقلوب، لتصبح: الأعمال الفنّيّة المتميّزة قادرة على الوقوف غالبًا رغم هشاشة الإنتاج، إلّا أنّ الإنتاج القويّ يمكن أن يصعد بها أعلى، وليس العكس.

 

 

ما يعني أنّ تميّز العمل هو الشرط الأساسيّ لنجاحه، مهما ضُخَّ في أوردته من أموال، ما يقود إلى تحليل أعماله على هذا الأساس؛ ففي مسلسلات «مرايا» (1982-2013) و«الفصول الأربعة» بجزأيه (1999 و2002) و«أحلام كبيرة» (2004)، يمكن قراءة قوّة العمل، رغم الإمكانيّات الإنتاجيّة العاديّة، الّتي ألقت بظلالها على مجمل أعمال الفترة تلك، على الأقلّ عند الحديث عن الدراما السوريّة، إلّا أنّ الصورة تعاظمت وتطوّرت من خلال أعمال المخرج التاريخيّة، «الزير سالم» (2000) الّذي ما زال يشكّل منعطفًا حادًّا في مسيرته مثلًا؛ فحاتم علي بعد «الزير» ليس كما قبله، انتقالًا إلى «ثلاثيّة الأندلس: صقر قريش، ربيع قرطبة، ملوك الطوائف» (2002–2005)، ثمّ مسلسل «عمر» (2012)، العمل المميّز بإتقانه وفخامته على مختلف المستويات، نصًّا وإنتاجًا وإخراجًا، وهو ما انعكس على الأداء، وعلى الصورة الّتي خرج بها.

يشير حاتم علي إلى أنّ مسلسل «عمر» قد يكون الأعلى كلفة على المستوى العربيّ؛ إذ بلغت كلفته الإنتاجيّة 200 مليون ريال سعوديّ، واشتغل عليه مختصّون من مختلف بقاع العالم الإسلاميّ، طفا منهم على تيتر المسلسل اسم الموسيقيّ التركيّ فاخر أتاك أوغلو، واعتمد فيه على اليد الإيرانيّة في المكياج، كما فعل في أغلب مسلسلاته، خاصّةً التاريخيّة، وقد عُرِفَ الإيرانيّون باحترافهم العالي في هذه الصنعة؛ فقد اختار شراكة مير محسن موسوي في أعمال عدّة، مثل «التغريبة الفلسطينيّة» و«ثلاثيّة الأندلس» وغيرهما.

ويؤكّد الراحل أنّ القائمين على مسلسل «عمر» بلغوا أعدادًا هائلة، تجاوزت الألف أحيانًا، من ممثّلين ومجاميع، وفنّيّين، عدا أولئك الّذين يعملون في المكاتب لتسخير البيئة الملائمة للعمل، ويضيف أنّه بُنِيَت مدن بالكامل لمحاكاة مدن يعرف المسلمون ملامحها، مثل مكّة والمدينة والقدس ودمشق والمدائن؛ إذ بُني أغلبها في مرّاكش المغربيّة، وعولج بعضها بالمزج بين البناء الحقيقيّ والبناء الغرافيكيّ.

أمّا المعارك الّتي لم نشهد لها مثيلًا في الدراما أو السينما العربيّة، فقد استغرقت من العمل 53 يومًا، بواقع 12 ساعة عمل لليوم؛ إذ يشرح المخرج أنّ مشهدًا مدّته 3 ثوانٍ كان يستغرق ساعات، مشيرًا إلى مشاهد الطعن والبتر والاشتباك.

الدقّة في الجهد الموجَّه، عكست عزيمة حاتم علي، مُخْرِجًا يحاول إنفاذ مهمّته عبر ترجمة النصّ من خلال العناصر الفنّيّة كالتمثيل، والإضاءة، وزوايا الكاميرا، والملابس، والموسيقى، والديكور، والسينوغرافيا، كما يقول.

ولم يتوقّف الجهد على إيصال الأبطال من الممثّلين، حيث عكف الفريق على تصدير أبطال من الحيوانات كالأفيال والخيول، الّتي جرى التعاقد مع الجهات المالكة لها للتمثيل، وكانت قد شاركت في أعمال فنّيّة سابقة.

كلّ هذه الدقّة في الجهد الموجَّه، عكست عزيمة حاتم علي، مُخْرِجًا يحاول إنفاذ مهمّته عبر ترجمة النصّ من خلال العناصر الفنّيّة كالتمثيل، والإضاءة، وزوايا الكاميرا، والملابس، والموسيقى، والديكور، والسينوغرافيا، كما يقول.

 

الشراكة الولّادة

شراكة حاتم علي مع كاتب سيناريو بحجم وليد سيف، فتحت آفاقًا أكثر اتّساعًا؛ ففي وقت بحث فيه سيف عن مخرج جريء يستطيع تسخير جهات إنتاجيّة لا تضنّ، كان علي يبحث عن كاتب لا يضنّ أيضًا، وقد جمعهما الممثّل أيمن زيدان، لتبدأ مسيرة غيّرت كثيرًا في وجه الدراما العربيّة، وقد بدآ التعاون في مسلسل «صلاح الدين» (2001)، ليتوالى بعدها العمل على «ثلاثيّة الأندلس»، وصولًا إلى مسلسل «عمر».

ويذكر وليد سيف في كتابه «الشاهد المشهود» (2016) العلاقات المتوتّرة بين القائمين على العمل الدراميّ، من كاتب ومنتج ومخرج وممثّل نجم، ويعرج على التجاذبات والمشاحنات الّتي لا يراها المشاهدون، إنّما يرون نتائجها الإيجابيّة فقط، لكنّه بعد كلّ ذلك يخلص إلى القول بأنّ النصّ الضعيف لا يستطيع إنقاذه مخرج حاذق مهما تكن موهبته، وفي المقابل، فإنّ الإخراج الهزيل يمكن أن يهبط بالنصّ الممتاز مهما يكن مستوى تميّزه. فإذا اجتمع النصّ القويّ مع الإخراج الفائق بلغ العمل غايته. وبهذه الخلاصة يمكن فهم العلاقة الفنّيّة الوطيدة بين المبدعين الكبيرين، وقد دنت قطوفها من أيدي المشاهدين على مرّ سنوات.

 

 

لا يستسهل حاتم علي سلوك الطريق الممهَّد، إنّما يذهب في وعر الجبال إن اقتضى الأمر، عوضًا عن الاستخفاف بعقل المتلقّي، وهكذا مدّ جسر الثقة مع جمهوره، ومع شركائه أيضًا، عبر إنفاذ كلّ طاقاته دون إنفادها، إذ كانت تتجدّد في كلّ عمل، كأنّها منجم لا يفنى. وقد كان واضحًا أنّ مسار تلك الطاقات عُبِّد بالوعي السياسيّ والاجتماعيّ، والتراكم الثقافيّ للمخرج، الّذي بنى كادره البصريّ بالاعتماد على المعرفة، ثمّ الذائقة والخيال، فلم يرسم علي خطّة أعماله امتثالًا لإملاءات الخيال فحسب، كما يفعل كثر، إنّما فصّلها على معايير معرفيّة حقّة، تمخّضت فأنجبت مثلًا «التغريبة الفلسطينيّة»، حين أسّس من خلاله مدرسة واقعيّة عربيّة مختلفة، عبر الأمانة في نقل المأساة، دون المساس بالحقيقة التاريخيّة.

ويذكر وليد سيف أنّ العمل بقي رهينًا لعشرات السنين، يبحث عن مخرجه. والحقيقة أنّ حاتم علي استطاع بثّ الروح في أبطاله الميّتين منذ زمن النكبة، رغم المصاعب الّتي واجهت العمل، والقيود الصارمة الّتي استطاع القفز عنها، من تحدّي الرقابة الذاتيّة إلى القفز على عنق الرقيب.

 

تعثّر الخيول

ولا يمكن الحديث عن فلسطين في هذا المقام، دون التعرّض لقصّة المخرج مع الكاتب والشاعر الفلسطينيّ إبراهيم نصر الله، حول تحويل روايته «زمن الخيول البيضاء» إلى مسلسل. وقد كتب حاتم علي، في كلمته لاستدراج الإنتاج رؤيته لهذا العمل كالآتي: "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، مقولة روّج لها الغاصب طويلًا؛ كي يربح التاريخ بعدما ربح الأرض. ‘زمن الخيول البيضاء‘ مسلسل ليس عن القضيّة الفلسطينيّة، بل عن هؤلاء الّذين عاشوا فوق هذه الأرض، يعتمد على الوثيقة المكتوبة والشفهيّة، كي يعيد خلق حياة هؤلاء بتفاصيل ثريّة، بدءًا من نهايات العهد العثمانيّ، مرورًا بالاستعمار البريطانيّ، وانتهاءً بالاحتلال الصهيونيّ عام 1948. من خلال رصد مصائر مجموعة من القرويّين الّذين يعيشون في قرية ‘الهادية‘، القريبة من القدس… مسلسل ‘زمن الخيول البيضاء‘ يفصح في جوانبه العديدة عن تفرّد في تقديم الحياة الفلسطينيّة برؤية جديدة غير مفتعلة، وبصياغة بصريّة متطوّرة تستخدم آخر التقنيّات في عالم صناعة الدراما التلفزيونيّة، بهدف صناعة عمل جذّاب وممتع، يتّكئ على قضيّة تشكّل وجدان كلّ مشاهد عربيّ، وينطلق من منظومة قِيَم عربيّة أصيلة، تنفرد باهتمامها الكبير بالإنسان والطبيعة... وانطلاقًا من إيماننا بأنّ القضايا الكبيرة وحدها غير كافية لصناعة عمل فنّيّ كبير؛ فإنّ اهتمامنا سوف ينصبّ على أن تواكب الفكرة معالجة دراميّة، تصوغ مصائر الشخصيّات بأسلوب شيّق وعميق في آن معًا، عبر معالجات فنّيّة مدعومة بإنتاج قادر على إعادة صياغة المشهد، بكلّ ما يتطلّبه من تفاصيل".

في مصر، حقّق حاتم علي أيضًا ما لم يحقّق مخرجو مصر؛ ففي عام 2007 أخرج مسلسل «الملك فاروق»، واستخدم خلاله لأوّل مرّة في مصر التصوير السينمائيّ في الدراما، وواصل تحقيق الرؤى هناك، إذ استخدم أسلوب التصوير بثلاث كاميرات من زوايا مختلفة لمرّة واحدة...

ويمكن بسهولة قراءة وعي المخرج بعمله وبقضاياه أيضًا من خلال هذا التقديم، إلّا أنّ المسلسل تهاوى أمام شروط الفضائيّات بإخراجه من دائرة القضيّة الفلسطينيّة، مرّة باقتراح تحويله إلى مسلسل بدويّ، وأخرى بإقامة أحداثه على أرض غير فلسطين، وثالثة بالاعتذار عن عدم المشاركة الإنتاجيّة بعد الموافقات المبدئيّة.

 

إبداع التقنيّات

وبالحديث عن التقنيّات في عالم صناعة الدراما التلفزيونيّة، استخدم حاتم علي منها الكثير والمتعدّد والمختلف، كلٌّ حسب حاجته، وحسب الإنفاق على العمل، تطلّعًا إلى إنجاحه رغم صعوبة المسار؛ فبالعودة إلى «الزير سالم»، احتمل العمل تحدّيات جمّة، منها النصّ الّذي كان أضعف من الحدث، على الأقلّ في رأيي، ما استدعى تدخّلات دراميّة عميقة على المستوى التقنيّ، وكذلك الموقع، حيث استغنى آنذاك علي عن الأستوديوهات والمدن المصنوعة للتصوير، وذهب إلى البرّ ليبني مشاهده، وكذلك التصوير حين استخدم تقنيّة التصوير بكاميرا واحدة، وإعادة المشهد من زوايا عدّة، وقد حصل العمل على ذهبيّة «مهرجان البحرين».

في مصر، حقّق حاتم علي أيضًا ما لم يحقّق مخرجو مصر؛ ففي عام 2007 أخرج مسلسل «الملك فاروق»، واستخدم خلاله لأوّل مرّة في مصر التصوير السينمائيّ في الدراما، وواصل تحقيق الرؤى هناك، إذ استخدم أسلوب التصوير بثلاث كاميرات من زوايا مختلفة لمرّة واحدة، وهكذا حصل المسلسل على 6 جوائز ذهبيّة في «مهرجان القاهرة».

وواصل العمل هناك ليصنع نجومًا كما فعل في دمشق، مع تيم حسن ومكسيم خليل وغيرهما، فغيّر من موقع أمير كرارة على خريطة الدراما المصريّة، عبر بطولة مسلسل «تحت الأرض» (2013)، وأعاد تشكيل شخصيّة روبي في مسلسل «أهو ده اللّي صار» (2019).

 

 

إذن، الخسارة كبيرة، والعزاء ممتدّ على تخوم الإبداع كلّها، وربّما هذه هي الحلقة السرّيّة، الّتي علّق فيها المخرج الراحل مفاتيح ملكه، ففهم النصّ وما وراءه، وخبر الصورة وما وراءها، واختبر حقولًا بدأنا ننتبه إليها بموته... حتّى تمكّن من مراكمة أعماله بعضها فوق بعض، ليكتمل قوام ذاكرتنا ووعينا الجمعيّ، جيلًا نشأ في طفرة الدراما السوريّة، الّتي كان حاتم علي واحدًا من أركانها.

 

 

سلطان القيسي

 

 

شاعر وكاتب فلسطينيّ من قضاء يافا،  يحمل الجنسيّة الأردنيّة ويقيم في عمّان، يكتب في الصحافة العربيّة. صدرت له مجموعتان شعريّتان؛ "بائع النبيّ" عن دار موزاييك - عمّان، و'أؤجّل موتي' عن دار فضاءات - عمّان، وترجمة 'الوطن - سيرة آل أوباما' لجورج أوباما، الأخ غير الشقيق للرئيس الأمريكيّ باراك أوباما، عن مؤسّسة العبيكان، الرياض.