مجتمع ما بعد الحرب… أحياء "مع وقف التنفيذ"

خلال تصوير مسلسل «مع وقف التنفيذ»

 

كيف تُغيّرنا الحروب؟ كيف تشوّه الأرواح والأماكن؟ كيف تعرّي النفوس والوجوه؟ تشريح عميق للذات والمجتمع، وما جرى بهما بفعل الحرب، قدّمه المخرج السوريّ سيف السبيعيّ، في مسلسل «مع وقف التنفيذ»، في محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة، مع كاتبَي العمل علي وجيه ويامن حجلي. خلال 30 حلقة انتهت بداية أيّار (مايو) 2022، مع تمام رمضان، تتصاعد الأحداث وتزداد تعقيدًا، بين شخصيّات فاسدة وأخرى تحارب الفساد والظلم، وعائلات أثقلتها هموم الحرب، وغيّرتها وغيّرت سير حياتها، فلم يعودوا كما كانوا، ولم تعد الحياة ولا الأماكن كما هي.

يغوص كاتبا العمل في عمق النفس البشريّة وتحوّلاتها، في ظلّ ظروف قاسية كالحروب والصراعات، أو ظروف أدّت إلى الصراع نفسه، كالفقر، والذلّ، والقمع، والفساد، وانعدام الحرّيّات

يغوص كاتبا العمل في عمق النفس البشريّة وتحوّلاتها، في ظلّ ظروف قاسية كالحروب والصراعات، أو ظروف أدّت إلى الصراع نفسه، كالفقر، والذلّ، والقمع، والفساد، وانعدام الحرّيّات. يأسرك الغموض منذ البداية، بتقديم الحكاية على مراحل وجرعات، فيحيلها غامضة محيّرة، تستفزّك بكلّ الأسئلة، ثمّ تتفكّك خيوط العُقَد خلال الحلقات، فتأخذك إلى المربّع الأوّل لكلّ شخصيّة.

المسلسل من إنتاج «شركة إيبلا الدوليّة للإنتاج السينمائيّ والتلفزيونيّ»، وإنتاج هلال أرناؤوط، وأحمد الشيخ، وبطولة نخبة من ألمع نجوم التمثيل في سوريا، مثل عبّاس النوري، وغسّان مسعود، وسلاف فواخرجي، وشكران مرتجى، وصفاء سلطان، وبشّار إسماعيل، وفايز قزق، بمشاركة خاصّة للفنّانة صباح الجزائري، وغيرهم.

 

فاتورة الحرب لا تنتهي بانتهائها

تدور الأحداث بمجملها في حارة العطّارين الكائنة في إحدى ضواحي دمشق، يرسم المخرج صورة الحياة في الحيّ قبل خروج الأهالي، وبعد سنوات من النزوح والعودة إلى الحيّ بعد أن وضعت الحرب أوزارها، لكنّهم لا يبحثون عن بداية جديدة بقدر ما يبحثون عن خاتمة، خاتمة لماضٍ يجرّ أذياله، تسكنهم رغبة جارفة في الانتقام، فرحلة العودة لنكء جراح الماضي رحلة مكلفة، والناجون وحدهم يدركون أنّ فاتورة الحرب لا تنتهي بانتهائها، وأنّه لا مفرّ من دفع ثمن ويلاتها إلى أجل غير مسمّى.

"لمّا الدنيا تسدّ دروبك، لمّا الفقر يهري جيوبك، لمّا الحاجة توطّي راسك، لمّا الظلم يدوس إحساسك، لمّا يسرق حقّك فاجر... تبدا تسمع كلمة هاجِر"، هكذا تبدأ شارة المسلسل، بداية تقول حكايته، كلمات يتمّم وجعها لقطات لوجوه حائرة، منهكة، تائهة، في زحام المدينة، أغنية يملؤها الألم، تذكّرك بشارة مسلسل «نهاية رجل شجاع»، "يا روح لا تحزني"، لكنّها نهاية وطن ضاع... وأرواح حزينة.

يسير المسلسل في اتّجاهين زمنيّين متوازيين، وليسا متتاليين منطقيًّا، فالحياة بعد الحرب لا تتقاطع مع أيّ حياة سبقتها، لا تشبه أيّ حياة قبلها في شيء. ما عُبِّرَ عنه في بداية كلّ حلقة بـ "قبل الخروج"؛ أي قبل نزوح العائلات عن الحيّ أثناء الحرب، بطريقة الاسترجاع أو ’الفلاش باك‘، وما بعد العودة إلى الحيّ بوصفه ’الآن‘، العائلات الّتي هُجِّرَت من منازلها ومدارسها، وتركت – مُرْغَمَة - أعمالها وحيّها، تعود لتستأنف حياتها من جديد من حيث تركتها، في حالة تشبه الاغتراب، وفي إطار دراميّ إنسانيّ تتجلّى معه الصراعات النفسيّة والمجتمعيّة والسياسيّة، الّتي يجد السكّان أنفسهم مضطرّين إلى مواجهتها من أجل المضيّ قدمًا. يحاربون فساد السلطة، والتطرّف الدينيّ، وتجّار الحروب، ويواجهون حتّى خيانة أقرب الناس. يذكرون الماضي ويحلمون لو أنّ الزمن توقّف عند نقطة التحوّل الّتي لا عودة منها.

"حتّى إذا طلع النهار، لم يبقَ في البلد سوى جثث سود محترقة، وأرض مكفهرّة مغطّاة برماد المجزر، وبدا أنّ كلّ شيء قد انتهى إلى الفناء"[1].

 

 

اشتغل الكاتبان على عمليّة البوح الإنسانيّ، وما يختلج بالوجدان من تناقضات بين حبّ الوطن واستحالة العيش في قساوته وظلمه، بين الرغبة في العودة، والهاجس بالهجرة، بين الإيمان بالمبادئ، ومقدار التضحية من أجلها، أسئلة كثيرة يتركها العمل للمشاهد، لا إجابات شافية، مجرّد أسئلة، عن واقع يشبهنا ونعيشه، كيف تنجو الأرواح المشوّهة من ماضي يلاحقها؟ هل الهجرة هي الحلّ؟ هل بإمكاننا الصمود في وجه تجّار الحروب ومَنْ باعوا الأوطان؟ أنعود لوطن يلفظنا أم نبحث عن خلاص فرديّ؟ هاجس بالهجرة وخوف من العودة، كان قد عبّر عنها الروائيّ السوريّ خليل صويلح بالقول: "أخشى أن أعود إلى البيت ولا أجد أحدًا... أن أجد رمادًا، وبقايا استغاثات وحطام صور"[2]. إذ تبدأ إحدى الحلقات بهذا النصّ؛ فخلال 30 يومًا قدّم العمل في بداية كلّ حلقة شذرات أدبيّة، لكتّاب وأدباء، بصوت المخرج السبيعي، تحمل دلالات عميقة عن واقع الشام في أزمنة مختلفة، أو تقدّم استعارات عن الفقر والظلم والوطن، والحبّ والمرأة، منها على سبيل المثال لا الحصر، كتاب «حوادث دمشق اليوميّة: 1741-1762م» للمؤرّخ الشعبيّ أحمد البديري الحلّاق، يقول: "في هذه الأوقات، زاد غلوّ الأسعار، وقَلّت الأمطار، وعظمت أمور السفهة والأشرار"، ومن تلك الشذرات أيضًا: "تعالوا إلى أموال الظلَمة... تعالوا إلى أموال الخونة"، على لسان غيلان الدمشقيّ، نحو 718م.

مجتمعات ما بعد الحرب مجتمعات ممزّقة، هشّة، لا أساس لها ولا أعمدة، يسكنها الخذلان ويوجعها الفقدان، تعيش في دوّامات من الالتباس، في محاولة للتعافي ونفض رماد الماضي، وهي لم تكن مجتمعات فاضلة من ذي قبل، بل عاشت صراعات بلغت ذروتها مع الحرب، فوضعت الجميع على المحكّ، وأسقطت الأقنعة وكشفت النفوس، لكن هل يحتاج الإنسان إلى حرب دامية لمعرفة عدوّه من صديقه؟ عزّام الضابط المُسَرَّح من الخدمة، يكرّس حياته بعد العودة للبحث عن غريمه القنّاص الّذي قتل عائلته في مشهد قاسٍ ليلة الخروج، تلازمه حالة عصبيّة في جسده من هول ما مرّ به، يخسر عزّام  الكثير في رحلة الانتقام تلك؛ ليكتشف في الحلقة الأخيرة، أنّ القاتل هو ابن حارته سيف؛ الرجل التقيّ، الّذي يصلّي صلواته الخمس في الجامع، تلميذ شيخ الحارة رباح. يواجهه بالحقيقة، لكنّه لا يبدي أيّ ندم، يقول لعزّام: "إنت اللّي قتلت عيلتك، لمّا اخترت تكون مع الظلم"، باعتباره كان ضابطًا في أمن الدولة.

لم يرصد المسلسل مشاهد الحرب، بقدر ما رصد تداعياتها النفسيّة والاجتماعيّة، وتغيّراتها الجذريّة، والصدمات الفرديّة للناجين بعد فقدان الأعزّاء، أو خوضهم تجارب النجاة من براثن الموت، بعد أن وقعوا ضحيّة صراعات تشابكت أذرعها وأطبقت على حياتهم. يظلّ كلّ شيء شاهدًا على ما جرى، كالحديث عن بعض المنازل المدمّرة والمهجورة وانقطاع التيّار الكهربائيّ، والاحتفال بعودة المياه في أوّل حلقة. تبدأ إحدى الحلقات بنصّ لنزار قبّاني: "أيا وطني... جعلوك مسلسل رعب نتابع أحداثه في المساء، فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء؟"[3].

 

فسيفساء الشخصيّات

الشخصيّات الّتي قدّمها السبيعي أعمق كثيرًا من أناس يتصارعون في حياتهم اليوميّة في إحدى الحارات الشاميّة، هم أناس أثقلتهم الحروب ولا يزالون يحملون وزرها، يعيشون على قيد الحزن، غرباء في وطن صار غريبًا، أحياء من وقف التنفيذ، يبحثون تحت الرماد عن حياة معلّقة، بُتِرَتْ أطرافها، ولم تواصل النموّ، كان عليهم لملمة البقايا وطمس رائحة الموت من تحت الركام، والنهوض من جديد.

يرسم الحيّ نموذجًا مصغّرًا للمجتمع السوريّ وأيضًا العربيّ، بشخصيّات ذات خلفيّات مختلفة مركّبة ومعقّدة، شخصيّات وطنيّة، ودينيّة، ومَنْ تدّعي التديّن، وشعبيّة بسيطة، ومعارضة ومثقّفة، وأخرى انتهازيّة ووصوليّة، يتنقّل المخرج بسلاسة مطلقة بينها وبين طبقات الصراع، الّتي تتقاطع مع بعضها بعضًا، دون تكرار أو ضياع أو ملل، بل بتشويق وغموض مطلق.

رسم الحيّ نموذجًا مصغّرًا للمجتمع السوريّ وأيضًا العربيّ، بشخصيّات ذات خلفيّات مختلفة مركّبة ومعقّدة، (...) يتنقّل المخرج بسلاسة مطلقة بينها وبين طبقات الصراع، الّتي تتقاطع مع بعضها بعضًا...

يصوّر الكاتبان مجتمعات يسيطر عليها بالأساس النظام الأبويّ، يتجسّد بشخصيّة هاشم الباري (الممثّل فادي صبيح)، ربّ الأسرة المتسلّط، الّذي يهمّ بقتل أخته عتاب في أوّل مشهد في المسلسل؛ ’غسلًا للعار‘، ويطلّق زوجته ثلاث مرّات ويتزوّج بثانية، متقلّب المزاج بين الطيبة والقمع، رغم ذلك تظلّ الأسرة ترى فيه الأخ الأكبر، عمودها وعمادها.

ويقدّم العمل نموذجًا من التسامح الدينيّ ورفعة الأخلاق، في شخصيّة شيخ الحيّ رباح العالم (الممثّل زهير عبد الكريم)، الّذي يسعى إلى إصلاح ذات البين بين المتخاصمين، تجده يتواصل باحترام مع الشيوعيّ المعارض حليم زاهر (الممثّل غسّان مسعود)، في مقابل نماذج للتطرّف الدينيّ، مَنْ يدّعون التقوى، واحتكار المعرفة بالدين، بل حتّى القتل باسمه، مع قناعة مطلقة بأنّ كلّ ذلك إرضاء لله. ومثال ذلك سيف (الممثّل مصطفى المصطفى)، ابن الحارة الّذي اتّضح أنّه كان مجنّدًا لأطراف اتّضح ضلوعها في قتل سكّان الحيّ وتهجيرهم. وأخته روضة (الممثّلة مريم علي) الّتي لا تخطو خطوة دون ذكر دعاء أو آية قرآنيّة، لكنّها لا تتردّد في التحريض على القتل، أو تكفير الآخرين، تحديدًا جارهم حليم (الممثّل غسّان مسعود) باعتباره شيوعيًّا.

جنان (الممثّلة سلاف فواخرجي)، ابنة الشيخ رباح العالم، عضو في البرلمان، زوجة الوزير الفاسد أديب (الممثّل فايز قزق)، وهي تمثّل السلطة الفاسدة، باعت والدها الشيخ مقابل المال والسلطة، وجنّدت أذرعها لجمع الأتاوات بالتعاون مع الضابط الفاسد سهيل (الممثّل محمّد قنوع)، وكذلك مع فوزان (الممثّل عبّاس النوري)، رفيق جنان في الحزب، الشخصيّة الوصوليّة الأكثر جدلًا، هو شبّيح الحارة، المستعدّ للتضحية بكلّ شيء من أجل المال والحصول على لقب ’المختار‘، حتّى لو بلغ به الأمر إلى استغلال ابنتيه، وتستغلّه جنان لبسط نفوذها في الحيّ، ويستغلّ هو حاجة سكّانه، ثمّ يقدّم نفسه بصورة مثاليّة على صفحته على فيسبوك باسم ’دام عزّك يا وطن‘، متغنّيًا بجمع اللايكات.

أبو العون (الممثّل بشّار إسماعيل)، رجل الأعمال المغترب، تتعاون معه جنان لقتل زوجها، في ما يمثّل الأيدي الخارجيّة الّتي تمتدّ للقتل والخراب في الحارة، ولاحقًا يتّفقان على تقاسم شراء أكبر عدد من العقارات في الحارة؛ للاستفادة من موقعها الإستراتيجيّ، ضمن صراع كبير على كعكة ’إعادة الإعمار‘، الّتي يُصَنَّف معظمها وسيلةً للإبقاء على بنى الهيمنة وديمومتها.

حليم زاهر (الممثّل غسّان مسعود)، المعارض الشيوعيّ والكاتب المثقّف، الّذي ضاع عمره في سجون الدولة، دفاعًا عن الكلمة الحرّة، وتمسّكًا بقناعاته ورفضه المساومة عليها، خسر حياته وزوجته وأبناءه وصديقَي عمره، أحدهما صافي بالخيانة، والآخر أبو الشوق، الّذي قُتِلَ أثناء سعيه لكشف فساد عضو البرلمان جنان.

                            قلَّ الثقاتُ فلا أدري بمَنْ أثقُ

                                        لَمْ يبقَ في الناسِ إلّا الزورُ والملقُ[4]

 

التصالح

بقي أن نشير إلى أنّ العمل، ورغم قسوة الواقع الّذي كشفه، ينتهي بتصالح المتخاصمين، وبمعاقبة المجرمين والفاسدين، ويقدّم بصيص أمل من خلال نجاح مساعي الشيخ رباح، ببناء دار للأيتام ممّن قضى ذووهم في الحرب.

عمق الشخصيّات ودقّة تفاصيلها، جعل من العمل فسيفساء إنسانيّة متكاملة لفيض من المشاعر والدوافع الكامنة، لا شخصيّات ثانويّة، وليس ثمّة ما يمكن الاستغناء عنه.

عمق الشخصيّات ودقّة تفاصيلها، جعل من العمل فسيفساء إنسانيّة متكاملة لفيض من المشاعر والدوافع الكامنة، لا شخصيّات ثانويّة، وليس ثمّة ما يمكن الاستغناء عنه.

 

«مع وقف التنفيذ» عمل دراميّ مكتمل العناصر، همّ اجتماعيّ وإنسانيّ ووطنيّ واقعيّ، حبكة متقنة، نصّ صادق جريء، أداء جميل للممثّلين، رؤية إخراجيّة مبدعة، حنكة في التحايل على الرقابة، وقد برهنت واقعيّته على قدرة تعافي الدراما السوريّة بعد أكثر من عقد على قمع الثورة المدنيّة ثمّ تحوّلها إلى حرب ضروس.

يتّضح في الحلقة الأخيرة أنّ «مع وقف التنفيذ» عنوان الرواية الّتي يكتبها حليم، يخاطب فيها أبو الشوق، صديقه المغدور في نصّه الأخير: "هل تشعر باقتراب النهاية كما أفعل الآن؟ النفق يقترب من آخره، والساعة في ربعها الرابع، والخيارات على صعوبتها ما زالت متاحة لمَنْ يريد النجاة... الاختيار أخطر نعمة مُنِحَتْ للإنسان؛ لأنّه يحدّد كلّ ما تبقّى. أتنصهر نواة الكوكب أم يتأجّل انقراض الجنس البشريّ؟ أتدقّ ساعة الخلاص أم الانهيار؟ أينسلّ الضوء آخر النفق أم تسود العتمة؟ أما زلت قادرًا على يوم آخر؟ على كلمة فاصلة؟ على رصاصة منسيّة في أسطوانة البندقيّة؟ أهذه بداية النهاية يا أبو الشوق أم أنّها مقدّمة ليس إلّا؟".

"شكوتُ دمشقَ إلى الشامِ

كيفَ محوتِ ألوفَ الوجوهِ

وما زالَ وجهُكِ واحدا؟

لماذا انحنيتِ لدفنِ الضحايا

وما زالَ صدركِ صاعدا؟"[5].

 


إحالات:

[1]  سعيد حورانيّة، قصّة «عاد المدمن»، شتاء قاسٍ آخر (دار المدى، 1994).

[2]  خليل صويلح، اختبار الندم (دار نوفل- هاشيت أنطون، 2017).

[3]  نزار قبّاني، خمسون عامًا في مديح النساء (بيروت: منشورات نزار قبّاني، 1994).

[4] أبو العلاء المعرّيّ.

[5]  محمود درويش، محاولة رقم سبعة (بيروت: دار العودة، 1973).

 


 

آلاء كراجة

 

 

 

إعلاميّة وباحثة ومقدّمة برامج تلفزيونيّة. لها كتاب بعنوان «السينما الفلسطينيّة الجديدة... صورة البطل ودلالاته».