إعلان براءة: كتّاب عرب وفلسطينيّون يرفضون اجتماع دمشق

جانب من الجلسة الافتتاحيّة

تشهد العاصمة السوريّة، دمشق، في 13-15 كانون الثاني (يناير) الحاليّ، انعقاد اجتماع المكتب الدائم للاتّحاد العامّ للكتّاب والأدباء العرب، بمشاركة وفود من خمس عشرة دولة عربيّة؛ اليمن، عمان، البحرين، الإمارات، العراق، فلسطين، سوريا، لبنان، الأردنّ، مصر، ليبيا، الجزائر، موريتانيا، السودان، تونس.

يتضمّن برنامج الاجتماع تنظيم ندوتين، الأولى بعنوان "ثقافة التنوير: الراهن والمستقبل"، والثانية حول القدس بوصفها عاصمة أبديّة للشعب الفلسطينيّ، بالإضافة إلى تنظيم ثلاث أمسيات شعريّة لحوالي أربع وعشرين شاعرًا، وتقديم جائزة القدس للنقد الأدبيّ لنضال صالح، وجائزة القدس لأدباء الداخل الفلسطينيّ للأديب زكي درويش، وتكريم الأديب المصريّ محمّد سلماوي عن مجمل أعماله.

إعلان براءة

وقد أعلنت مجموعة كبيرة من الكتّاب الفلسطينيّين والعرب براءتهم من الاتّحاد العامّ للكتّاب العرب، وأدانوا انعقاد المؤتمر العامّ في دمشق، لأنّ قرار انعقاد المؤتمر في هذا الوقت تحديدًا يعني اختيار الوقوف إلى جانب النظام السوريّ في قمع الشعب وتهجيره من أرضه خلال السنوات الستّ الماضية.

وعبّر الكتّاب الفلسطينيّون عن موقفهم من خلال نشر نصّ موحّد عبر حساباتهم الفيسبوكيّة، جاء فيه:

"إعلان براءة وإدانة: أنا الموقّع أعلاه (............./ عضو الأمانة العامة للاتّحاد العامّ للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين)، أعلن - باسمي شخصيًّا - براءتي من الاتّحاد العامّ للكتّاب العرب، وإدانتي لعقد مؤتمر هذا الاتّحاد في دمشق، وأعتبر ذلك تأييدًا وقحًا لجزّار سورية (الأسد الصغير) وحلفائه في مجازرهم وجرائمهم ضدّ الشعب السوريّ، وتحميلًا للكتّاب العرب لهذا التأييد. كما أدين مشاركة وفد من اتّحاد كتّاب وأدباء فلسطين، وأعتبر أنّ هذا الوفد لا يمثّلني، وأدعو كتّاب فلسطين ’الأحرار’ إلى إدانة هذه المشاركة. ليسقط نظام القمع والمجازر، ولتسقط كلّ الأنظمة الحليفة له، وحتّى بعض من يعلن عداءه لكنّه يدعم بقاءه،
والحرّيّة للشعب السوريّ الحيّ.

مصالحة مع النظام

ويرى د. نضال الصالح، رئيس اتّحاد الكتّاب العرب في سورية، أنّ الاجتماع هذا العامّ يحظى بأهمّيّة خاصّة، إذ يأتي بعد تحوّلات عدّة في العلاقة بين اتّحاد الكتّاب السوريّين والاتّحاد العامّ للكتّاب العرب، وصلت إلى حدّ التلويح بتجميد عضويّة سورية في الاتّحاد عام 2016.

وشدّد حبيب الصايغ، الأمين العامّ للاتّحاد، أنّ هذا الاجتماع رسالة تضامن مع المثقّف والكاتب والمواطن السوريّ، كما أنّه دعوة للمبدع السوريّ لتحقيق اللقاء مع محيطه.

عبد الفتّاح إدريس، ومحمّد العتيق، ومراد السوداني

وكتب مراد السوداني، الأمين العامّ لاتّحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيّين، عبر صفحته على فيسبوك، ردًّا على من يستنكر ويدين انعقاد الاجتماع في دمشق: "انعقاد المؤتمر العام للأدباء والمثقّفين العرب في دمشق يستدعي أن يكون الاتّحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين أوّل المشاركين، أمّا نصائح بعض الكتّاب بأن نتخلّف عن المشاركة فهي مردودة".

"عار غير مسبوق"

تحت عنوان "عار غير مسبوق"، خرج بيان لرابطة الكتّاب السوريّين، أدانت فيه انعقاد مؤتمر الاتّحاد العامّ للكتّاب العرب في دمشق، وجاء فيه: "يصعب توصيف هذا الاجتماع وتحليل عناصره، لأنّه تكثيف هائل للخزي والمهانة والفظاظة والركاكة الفكريّة في أشخاص وفي منظّمات واتّحادات يُفترض أن تمثّل الثقافة العربيّة وليس أنظمة الطغيان".

وتساءل البيان: "كيف تستطيع الأيديولوجيّات الشموليّة التي قادت البلدان العربيّة إلى دمار فظيع أن تغشى قلوب أصحابها بهذا الشكل؟ ثمّ كيف تكون أكثر الأنظمة العربيّة شراسة وقمعًا واحتقارًا، هي الجسر الذي يعبر من خلاله الكتّاب والمثقّفون العرب؟"

ودعت الرابطة من خلال بيانها الكتّاب والمثقّفين والأدباء العرب إلى التوقيع على البيان لإدانة هذا الاجتماع، والتعبير بكلّ الأشكال الممكنة عن رفضه.

"إساءة لمن كتبوا بالدم لحرّيّات الشعوب"

وكتب المخرج السينمائيّ الفلسطينيّ، نصري حجاج، عبر صفحته على فيسبوك: "الوضع الهابط والمفكّك أخلاقيًّا وفكريًّا وسياسيًّا لواقع الاتّحاد العامّ للكتّاب الفلسطينيّين يخدش تاريخ الكتّاب الفلسطينيّين ويسيء إلى الكتّاب الذين كتبوا بالدم لفلسطين وحرّيّات الشعوب عبر التاريخ الفلسطينيّ، قبل النكبة وبعدها، وإلى وقت قريب".

المخرج نصري حجاج

وأضاف حجاج: "هذه الأزمة الكُبرى تتطلّب اليوم وقفة جدّيّة من قبل جميع الفلسطينيّين، كتّابًا وفنّانين ومثقّفين أحرارًا ومؤسّسات لإعادة الإشعاع لدور الكاتب الفلسطينيّ في دفاعه عن حرّيّة شعبه بوضوح إزاء الدور الظلاميّ المتخلّف والقاصر والمنحاز إلى الطغاة، لمن يمثّلون نقابيًّا كتّاب فلسطين في دمشق اليوم".

 

محمود الشاعر

 

من مواليد رفح عام 1990. كاتب، عضو اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّين، المدير التنفيذيّ لمجلّة 28، المنسّق العامّ لدار خطى للنشر والتوزيع. درس دبلوم المحاسبة في الكلّيّة الجامعيّة للعلوم التطبيقيّة والمهنيّة. صدرت له مجموعة شعريّة مشتركة بعنوان 'مساحة بيضاء'، وله نصوص منشورة في عدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة.