سبع قصائد عن الإنجليزيّة

ميسّر كردي

خاصّ فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة

حبّ بعدَ حبّ | ديريك والكوت

النصّ الإنجليزيّ.

 

سيأتي الوقت الّذي

تستقبل فيه نفسكَ، بابتهاجٍ

وأنت تقف على عتبة بابك، أمام مرآتك

وسيبتسم كلٌّ منكما في وجه الآخر مرحّبًا،

ويقول، اجلس هنا. كُلْ.

ستحبّ من جديد ذاك الغريب الّذي كنتَهُ.

قدّم النبيذ. قدّم الخبز. قدّم قلبك، ردَّهُ

إلى نفسه، إلى الغريب الّذي أحبّك

طوال حياتك، إلى الّذي تجاهلتَهُ

من أجل آخرَ يعرفك عن ظهر قلب.

أنزل رسائل الحبّ من رفّ الكتب،

أنزل صورك الفوتوغرافيّة، ومذكّراتك اليائسة،

اُقْشُر صورتك عن المرآة.

اجلس.

تمتّع بمأدبة حياتك.

 

***

 

ليلة صافية | والت ويتمان

النصّ الإنجليزيّ.

 

هي ذي ساعتكِ يا روح قد حلّت، وآن لك أن تحلّقي في حيّز الصمت،

بعيدًا عن الكتب، بعيدًا عن فنونٍ مضت، حيث لا أيّام ولا دروس لاستقاء العِبَر،

ها أنتِ ذي الآن مكتملة النضوج، ساكنةٌ، شاخصةٌ، تمعنين النظر في مهوى فؤادك وخيرِ ما ترغبين.

ليلٌ، فنومٌ، فموتٌ، فنجوم

 

***

 

من قصيدة The Prelude (الاستهلال) المُطوَّلة | ويليام ووردزوورث

النصّ الإنجليزيّ

 

لم يبق شيءٌ

من الهيئات المألوفة. صور الأشجار تبدّدت،

بحار الأرض اضمحلّت والسماء تلاشت من الوجود، ذَوَتْ ألوان الحقول الخضر وزالت؛

لم يبق غير أشكالٍ هائلة الحجم عظيمة القدرة، تحيا وتعيش بخلاف البشر

وطرقهم،

تُقْلِقُ أحلامي ورؤاي آناءَ الليل

وتسبح خاطري على مهلٍ أطراف النهار

 

***

 

القصيدة رقم 31 | إميلي ديكنسون 

النصّ الإنجليزيّ.

 

الموت حوارٌ بين

الروح والتراب.

"تبدّدي" يقول الموت – تجيب الروح قائلةً "يا سيّدي

إنّ لي حضنًا آخر أركن إليه " –

يشكّ الموت مرتابًا – يحاجج من بطن الأرض –

تشيح الروح بعيدًا

خالعةً عنها، كبيّنةٍ،

معطفًا من طين.

 

***

 

مرتفعات ماتْشو بيتْشو  | بابلو نيرودا 

العنوان الأصليّ (بالإسبانيّة): Las Alturas de Macchu Picchu.

النصّ الإنجليزيّ.


 انهض يا أخي لتولد معي.

مدّ لي يدك من أعماقٍ

مبذورةٍ بأساك.

أنت لن تعود من صخرة الأعماق.

أنت لن تعود من زمنٍ تحت الأرض.

صوتك المخشوشن لن يعود.

عيناك المفقوأتان لن ترجعا.

انظر إليّ من عمق الأرض،

أيّها الحارث، الحائك، يا راعيًا بلا صوت:

يا مروّض اللامات الجامحات كصور الروح:

يا عامل البناء على سقالةٍ خطرة:

يا ساقي الدمع في جبال الأنديز:

يا صائغ الجواهر بأصابع مهشّمة:

يا أكّارًا يرتجف وقت البذار:

يا خزّافًا منسكبًا في طينك:

اِجْتَلِب لكأس هذه الحياة الجديدة

ما دفنته من أحزانك القديمة.

أرني دماءك وأخاديد وجهك المتجعّد،

قل لي، "هنا عوقبتُ

لأنّ الجواهر لم تلتمع أو لأنّ الأرض لم

تُخْرِج محصولها أو حجارتها في موسمها."

أرني الصخرة الّتي سقطْتَ عليها

والعود الّذي عليه سمّروك،

أطْلِق شرارةً من الصوّان القديم من أجلي،

من أجل القناديل القديمة لتثبت أنّ السياط لا تزال عالقةً

في الجراح القديمة بعد عصورٍ مضت

وأنّ الفؤوس لا تزال تلتمع دمًا.

جئتُ لأحكي عبْرَ فمك المَيْت.

الشفاه المهترئة الصامتة

تتجمّع من كلّ أنحاء الأرض

ومن الأعماق تسامرني كلَّ هذا الليل الطويل

وكأنّني مثبّتٌ إلى الأرض هنا معك.

أخبرني بكلّ شيءٍ، غُلّةً غُلّةً وحلقةً حلقةً

وخطوةً خطوة،

اشحذ المُدْيات الّتي تخفيها،

اغرسها في صدري وفي يدي،

مثل نهرٍ من الضوء الأصفر الممزّق

مثل نهرٍ ترقد فيه النمور المدفونة

واتركني أنوح، لساعاتٍ، لأيّامٍ، لسنين،

أنوح لعصورٍ عمياءَ لا ترى ولنجومٍ في فلكٍ تدور.

أعطني الهدوء، والماء، والرجاء.

أعطني النضال، والحديد، وحِمَمَ البراكين.

أَلْصِق بي أجسادًا كالمغناطيس.

اقترِب من أوداجي ومن فمي.

واحكِ عبر كلماتي وعبر دمي.

 

***

 

أغنية | والت ويتمان

النصّ الإنجليزيّ.

 

هلمّوا إليّ يا رفاق، فلأجعلنَّ الأرض خالدةً من أجلكم
ولأبدعنَّ أروع خليقةٍ أشرقت عليها شمس النهار؛
ولأخلقنَّ حقولًا إلهيّةً تسلب الألباب،
بحبّ الرفاق
بحبّ الرفاق الّذي لا يزول. 

لأزرعنَّ رفقتنا عميقًا في حضن الأرض، كأشجارٍ مصفوفةٍ على امتداد الأنْهُرِ
في أميركا، وعلى ضفاف شطآن البحيرات العِظام، ولأغطّينّ بها كلّ الفيافي
والقفار؛
ولأبنينَّ مدنًا متراصّةً تعانق بعضها أبدًا؛
بحبّ الرفاق،
بحبّ الرفاق الرجوليّ.

ذلك كلّه من أجلكِ أنتِ، من أجلي أنا، يا أيّتها الديمقراطيّة، كي أخدمكِ أنتِ، أنتِ يا سيّدتي الجميلة!
من أجلكِ أنتِ! من أجلكِ أنتِ، أهزج هذه الأغنيات،
بحبّ الرفاق،
 بحبّ الرّفاق الّذي يغطّينا بظلاله الوارفة.

 

***

 

إلى لوكاسْتا، عن الذهاب إلى الحرب – للمرّة الرابعة | روبرت جريفز 

النصّ الإنجليزيّ.

 

لا يهمّ ما هي القضيّة

لا يهمّ ما هو الخطأ الّذي يقولون إنّنا نصحّحه

اللعنة على المعاهدات والمواثيق وكلّ القوانين

طالما أنّنا نحن مَنْ عليه أن يقاتل!

وبما أنّنا، نحن الفتيَة، فخورون بأنفسنا ومخلصون،

فما الّذي يبقينا هنا؟

لوكاستا، عندما يرجع رَجُلُكِ إلى

فرنسا للمرّة الرابعة، وهو يكره الحرب،

ويسخر منها قدر استطاعته

ويرفس قسَمَهُ بعيدًا، دون أن يضيف شيئًا آخر،

اعلمي أنّ ذلك ليس شجاعةً، أنّ ذلك ليس خوفًا –

لوكاستا، إنّه جنديّ يحمل غدّارتَه،

وكبرياؤه ترسله إلى هنا.

فليتوعّد رجالُ السياسة كما يشاؤون، فلينبحوا ولينهقوا كما يشاؤون

وليقرّروا بذلك مَنْ الّذي بدأ

هذه الحربَ اللعينة، ومَنْ عليه أن يدفع ثمنها،

ولكن على مَنْ بدأها أن يكون قويّ القلب جَسورًا،

عليه أن يجلس وأن يراهن بأنفاسٍ مسترخيةٍ،

وهو يلعب الورق مع الموت.

لا توهمي نفسَكِ أنّه يقاتل من أجلكِ؛

ليس ذلك شجاعةً، ولا هو حبٌّ ولا حتّى كراهية،

بل دعينا نفعل الأشياء الّتي اعتدنا فعلها؛

هي الكبرياء تملأ قلوبنا عظمةً؛

ليس الغضب، وليس الخوف  –

لوكاستا، إنّه جنديٌّ يحمل غدّارتَه،

وكبرياؤه تبقيه هنا.

 


 

إياد معاوف

 

 

محاضر ومترجم مستقلّ من فلسطين، يعمل مدرّسًا في "كلّيّة سخنين لتأهيل المعلّمين"، حاصل على ماجستير الأدب الإنجليزيّ من جامعة حيفا، درّس اللغة العربيّة لغير الناطقين بها في "جامعة كونيتيكت" في الولايات المتّحدة ضمن برنامج "فولبرايت".