31/10/2010 - 11:02

خطاب نتنياهو: ترحيب أمريكي ورفض فلسطيني وصمت عربي رسمي

رغم الخطاب الذي لا يلبي الحد الأدنى مما ينتظره الفلسطينيون رفض اليمين الإسرائيلي ما جاء في خطاب نتنياهو ، وصدرت أصوات من داخل الليكود تعترض على الولة الفلسطينية

خطاب نتنياهو: ترحيب أمريكي  ورفض فلسطيني وصمت عربي رسمي
رفض الفلسطينيون ما جاء في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما رحبت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاحد بتبنيه «لدولة فلسطينية منفصلة» ووصفت الأمر بأنه «خطوة مهمة للأمام». ولم تصدر مواقف عربية رسمية حول الخطاب الذي ألقاه نتنياهو مساء أمس من جامعة "بار إيلان".

وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض "يرحب الرئيس بالخطوة المهمة للأمام في كلمة رئيس الوزراء نتنياهو..الرئيس ملتزم بالدولتين.. دولة اسرائيل اليهودية وفلسطين المستقلة.. في الارض التاريخية للشعبين."

وأضاف "نعتقد أن هذا الحل يمكن أن يضمن وينبغي أن يضمن أمن اسرائيل وتنفيذ التطلعات الشرعية الفلسطينية باقامة دولة قابلة للحياة .. ويرحب بتبني رئيس الوزراء نتنياهو لهذا الهدف."

من جانبه اشاد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بما أسماه "الافق الذي رسمه" نتنياهو لدولة فلسطينية.

وأضاف كوشنير أن فرنسا ستعمل مع اوروبا والولايات المتحدة "لاستئناف مسيرة السلام وانشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة". ودعا كوشنير الطرفين إلى تعيين حدود الدولة الفلسطينية ومعالجة قضايا الوضع النهائي خاصة القدس والحدود واللاجئين.


تنديد فلسطيني

الفصائل الفلسطينية اعتبرت خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأحد في جامعة " بار ايلان" صفعة لكل المراهنين على جهود السلام والتسوية مع إسرائيل ويعكس "إيديولوجيته العنصرية والمتطرفة، قائلة أن خطاب نتانياهو وهو بمثابة "نسف لكل حقوق الشعب الفلسطيني".
ووصفت حركة حماس خطاب نتنياهو بالعنصري وقالت انه لم يأت بجديد، موضحة ان خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي تضمن "تأكيدا على برنامج حكومته العنصري والمتطرف والهادف الى جعل الشعب الفلسطيني مجرد أداة لحماية الاحتلال وتجريده من حقوقه وثوابته".

وطالبت حماس رئيس السلطة محمود عباس وحكومة رام الله الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين ووقف ملاحقة عناصرها وكذلك وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل والمسارعة في تحقيق المصالح الوطنية.

من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني أن نتنياهو اعتمد في خطابه على التضليل الشامل، والتنكر بوضوح للحقوق الفلسطينية.

وقال الناطق الإعلامي باسم الحركة في تصريحات له" إن خطاب نتنياهو يؤكد أن هناك موجة من التطرف الإسرائيلي تسيطر الآن على دولة الكيان الصهيوني، الأمر الذي يجعل من المستحيل التوصل لاتفاق سياسي مع دولة الكيان الصهيوني"موضحا" إنه لمن الكارثة أن يرتهن الشعب الفلسطيني لسنوات قادمة في انتظار مشروع التسوية وفق الرؤية الإسرائيلية التي عبر عنها نتنياهو في خطابه مساء الاحد".

الجهاد الإسلامي يطالب بوقف المفاوضات

وطالب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي بوقف المفاوضات تماماً مع اسرائيل، وعدم العودة إليها بأي حال من الأحوال، وكل ما تمخض عنها بما في ذلك تطبيق خطة خارطة الطريق.
وأكد شهاب أن المطلوب من الجامعة العربية الآن إعلان إلغاء المبادرة العربية للسلام ووقف الارتهان للتسوية
الي ذلك وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خطاب نتنياهو " بأنه بمثابة دعوة للحرب وإهانة للمجتمع الدولي، وتقف على رأس جدول أعماله قضايا الحرب على إيران و معالجة الأزمة الاقتصادية.

الشعبية: سلام العبيد

وإعتبر الناطق باسم الجبهة الشعبية في تصريحات صحفية اشتراطات نتنياهو الاعتراف بالدولة اليهودية وفي التنكر لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ورفض حق عودة اللاجئين إلى ديارهم والتمسك بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال ورفض الانسحاب إلى حدود عام 1967، وحديثه عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح ومعدومة السيادة يجعل من سلامه المعروض على الفلسطينيين والعرب" سلام عبيد " والدولة"محمية إسرائيلية" ، أما السلطة فإدارة ذاتية للسكان تحت رحمة الاحتلال وسطوته الامنية والاقتصادية .

وبين الناطق أن دعوات "نتنياهو" للأمن وتنشيط السياحة والازدهار الاقتصادي وللقاء مع القادة العرب والتفاوض مع الفلسطينيين في الوقت الذي يتواصل فيه الحصار والعدوان ، أشبه بالسخرية من القادة العرب وبخيار ومبادرة السلام المتشبثين بها .

وطالب الجامعة العربية واجتماع مجلسها على مستوى وزراء الخارجية الذي سيعقد في نهاية هذا الأسبوع بالدعوة لعقد قمة عربية طارئة لمراجعة ما يسمى بخيار السلام والمفاوضات وإيجاد الحلول للتحديات التي تطرحها حكومة الاحتلال من التطرف والعنصرية برئاسة"نتنياهو"، والمتمثلة في استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية وتهويد المدينة المقدسة وطمس طابعها العربي وتقويض مكانتها السياسية والروحية ومواصلة الحصار والاستيطان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني والضرب عرض الحائط بالقانون الدولي و شرعة حقوق الانسان .
و أكد على أن خطاب نتنياهو يستدعي ضرورة إنهاء الانقسام لتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال.

السلطة الفلسطينية: خطاب نتنياهو تهرب من متطلبات السلام

وأكدت السلطة الفلسطينية رفضها القاطع لخطاب نتنياهو. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن هذا الخطاب يبين "تهرب" الحكومة الإسرائيلية من متطلبات السلام.

واعتبر عريقات أن نتنياهو يريد "دولة فلسطينية مكونة من كانتونات تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة"، وشدد على رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وتمسكهم بحق عودة اللاجئين وفق المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف أن خطاب نتنياهو "صفعة" في وجه أوباما، داعيا هذا الأخير إلى إلزام إسرائيل بمتطلبات عملية السلام وفق خارطة الطريق.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه، اليوم، نسفت كل المبادرات وكل التوقعات ووضعت القيود أمام كل الجهود التي تبذل، كما تشكل تحديا واضحا للموقف الفلسطيني والعربي وكذلك الأميركي .

وأضاف: أن عدم اعتراف نتنياهو بالقدس العربية عاصمة لدولة فلسطين ومحاولته فرض حل قضية اللاجئين في الخارج، لن تؤدي إلى سلام عادل وشامل وفق الشرعية الدولية.

اليمين يرفض خطاب نتنياهو

وأعربت أوساط سياسية يمينية واستيطانية عن رفضها لمجرد إتيان رئيس الوزراء الإسرائيلي على ذكر دولة فلسطينية رغم الشروط التعجيزية التي فرضها.

وأعلن حزب "البيت اليهودي" أنه يعتزم دراسة خطواته إزاء التداعيات الخطيرة لخطاب نتنياهو. فيما قال المتطرف أرييه إلداد(الاتحاد الوطني): إن نتنياهو فقد اليوم قيادة معسكر اليمين بموافقته على دولة فلسطينية منزوعة السلاح". وقال إن " نتنياهو يريد أكل لحم خنزير ذبح حسب الشريعة اليهودية. ولكن لا يوجد شيء من هذا النوع".

ممثلو لجنة مستوطني "بنيامين" اعتبرو الخطاب خيانة للناخبين. وقالوا: "بدل الوقوف خلف المواقف الوطنية فضل نتنياهو صياغات غامضة تتساوق مع برنامج ميرتس السياسي. من المحزن رؤية ابن العائلة المقاتلة يتبنى اصطلاحات يوسي بيلين وشمعون بيرس".

وفي الليكود أيضا سمعت أصوات تحتج على الخطاب. موشي بيغلين قال: " كما وضع نتنياهو 14 تحفظا على فك الارتباط ها هو يحاول الالتفاف على ناخبيه وإقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل. على الليكود أن يختار فورا رئيسا جديدا أمينا لدستوره ولقرارات مركز الحزب ومبادئ المعسكر الوطني".

وأبدى نائب وزير تطوير«تهويد» النقب والجليل أيوب قرا قلقا من الخطاب. وقال: " إنني مصدوم. لا يوجد كلمات لدي تعبر عن مشاعري. أنا قلق جدا من فحوى الخطاب. سيُستغل ضد نتنياهو رغم أنه يفتح نافذة أمل في العلاقات مع الولايات المتحدة. وأضاف: سنتشاور مع أعضاء الكتلة وندرس ماذا سنفعل. يجب فحص معاني وتداعيات الأمور".

وقال عضو الكنيست داني دنون(ليكود)، إن «خطاب نتنياهو لامع باستثناء جملة واحدة تعيسة تضع حجر الأساس لإقامة دولة فلسطينية. وأضاف أنه يعتزم العمل على وقف فكرة إقامة دولة فلسطينية بكل الطرق السياسية والبرلمانية.

من جانبه اعتبر الوزير يتسحاك هرتسوغ(العمل) أن خطاب نتنياهو إيجابي. وقال إنه يشق الطريق لعملية سياسية تقوم في نهايتها دولة فلسطينية مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الحيوية. وقال إن الخطاب يتماشى مع الاتفاقات الائتلافية مع الليكود. وهذه بداية الطريق فقط. وسيثبت الواقع أن الرؤية يمكن أن تتحقق بشكل عملي".
من جانبها رحبت رئاسة الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين بخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال يان كوهوت وزير خارجية التشيك التي تتولى الرئاسة الدورية حاليا للاتحاد الاوروبي ومدتها ستة اشهر في تصريح للصحفيين "من وجهة نظري .. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح. قبول دولة فلسطينية كان ظاهرا."

كما وصفها كارل بيلد وزير خارجية السويد التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد في يوليو تموز بأنها "خطوة صغيرة للامام".

واضاف قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورج "هذا أمر طيب لكنها خطوة أولى فقط. "لا يمكن تعريف دولة على أنها أي شيء ... حقيقة نطقه بالكلمة هي خطوة صغيرة أولى."

وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت خطوة نتنياهو كافية لكي يرفع الاتحاد الاوروبي مستوى علاقاته مع اسرائيل قال وزير خارجية فنلندا الكسندر ستاب "لا".

ويربط الاتحاد الذي يضم 27 دولة فك تجميد خطط لتطوير العلاقات مع اسرائيل بالتزام نتنياهو بالتفاوض للتوصل الى حل للصراع يقوم على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون من الاتحاد مع وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان في لوكسمبورج في وقت لاحق يوم الاثنين.



التعليقات