فصائل م. ت. ف. تناقش مبادرة الخلاص الوطني

عقد في مقر المبادرة الوطنية في محافظة خان يونس لقاء سياسي حضره عدد من ممثلي فصائل م. ت. ف. في المحافظة لمناقشة مبادرة الخلاص الوطني التي طرحتها المبادرة الوطنية والجبهة الشعبية للخروج من المأزق الراهن الذي أعقب الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس وما تلاه من قرارات واجراءات عمقت حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ووضعت المشروع الوطني أمام منعطف خطير ينطوي على تكريس الفصل السياسي والمؤسسي بين الضفة والقطاع، وفتح الأبواب أمام الابتزاز الأمريكي والإسرائيلي والتدخلات الخارجية.

ورحب نائل الدسوقي منسق المبادرة في محافظة خان يونس بالحضور مشدداً على أهمية هذه اللقاءات في تعزيز اللحمة الوطنية داعياً الجميع إلى ضرورة مواصلة هذه الجهود واللقاءات من أجل الدفاع عن القيم الحضارية والثوابت الوطنية وتكريس المبدأ الديمقراطي والعمل وسط جماهير شعبنا ورفع الصوت عالياً لرفض الوضع القائم.

وتحدث في اللقاء د. عبد الله ابو العطا القيادي في المبادرة الوطنية عن الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ الانتخابات التشريعية وحالة الحصار الظالم المفروض على شعبنا وما ترتب عليه من أضرار ومشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وما نتج عنها من فوضى وفلتان أمني وحالة استقطاب شديد أدى إلى تراجع الخطاب الوطني والسياسي وغياب الرؤية الوطنية الموحدة.

واستعرض د. أبو العطا الجهود الوطنية المخلصة والحثيثة التي تقوم بها المبادرة وفصائل العمل الوطني لوقف التدهور الحاصل من أجل تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية والحزبية الضيقة من أجل تفويت الفرصة على إسرائيل التي تسعى إلى إضعاف الأطراف جميعاً واستثمار الوضع الحاصل لتعميق الانقسام وجعله أمراً واقعاً وعزل قطاع غزة والتهرب من استحقاقات السلام العادل والحل النهائي الذي يقوم على أساس الانسحاب من كافة الأراضي المحتلة عام 67 وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين.

كما تطرق إلى مبادرة الخلاص الوطني التي طرحتها الجبهة الشعبية والمبادرة الوطنية داعياً كافة القوى والشخصيات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني إلى نقاشها والتفاعل معها بهدف إغنائها لتشكل جهداً شعبياً ضاغطاً من أجل وقف الكارثة ومنع الانقسام وضرورة التوحد ودعم صمود شعبنا على أرضه ومواجهة الاحتلال وجرائمه اليومية.

كما تحدث يحي الغلبان عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية عن ضرورة بناء وتفعيل م. ت. ف. على أسس وطنية ديمقراطية والتوافق على العودة للشعب بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية للمجلس الوطني على أساس التمثيل النسبي الكامل داعياً الحضور إلى ضرورة دعم مبادرة الخلاص الوطني والخروج عن الصمت وكسر حدة الاستقطاب الحاصل في الساحة الفلسطينية وتعزيز دور القوى الوطنية الديمقراطية مطالباً بضرورة التوحد واخذ زمام الأمور وحماية المشروع الوطني والنزول للشارع لمنع الانهيار الحاصل.

وكان من بين المتحدثين الذين شاركوا في النقاش حجازي أبو شنب ومحمد الناقة والسيد الدرباشي من حزب الشعب وعبد العزيز قديح من جبهة النضال وابراهيم شاهين من الجبهة الشعبية.

وفي نهاية اللقاء اتفق المجتمعون على ضرورة مواصلة مثل هذه اللقاءات والحوارات والندوات السياسية بهدف خلق حالة تفاعل وحراك جماهيري يفرض على الطرفين المتصارعين التراجع عن خطواتهما والعودة للحوار الوطني.