31/10/2010 - 11:02

نقاط الخلاف الفلسطينية ما زالت على حالها ؛ مصر ستحاول فرض مصالحة على الجانبين بغطاء عربي

حماس: من المبكر الحديث عن جولة حاسمة وأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر. نقاط الخلاف في الحوار الوطني الفلسطيني ما زالت كما هي

نقاط الخلاف الفلسطينية ما زالت على حالها ؛ مصر ستحاول فرض مصالحة على الجانبين بغطاء عربي
أكد مصدر في حركة حماس أن نقاط الخلاف بين حركتي فتح وحماس ما زالت على حالها؛ في حين المح خالد مشعل يوم أمس إلى إمكانية حصول اختراق في بند الأجهزة الأمنية، وقال إن الوزير المصري عمر سليمان أبلغه بأنه توصل إلى اتفاق مع حركة فتح حول الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، ما يمنح الحوار الفلسطيني دفعة. وفي غضون ذلك يقترب الموعد الذي حددته مصر لنهاية الحوار الوطني، السابع من يوليو المقبل، ويبدو أنها تعكف على بلورة موقف عربي يكون حلا وسطا بين فتح وحماس يفرض على الجانبين بغطاء عربي.

وقالت حركة حماس أنه من المبكر الحديث عن جولة حاسمة وأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر. وأكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في تصريح صحافي اليوم الأربعاء أن نقاط الخلاف في الحوار الوطني الفلسطيني ما زالت كما هي، موضحاً أن الحديث عن جولة حاسمة وإنهاء جولات الحوار بجولة إيجابية ما زال مبكرا".

جاءت تصريحات برهوم في رده علي ما أشاعته تقارير فلسطينية عن قرب التوصل إلى اتفاق في الساحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام، والتي ربطت هذا الحديث مع زيارة وفد "حماس" إلى مصر.

وبين أن حماس ستقيم في ختام زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة إلى القاهرة النتائج التي يتم التوصل لها لمعرفة وجهة الحوار في ضوء ما يجري في الضفة", مؤكداً أنه لا يوجد لدى حركة فتح أي جديد تقترحه في جولات الحوار القادمة".

وعن موعد العودة إلي جلسات الحوار الوطني في القاهرة, قال برهوم "عندما تفي فتح بوعودها في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإغلاق ملفهم والاستجابة لمتطلبات الحوار يمكن أن تتم معاودة الحوار". وشدد علي أهمية أن تقدم فتح كل ما هو جديد في القضايا العالقة.

من جهة أخرى، نفى برهوم أن تكون هناك نية لدى "حماس" للإعلان عن إستراتيجية سياسية جديدة كما أشيع في بعض وسائل الإعلام. وقال "إن ما أشيع في وسائل الإعلام من عزم مشعل إلقاء خطاب مهم بعد انتهاء جولته في مصر غير صحيح. وأوضح أن حماس سمعت ذلك من وسائل الإعلام، مضيفاً ليس هناك ما يؤكد ذلك، وإن كان ذلك صحيحا فإن الحركة ستعلن ذلك.

من جهته، أعلن ياسر الوادية ممثل الشخصيات الوطنية في لجنة المصالحة في الحوار الفلسطيني أن الشخصيات المستقلة تدعم فرض حل توافقي كخيار أخير لإنهاء الانقسام, موضحاً أن الشخصيات المستقلة وخلال اللقاءات العلنية وغير العلنية تعرب عن دعم الجهد المصري العربي المبذول لإنهاء الانقسام.
وقال الوادية "إن حركتي فتح وحماس ذاهبتان في خلافهما إلى أقصى ما تريدان، الأمر الذي يستوجب معه فرض حل توافقي".

ودعا الي ضرورة أن يتم الالتزام بموعد السابع من شهر تموز (يوليو) القادم لتوقيع اتفاق بين الفصائل، كما جرى الإعلان المصري في السابق، مضيفا أنه يجب احترام موعد السابع من تموز (يوليو) كموعد لإنهاء الحوار بتوقيع الاتفاق.

وكانت الجولة الخامسة من الحوار الفلسطيني اختتمت في 18 أيار(مايو) الماضي من دون التوصل إلى اتفاق حول قضيتين جوهريتين هما: إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، ومهام اللجنة التنسيقية التي اقترحت مصر تشكيلها بديلا عن حكومة الوفاق الوطني

مشعل: العرب والفلسطينيين قدموا سلفا خطواتهم
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل الثلاثاء من القاهرة ان "هناك تغييرا في اللهجة الاميركية" تجاه الصراع في الشرق الاوسط "ونريد الان تغييرا في السياسات الاميركية".

واكد مشعل في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه سمع من رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الذي التقاه في وقت سابق الثلاثاء ان "ما وجدوه (المسؤولون المصريون) لدى ادارة (الرئيس الاميركي باراك) اوباما مشجع،(اما) نحن فنقرأ بدقة ونلمس الفروقات وبعد التغيير في اللهجة الاميركية نريد تغييرا في السياسات الاميركية".

وشدد على ان "العقدة" التي تعوق تسوية الصراع العربي-الاسرائيلي "ليست فلسطينية ولا عربية وانما اسرائيلية".
وردا على سؤال حول التقارير الصحافية التي تحدثت عن عزم الرئيس الاميركي طرح خطة لتسوية النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي خلال عامين على اساس حل الدولتين، اكتفى مشعل بالقول "سنتعاون مع الجهد العربي والاقليمي والدولي طالما يخدم مصالحنا الفلسطينية".

وذكرت صحيفة الشرق الاوسط السعودية الثلاثاء نقلا عن مصادر مصرية ان الادارة الاميركية ابلغت وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط واللواء سليمان خلال زيارة قاما بها لواشنطن في ايار/مايو الماضي ان اوباما سيقترح خطة لتسوية النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي خلال عامين على اساس حل الدولتين.

وكان اوباما طالب مجددا حماس في خطابه الخميس الماضي في القاهرة الالتزام بالشروط الثلاثة للجنة الرباعية الدولية وهي نبذ العنف والاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية.

واعتبر مشعل، ردا على سؤال اخر حول دعوة الولايات المتحدة الدول العربية الى تطبيع تدريجي لعلاقاتها مع اسرائيل والى ان تتقدم خطوة مقابل كل خطوة اسرائيلية، "ان العرب والفلسطينيين قدموا سلفا خطواتهم، يكفي ما قدموه (حتى الان) ونقطة الضغط يجب ان تكون على اسرائيل وليس على العرب والفلسطينيين".

واكدت الجامعة العربية الاثنين أنه لا بد لاسرائيل ان تثبت اولا جديتها في السلام باجراءات محددة قبل ان يبحث العرب في اجراءات مقابلة.
وقال هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية لوكالة فرانس برس ان "أي طلبات أميركية قد تتعلق بتقديم تنازلات إلى إسرائيل سيكون من الصعب بحثها دون قيام إسرائيل باتخاذ خطوات محددة تؤكد جديتها في الرغبة بالتوصل إلى تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي".

وتابع "الواضح هو أن الرئيس الأميركي يريد إجراءات متبادلة بين العرب وإسرائيل، أي يريد خطوة من إسرائيل في مقابل خطوة من جانب العرب ولكنه لم يقدم أفكارا أو اقتراحات محددة بعد" مشيرا الى انه "من المتوقع أن يقدم تصوره لاستئناف مسيرة التسوية في تموز/يوليو المقبل".

ودعا اوباما السبت الدول العربية الى "مساعدة" الاطراف المعنية مباشرة بالنزاع في الشرق الاوسط على التقدم نحو حل على اساس الدولتين وشدد على ان على "الدول العربية ان تكون جزءا" من عملية التسوية.

واضاف مشعل ان حركة حماس موقفها "ثابت وهو الموقف الذي حددته وثيقة الوفاق الوطني (التي اقرتها الفصائل الفلسطينية في القاهرة في العام 2006) بقيام دولة على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 بما فيها القدس الشرقية وعودة اللاجئين" مشددا على ان الدولة الفلسطينية يجب ان تكون "مستقلة ذات سيادة".

وتابع "لن نقف عقبة في سبيل تحقيق ذلك وسنكون عاملا مساعدا، فحماس ليست العقبة ولكن اسرائيل هي العقبة".
واكد رئيس المكتب السياسي لحماس ان حركته "سوف تستمر في العمل للوصول للمصالحة الفلسطينية الحقيقية"، معتبرا ان العقبة التي "تعيق المصالحة هي ما يجرى في الضفة الغربية من اعتقالات".

وشدد على انه "لا يمكن القبول أن تلاحق المقاومة في الضفة وأن تقتل وأن يتم السعي إلى نزع سلاحها كأنها خارج القانون فطالما أرضنا محتلة لا يجوز لأى حكومة أن تجرم المقاومة" مضيفا ان "هذا يعد التزاما مجانيا بالشق الأمني من خارطة الطريق، رغم أن الطرف الأخر لم يفعل شيئا من التزاماته" الواردة في هذه الوثيقة.
وقال "تم الاتفاق خلال المحادثات مع رئيس المخابرات المصرية على خطوات في هذا الشأن مثل إطلاق سراح المعتقلين".
واعتقلت الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ستة عناصر من حركة حماس وصادرت اكثر من مليون يورو كانت في حوزتهم، وفق ما اعلن مسؤول كبير الثلاثاء.

إلى ذلك قال رئيس وفد فتح إلى حوار القاهرة أحمد قريع إن مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أبلغه خلال لقائه به الأحد الماضي بأن مصر والدول العربية عازمة على التوقيع على اتفاق لإنهاء الانقسام في ذاك التاريخ. وشدد قريع في تصريحات للصحافيين على أن سليمان أكد أن مصر مصممة على فرض حل وسط يمثل الرؤية المصرية لإنهاء الانقسام الداخلي في حال لم تتوصل الحركتان لاتفاق بشأن القضايا الخلافية، سيما موضوع الأجهزة الأمنية والبرنامج السياسي للحكومة والنظام الانتخابي، مشيرا إلى أنه في ما يتعلق بالقاهرة فإنها تعتقد أن ما طرحته من حلول وسط تكفي لإنهاء حالة الانقسام. وأكد سليمان أيضا أن مصر ستحدد آليات عملها بناء على نتائج لقائه مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أمس في القاهرة. دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلي ترجمة الجهود الإيجابية التي تجري في القاهرة من أجل المصالحة وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية , والبدء بخطوات ملموسة من أجل التوصل إلى اتفاق فلسطيني في تموز القادم يطوي صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني.
وقال جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية " طالما أن هناك حرص من الأخوة في حركة حماس وكل الفصائل على إنجاح الحوار، مطلوب ترجمة هذا الحرص من خلال إبداء حسن النوايا والاستجابة للجهود الذي تبذل على الصعيد المصري للتوصل إلى اتفاق في تموز القادم، ويؤسس لعلاقات فلسطينية داخلية مبنية على الاحترام والديمقراطية كأساس للحياة الفلسطينية الداخلية".
وطالب مزهر بعدم الارتهان للتدخلات والاشتراطات الخارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني ، باعتبارها عقبة رئيسية تعترض فرص إنجاح الحوار الوطني الشامل، وتؤثر على المصالحة الوطنية.
وأكد على ضرورة الاتفاق الفلسطيني حول إجراء الانتخابات في يناير 2010 ، داعياً حركة حماس للاستجابة للإجماع الوطني الفلسطيني في أن تكون هذه الانتخابات وفقاً لقانون التمثيل النسبي الكامل.
وبخصوص الأحداث التي جرت بالضفة الغربية, دعا مزهر الي محاصرة وتطويق هكذا أحداث لتهيئة الأجواء الإيجابية للمصالحة، داعياً لضرورة التوقف التام عن ملاحقة المقاومة وسلاحها، باعتبارها حق مشروع كفلته المواثيق والأعراف الدولية ضد احتلال
وأكد على ضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ، وعدم التعاون مع أي أجندات تخدم أغراض خارجية تهدف لإشعال حرب أهلية داخلية فلسطينية، مطالباً حركة حماس بالمقابل بعدم التعامل بردات فعل انتقامية من اعتقالات وملاحقة لكوادر حركة فتح

إلى ذلك ثمَّنت حركة حماس ما يقوم به الأشقاء في مصر لإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطيني، معربة عن أسفها مما أسمته ا«لطعنات التي توجِّهها حركة "فتح" لهذه الجهود عبْر تنفيذها مخطَّط استئصال "حماس" والمقاومة في الضفة الغربية».

وقال مشير المصري الناطق باسم حركة حماس "أن الجلوس على طاولة الحوار مرةً أخرى مرهون بإنهاء ما يحدث في الضفة من اعتداءات علي حماس والمقاومة الفلسطينية على يد الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس .

وأضاف "أن مسألة اتخاذ الحوار كغطاء وستار لتنفيذ مخططها المتعلق بالتنسيق الأمني وخارطة الطريق عبر اغتيال قادة "حماس" والمقاومة والقضاء عليها؛ مسألةٌ ولَّت وانتهت".

وأكد أن حماس لن تقبل باستعمال "فتح" للحوار كغطاء لتنفيذ هذا المخطط الذي يشرف عليه الجنرال "دايتون" ويتم تحت أعين الاحتلال, نافياً وجود أي تقدُّم في ملف حوار القاهرة.

وأعرب عن تقديره للدور الذي يبذله الأشقاء في مصر لإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، قائلاً: "نحن نقدِّر الجهد المصري ونتجاوب معه، لكنَّ "فتح" توجِّه الطعنات لهذا الجهد عبر تجاوزها للخطوط الحمراء، وتنفيذها لعمليات الاغتيال السياسي ضد قادة "حماس" والمقاومة.

كما ورحب بالحوار على قاعدة حفظ المقاومة والثوابت الفلسطينية وليس على قاعدة المخطط الإجرامي، قائلاً "قد أكدنا هذا للأشقاء المصريِّين، وطالبناهم بأن يمارسوا نفوذَهم بشكل قويٍّ ضد عباس وفريقه لوقف ما يحدث من جرائم في الضفة الغربية".

التعليقات