13/12/2011 - 15:02

أبو مازن يرفع العلم الفلسطيني في مقر اليونيسكو

ويقول: هذه هي فلسطين التي نبنيها، دولة تواصل دورها في العطاء والإسهام الحضاري الإنساني، وتحترم التزاماتها الدولية وتسعى إلى السلام والحفاظ عليه وتدعم ثقافة السلام والتنوع الحضاري وحوار الحضارات وتنبذ الانغلاق والتعصب"..

أبو مازن يرفع العلم الفلسطيني في مقر اليونيسكو
رفع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اليوم الثلاثاء، العلم الفلسطيني بمقر منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم "اليونسكو"، وسط حشد دولي وحضور إعلامي مكثف.
 
وجرى رفع العلم بحضور العديد من الشخصيات العالمية بينها رئيسة المؤتمر لليونسكو العام كاتالين بوغياي، ورئيسة المجلس التنفيذي لليونسكو اليساندرا كومنييز، والمدير العام لمنظمة اليونسكو ايرينا بوكوفا، والعديد من السفراء وممثلي دول 195 الأعضاء في اليونسكو.
 
وعزف في ساحة المقر النشيد الوطني الفلسطيني أثناء رفع العلم الفلسطيني، وعلا التصفيق فور الانتهاء من رفع العلم الفلسطيني.
 
وجدد أبو مازن في كلمة له في مراسم رفع العلم الفلسطيني بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم تعهد القيادة الفلسطينية باحترام ميثاق اليونسكو والالتزام برسالتها وأهدافها.
 
وأضاف في خطاب ألقاه في قاعة الاجتماعات الكبرى في اليونسكو بعيد رفع العلم الفلسطيني في مقرها: "نعد بأن نسهم بروح مسؤولة وبفعالية وإيجابية وبتعاون وثيق مع الدول الأعضاء في العمل وبقيادتكم السيدة المديرة العامة من أجل تحقيق الأهداف النبيلة لليونسكو".
وتابع "هذه هي فلسطين التي نبنيها، دولة تواصل دورها في العطاء والإسهام الحضاري الإنساني، وتحترم التزاماتها الدولية وتسعى إلى السلام والحفاظ عليه وتدعم ثقافة السلام والتنوع الثقافي وحوار الحضارات وتنبذ الانغلاق والتعصب".
 
وشدد سيادته على أن "لا شيء يليق بفلسطين أرض الرسالات السماوية الثلاث، أكثر من أن تكون اليونسكو بوابتها إلى العالم وهي تبعث من جديد"، و"لا شيء يمكن أن يبعث على الفخر والزهو لدى وطن محمود درويش وإدوارد سعيد وآلاف المثقفين والمبدعين الفلسطينيين المنتشرين في الوطن وفي الشتات، أكثر من أن يكون الاعتراف الدولي الأول بدولة فلسطين من قبل هذه المنظمة".
 
النص الكامل لكلمة أبو مازن في اليونيسكو:
"معالي السيدة كاتالين بوغياي رئيسة المؤتمر العام
سعادة السيدة اليساندرا كومنييز رئيسة المجلس التنفيذي
معالي السيدة ايرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة اليونسكو
 
أصحاب السعادة.. السيدات والسادة
إنها لحظةً تاريخيةً مفعمة بالمشاعر بالنسبة لي ولشعبي أن يرتفع علم فلسطين في ساحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ليرفرف في سماء هذه المدينة الصديقة والجميلة إلى جانب أعلام بقية دول العالم.
وأن تكون بشارة وفاتحة انضمام دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية انضمامها إلى عضوية هذه المنظمة العريقة بكل ما يتضمنه ميثاقها وبرامجها وأهدافها من قيم إنسانية نبيلة فهو أمر مدعاة للفخر والاعتزاز.
فلا شيء يليق بفلسطين أرض الرسالات السماوية الثلاث، وساحة تفاعل الحضارات التي تتعايش شواهدها فوق الأرض المقدسة، أكثر من أن تكون اليونسكو بوابتها إلى العالم وهي تبعث من جديد.
 
ولا شيء يمكن أن يبعث على الفخر والزهو لدى وطن محمود درويش وادوارد سعيد وآلاف المثقفين والمبدعين الفلسطينيين المنتشرين في الوطن وفي الشتات، أكثر من أن يكون الاعتراف الدولي الأول بدولة فلسطين من قبل هذه المنظمة.
 
السيدات والسادة
نذكر هنا انه وفي السنوات الأولى للنكبة فان أبناء شعبنا وقد قوض بنيان وركائز مجتمعهم المتقدم الناهض واقتلعوا من حواضرهم وأرضهم، وأريد لهم أن ينسوا وان ينسوا وأن يندثروا، لجأوا إلى التعليم والثقافة والفنون ليصونوا روح الشعب وليحموا ذاكرته وهويته وتراثه الوطني في المخيمات والمنافي. فكان دور المدرسين والشعراء والكتاب والفنانين والباحثين تاريخياً وحاسماً في أن يعبر شعبنا تلك المحنة وان ينهض من جديد شاهراً هويته الوطنية في سعيه الدؤوب نحو الحرية، ومتسلحاً بالعلم كي يواجه أبناؤه الصعاب وهم يتقدمون وينجزون في مسارات الحياة كافة.
 
وفي خضم عملية بناء مؤسسات دولة فلسطين خلال السنوات الماضية التي شهد لنا العالم بالنجاح الفائق في تنفيذها فقد أولينا التعليم بجميع مراحله ومجالاته اهتماماً فائقاً وأولوية قصوى، وكذلك مختلف ميادين الثقافة والفنون والحفاظ على الآثار والتراث الشعبي. وفي هذا المجال كان لمنظمة اليونسكو دور بارز، فقد كانت وما تزال شريكاً أصيلاً وداعماً رئيساً لنا في التخطيط والانجاز.
 
إننا نفتخر انه ورغم كل المصاعب والحصار الذي يفرضه الاحتلال فان فلسطين تبدو ورشة عمل ثقافي، فمن مقدسات تصان، ويجب أن تصان في القدس زهرة المدائن وبيت لحم والخليل إلى مدارس وكليات ومراكز ثقافية تبنى، ومناهج تطور، ووسائط اتصال ومعارف جديدة تكتسب، وبيوت قديمة ومواقع أثرية ترمم، إلى مبدعين يعبرون الحدود إلى أطراف العالم بنتاجهم في الأدب والأبحاث الأكاديمية، والسينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى والفن الشعبي، إلى عديد المهرجانات الدولية التي تنظمها مؤسساتنا الحكومية والأهلية في مدننا وتستضيف فرقاً وفنانين ومثقفين من مختلف أنحاء العالم.
 
وكل ذلك يتم بروح الانفتاح والحوار والتسامح والتعددية والديمقراطية التي يتمسك بها شعبنا وفي إطار قانوني يصون حقوق الإنسان والحريات الفردية ويمنع التمييز ويعزز دور المرأة ولا يضع قيودا على الإبداع، فهذه هي فلسطين التي نبنيها، دولة تواصل دورها في العطاء والإسهام الحضاري الإنساني، وتحترم التزاماتها الدولية وتسعى إلى السلام والحفاظ عليه وتدعم ثقافة السلام والتنوع الثقافي وحوار الحضارات وتنبذ الانغلاق والتعصب.
 
السيدات والسادة
أود هنا أن أشكركم مجدداً على قبول دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في منظمة اليونسكو. لقد كان ذلك اليوم، وبحق، يوماً هاماً للغاية في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال وتحقيق السلام العادل.
 
وإننا إذ نؤكد التعهد باحترام ميثاق المنظمة وبالالتزام برسالتها وأهدافها فإننا نعد بأن نسهم بروح مسؤولة وبفعالية وايجابية وبتعاون وثيق مع الدول الأعضاء في العمل وبقيادتكم السيدة المديرة العامة من اجل تحقيق الأهداف النبيلة لليونسكو.
 
نحن اليوم عضو في اليونسكو ونأمل أن يحصل شعبنا على دولة مستقلة تعيش جنا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وسلام واستقرار ونرجو أن لا يطول انتظارنا".

التعليقات