03/04/2014 - 14:44

غضب أمريكي وتهديد إسرائيلي: جلسة مفاوضات صاخبة وفاشلة..

كيري يتفق مع نتانياهو وعباس على مواصلة الاتصالات حتى نهاية الشهر الجاري * ليفني تدعي أن إسرائيل كانت على وشك المصادقة على الصفقة وإطلاق سراح الأسرى * مسؤولون أمريكيين: الجهود الأمريكية استنفذت..

غضب أمريكي وتهديد إسرائيلي: جلسة مفاوضات صاخبة وفاشلة..

نقلت "معا" عن مصادر فلسطينية، اليوم الخميس، قولها إن جلسة المفاوضات التي رعاها الوسيط الامريكي بين الوفدين الفلسطيني (صائب عريقات وماجد فرج ) والإسرائيلي (تسيفي ليفني واسحق مولخو) الليلة الماضية وفجر اليوم، فشلت رغم أن الجلسة استمرت 9 ساعات (من الساعة 7 والنصف مساء أمس وحتى الرابعة والنصف فجر اليوم ) إلا أنها كانت اشبه بمعركة طاحنة بين الوفدين عجز خلالها الوسيط الأمريكي عن منع الاصطدام، وقد أظهرت الجلسة وهن المفاوضات.

وقالت المصادر إن جلسة المفاوضات التي استمرت قبل منتصف الليلة الماضية وحتى الفجر كانت معركة سياسية طاحنة بين الوفد الفلسطيني والوفد الإسرائيلي، ولم ينجح الوسيط الأمريكي مارتن إنديك في تبريد الرؤوس الحامية، فيما هدد الوفد الإسرائيلي وتوعد الجانب الفلسطيني بعقوبات غير مسبوقة.

وتابعت المصادر أن عريقات قال للوفد الإسرائيلي: "جئنا لنفاوض باسم دولة فلسطين المعترف بها قانونيا من الأمم المتحدة أنها دولة تحت الاحتلال، وليس بصفة سلطة تتحكم إسرائيل بمدخلاتها ومخرجاتها)، وهو ما أغضب الوفد الإسرائيلي الذي هدد بفرض العقوبات.

وجاء أن الوسيط الأمريكي حاول شدّ أزر إسرائيل ووضع اللائمة على الفلسطينيين خشية تدهور الأوضاع الأمنية، إلا أن اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية قال: "لا تتعب نفسك في مساندة إسرائيل لأن إسرائيل دولة قوية ومدمرة ولا تحتاج إلى مزيد من مساعدتكم لها ضدنا، وإنني كمسؤول في الأمن الفلسطيني أقول لكم إننا هنا في مفاوضات سياسية وليست أمنية، وإنني جئت من أجل أن أفاوض عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وأنا رجل أمن من أجل أمن شعبي وليس لأفاوض على إطلاق سراح عدد من الأسرى، فاشتعل النقاش واستمرت جلسة المفاوضات العاصفة أكثر من 7 ساعات بين كر وفر".

وبعد أن رفع الوفد الإسرائيلي سقف تهديداته ضد الفلسطينيين، قال عريقات موجها كلامه إلى رئيسة الوفد الإسرائيلي: إذا صعّدتم ضدنا سنقوم بمطاردتكم كمجرمي حرب في كل المحافل الدولية.

ونقل عن مصادر سياسية فلسطينية قولها إن حكومة نتنياهو فقدت توازنها ولا تزال تعتقد أن الأمر مجرد تكتيك للحصول على بعض فتات الطاولة الذي ترميه تل أبيب، ولا يريدون أن يفهموا أن الرئيس الفلسطيني قرر فعلا توقيع 4 دفعات من طلبات الانضمام للمعاهدات الدولية، وأن جلسة المفاوضات فشلت وأن الوسيط الأمريكي حاول كسب المزيد من الوقت لمنع الاصطدام الذي بدا محتوما.

من جهتها أبرزت التقارير الإسرائيلية تفاصيل الجلسة نقلا عن المصادر الفلسطينية. ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن ليفني توجهت بالسؤال للفلسطينيين (بغضب): "لماذا توجهوا إلى الأمم المتحدة وهم يعرفون أن جلسة للحكومة الإسرائيلية ستعقد خلال ساعات معدودة للمصادقة على الصفقة وعلى إطلاق سراح أسرى".

كما أبرزت "هآرتس" ما وصفته بأنه رسالة من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس السلطة الفلسطينية، باتخاذ دور قيادي لإنقاذ ما يسمى بـ"عملية السلام" من الانهيار.

كما لفتت إلى تصريحات كيري في الجزائر والتي جاء فيها إنه على نتانياهو وعباس أن يعملا الآن، وأن هناك حدا لما تستطيع الولايات المتحدة فعله لدفع الطرفين للتقارب. ونقل عنه قوله إنه "من الممكن جلب الحصان للماء ولكن لا يمكن إجباره على الشرب، والآن حان الوقت للقيادة لكي تشرب". على حد تعبيره.

وتابعت الصحيفة أنه على خلفية ما يبدو بأنه انهيار للجهود الأمريكية لتمديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تحدث كيري مع نتانياهو وعباس هاتفيا، واتفق معهما على مواصلة الاتصالات حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري على الأقل.

كما أشارت إلى غضب البيت الأبيض من انهيار الجهود لتمديد المفاوضات، وأن مسؤولين أمريكيين أرسلوا بلاغات وصفت بأنها حادة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وإلى المقاطعة في رام الله، مفادها أن جهود الوساطة الأمريكية قد استنفذت، وأن مسؤولية حل الأزمة الحالية تقع على عاتق الطرفين.

التعليقات