04/12/2016 - 15:23

مركزية فتح... صراع متجدد على السلطة وخلافة عباس

فتح حسم كرسي الرئاسة لصالح عباس الباب على مصراعيه للتنافس على المناصب الرفيعة في السلطة الفلسطينية، ولعل أهمها منصب نائب الرئيس، إذ عززت نتائج الانتخابات اللجنة المركزية من حظوظ اللواء جبريل الرجوب للتنافس على منصب نائب الرئيس.

مركزية فتح... صراع متجدد على السلطة وخلافة عباس

عكست النتائج الأولية لانتخابات اللجنة المركزية للمؤتمر السابع لحركة فتح والتي سيعلن عنها رسميا عند الساعة الخامسة من مساء اليوم الأحد، بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عكست وجه الصراع الخفي على منصب الرئاسة ومن سيخلف عباس، في الوقت الذي تربعت شخصيات تقليدية وعززت من نفوذها بالمشهد الحركي الذي دخلت إليه العديد من الوجه الجديدة التي لن تحدث أي خللا في طبيعة التركيبة التقليدية لمركزية فتح.

وساهم اختفاء محمد دحلان المفصول عن الحركة عن المشهد الانتخابي إلى تعزيز نفوذ قيادات تقليدية حصل تراجع في نفوذها وحضورها بالأعوام الأخيرة، لتحضر وبقوة من جديد، ولعل أبرز من عزز حضوره والفائز الأكبر بهذه المرحلة هو الرئيس محمود عباس الذي أنتخب بالإجماع دون منافس، وما حققه بالمؤتمر السابع لفتح سيعزز من حظوظه بالبقاء رئيسا للسلطة الفلسطينية.

وفتح حسم كرسي الرئاسة لصالح عباس الباب على مصراعيه للتنافس على المناصب الرفيعة في السلطة الفلسطينية، ولعل أهمها منصب نائب الرئيس، إذ عززت نتائج الانتخابات اللجنة المركزية من حظوظ اللواء جبريل الرجوب للتنافس على منصب نائب الرئيس، حيث حصد الرجوب أعلى نسبة من الأصوات مقارنة مع منافسيه من القيادات التقليدية.

وباستحواذ الرجوب على المشهد الانتخابي في اللجنة المركزية حتى وإن كانت النتائج من ناحية الأصوات لا تعني للبعض شيئا، بيد أن الرجوب ومعسكره يعتبر هذه النتائج والأصوات نصرا معنويا على طريق تعزيز النفوذ نحو سباق تقلد مناصب رفيعة مستقبلا.

وأتى الرجوب أولا ليتقدم بذلك على كافة القيادات الفتحاوية التي نشطت في فلك ودائرة الرئيس عباس، حيث يتطلع كل من عزام الأحمد، ناصر القدوة، صائب عريقات، توفيق الطيراوي ومحمد اشتية ليحظى بمنصب نائب الرئيس تمهيدا لخلافة عباس، بيد أن نتائج الانتخابات للمركزية تعطي الرجوب التفوق للتطلع لهذا المنصب.

نتائج أخرى لا تقل أهمية هي انتخاب قيادات فتحاوية نقيضة لشخص محمد دحلان وتياره الذي أخذ يعود بالفترة الأخيرة للمشهد الفتحاوي ويتغلل بالضفة الغربية ويتعزز بغزة، إلا أن هزيمة صخر بسيسو وخروج محمد دحلان التلقائي كونه المفصول منها بعد صراعه الطويل مع عباس، وفي المقابل فوز أحمد حلس وصبري صيدم تعني أن تيار عباس ذهب باتجاه الشخصيات النقيضة تماما لدحلان في مركزية فتح.

ومع إقصاء تيار دحلان عن مركزية فتح، تعود للواجهة والمشهد السياسي شخصيات وقيادات نشطت لسنوات بالميدان وبين الجماهير، ولعل أبرزها عودة الناشطة دلال سلامة من مخيم بلاطة قرب نابلس إلى المعترك السياسي بعد اعتزال دام عشر سنوات، لتكون دفعة واحدة في مركزية فتح.

وهذا الحضور لابنة مخيم بلاطة وأيضا للقيادي توفيق الطيراوي الذي ينحدر كذلك من مخيم بلاطة الذي يشهد صراعات وصلت لحد الاشتباكات المسلحة ما بين أفراد أمن السلطة الفلسطينية وعناصر مسلحة بعضها مقرب من دحلان، هذا الحضور يعزز من مكانة السلطة الفلسطينية بالمخيم وفي قضاء نابلس.

وغابت مركزية فتح عن إقليم القدس والعاصمة المحتلة التي تشهد مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة، حيث يتصاعد الصراع الذي يعكس جوهر القضية الفلسطينية، لكن لوحظ أن أيا من الفائزين بالمركزية لا ينحدر من القدس، وأن بدا إفرازا للتحالفات والانتخابات بيد أنه يعكس إحباطا أهل القدس وليس فقط لإقليم فتح بالمدينة المحتلة.

وأتت نتائج انتخابات اللجنة المركزية لتنهي مسيرة العديد من الشخصيات الفتحاوية، فحسم الصندوق أخرج من المشهد السياسي الفتحاوي كل من: أمين سر الرئاسة الطيب عبد الرحيم مع كل ما كان يمثله في الفترة السابقة من دور محوري في الحركة وديوان الرئاسة، ويغادر المركزية اللواء سلطان أبو العينين الذي عاد مجددا للمشهد السياسي عقب المؤتمر السادس، ولعل أبرز من لم يحالفهم الحظ وغيبهم المؤتمر عن المشهد السياسي، هم: أحمد قريع، وصخر بسيسو وآمال حمد ونبيل شعث.

التعليقات