29/11/2017 - 10:05

غزة على شفا كارثة بيئية

يعاني مخيم الشاطئ ذو المائة ألف لاجئ كسائر مدن ومخيمات قطاع غزة من تلوث خطير في المياه نتيجة التراجع السريع في مخزون المياه الجوفية، حيث باتت نسبة التلوث حسب الخبراء تصل إلى 90%، ما أدى إلى تفشي أمراض خطيرة، دفعت

غزة على شفا كارثة بيئية

يعاني مخيم الشاطئ ذو المائة ألف لاجئ كسائر مدن ومخيمات قطاع غزة من تلوث خطير في المياه نتيجة التراجع السريع في مخزون المياه الجوفية، حيث باتت نسبة التلوث حسب الخبراء تصل إلى 90%، ما أدى إلى تفشي أمراض خطيرة، دفعت رئيس قسم الكلي في مستشفى الشفاء المجاور لمخيم الشاطئ عبد الله القيشاوي، للتحذير من أن الزيادة في عدد مرضى الفشل الكلوي "ناتجة عن تلوث المياه خاصة في ظل ظروف الحصار الحالي".

وأوضح أن مياه القطاع تحتوي على "نسبة مرتفعة من النيترات والكلورايد، والتي تعتبر سبباً من أسباب الفشل الكلوي في قطاع غزة مشيراً أيضاً إلى نسب مرتفعة في المياه لبعض المعادن الثقيلة الأخرى، مثل الرصاص والكبريت التي تؤثر على صحة الناس".

وكشف القيشاوي عن "زيادة سنوية بنسبة 14 % لمرضى الفشل الكلوي" مضيفا أن "تلوث المياه يمكن أن يكون أيضا سببًا من أسباب السرطان في قطاع غزة"

اليونسيف تحذر

وكانت الممثلة الخاصة لليونيسف في فلسطين جون كنوغي، عبرت عن قلقها إزاء مشاكل المياه في المخيمات خصوصًا وفي القطاع عمومًا.

وقالت كنوغي، "يواصل غالبية سكان غزة، أي نحو الثلثين، شراء المياه من القطاع الخاص، لكن علينا أن نتأكد من جودة هذه المياه ومعرفة القدرة على تحمل تكاليفها، لأن العديد من المنازل الفقيرة غير قادرة على تحمل نفقة مواصلة شراء هذه المياه".

وأوضحت المسؤولة في اليونيسف، أنّ "الكثير من الأطفال يعانون من الطفيليات والديدان والإسهال وسوء التغذية، ويملك 10% فقط من سكان غزة إمكانية الوصول إلى مياه آمنة".

من جانبه قال مدير مصلحة مياه الساحل، منذر شبلاق "لا شك أن الحصار هو أحد أهم المشاكل التي تواجهنا، وفي حال لم يتم الضغط على الجانب الإسرائيلي للبدء بالحلول قبل العام 2020، نكون فعلا هذه المرة قد وصلنا إلى كارثة إنسانية".

يذكر أن شبكات الصرف الصحي في قطاع غزة تغطي 60% من المساكن، في حين يعتمد 40% منها على الحفر الامتصاصية، التي ترشح منها المياه العادمة فتذهب إلى المياه الجوفية، حيث أن 80% من المياه العادمة تذهب إلى البحر، والنسبة الباقية وهي 20% تتسرب إلى الخزان الجوفي، وتقدر هذه الكمية بنحو 30 مليون متر مكعب سنوياً.

ويعتبر ساحل البحر المقابل لمخيم الشاطئ بالكامل غير صالح للسباحة، لأنه يشكل مصبا للمياه العادمة لدرجة أنه أصبح ملوثا بالكامل، ويشكل خطرا على حياة من يسبح فيه، فضلا عن تلوث الثروة البحرية التي تعيش فيه.

الأونروا: الوضع كارثي

من جانبه، صرح مدير عمليات وكالة "أونروا" السابق في قطاع غزة "بو شاك" في وقت سابق لوسائل الإعلام، أن "الوضع المائي في قطاع غزة كارثي. فقد وصلت نسبة التلوث في القطاع إلى 98%.

وتابع شاك في تصريح سابق له، "الانقطاع المستمر في الكهرباء أثر بشكل كبير على جميع مناحي الحياة، ومن ضمنها المياه، وإيجاد حلول لمشكلة المياه يبدأ من حل مشكلة الطاقة الكهربائية في القطاع".

وأشار المسؤول الأممي خلال حديثه إلى أن أونروا، وفي سياق عملها في المخيمات، عملت على تشغيل آبار المياه، فيما جهزت مدارسها بوحدات لـ "تصفية المياه".

وتشير الإحصاءات الصادرة عن سلطة المياه الفلسطينية، بأن نسبة العجز بالمياه في القطاع وصلت إلى 110 ملايين متر مكعب سنويا، من أصل 200 مليون متر مكعب من المياه يستهلكها القطاع.

 

التعليقات