28/12/2017 - 20:43

مجددا.. المستوطنون يعتدون على مدرسة بورين جنوب نابلس

مدرسة بورين من المدارس العريقة في منطقة جنوب نابلس، ويزيد عمرها عن 90 عاما، فقد أنشئت عام 1927، الاعتداء الجديد لم يكن الأول من نوعه، فعلى مدار عشرات السنين كانت المدرسة هدفا لاعتداءات المستوطنين.

مجددا.. المستوطنون يعتدون على مدرسة بورين جنوب نابلس

تحت حماية جيش الاحتلال، هاجم عشرات المستوطنين في مستوطنة "يتسهار"، الأهالي في قرية بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، مجددا، واعتدوا على المدرسة الثانوية، صباح اليوم، الخميس.

ونقلت "ييش دين"، وهي منظمة لناشطين إسرائيليين في مجال حقوق الإنسان في الضفة الغربية، أن المستوطنين "اقتحموا القرية وقاموا بإلقاء الحجارة باتجاه الأهالي والمنازل والمدرسة".

وأكدت المنظمة الحقوقية أن سيارتين، على الأقل، تعود ملكيتهما لمعلمين اثنين بالمدرسة، "تضررتا وتحطمت نوافذها جراء الحجارة التي ألقاها المستوطنون".

وأضافت: "وما أن وصلت قوة من جيش الاحتلال إلى القرية، حتى شرع الجنود بإطلاق النار باتجاه المدرسة وقنابل الغاز المسيّل للدموع".

يشار إلى أن المستوطنة تقام على أراضي ست قرى، هي: عصيرة القبلية، وعوريف، ومادما، وحوارة، وعينبوس، وبورين، ويشتكي الأهالي من هجمات المستوطنين المتكررة على منازلهم وعمليات التخريب التي تطال حقولهم المزروعة بالزيتون ويمنعوا من جني ثمارها.

سلامة الطلبة كان همّنا

من جهته، أوضح مدير المدرسة، إبراهيم عمران، في تصريحات خاصة بالمركز الفلسطيني للإعلام، أن "همّنا كان المحافظة على سلامة الطلبة، فأخليْناهم بشكل تدريجي، وحضر الأهالي، واشتبكوا مع الاحتلال والمستوطنين".

وأكد أن الاعتداء وقع تحت بصر الجنود الذين يتمركزون في برج المراقبة الدائم، الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن المدرسة.

وانتهت المواجهات بعد نحو ساعتين، لكنها أسفرت عن إصابة طالبين بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط، أحدهما عولج ميدانيا، ونقل الآخر للمستشفى بسبب اختراق الرصاصة فخذه الأيمن، كما أصيب عدد كبير من الطلبة بحالات اختناق وإغماء، خاصة بين الطالبات، كما نتج عن الاعتداء إفساد الامتحان، وتأجيله إلى يوم آخر.

ويقول عمران: "لولا وجود سياج وبوابات محكمة الإغلاق، لدخل المستوطنون والجنود إلى مباني المدرسة، الأمر الذي لا يمكن التكهّن بنتائجه".

ساحة حرب

ووصف التقرير ساحة مدرسة بورين الثانوية المختطلة، بأنها "بدت كساحة حرب، عندما هاجمها عشرات المستوطنين، تحت حماية قوات الاحتلال، في مشهد بات يتكرر باستمرار"، مشيرا إلى أن طلبة المدرسة "كانوا يؤدون امتحان نهاية الفصل الأول، وفوجئوا بنحو 20 مستوطنا من مستوطني "يتسهار" يقتحمون ملعب المدرسة، وشرعوا في إلقاء الحجارة باتجاه الغرف الصفية".

تسمية

وعلى الفور، تصدى الطلبة للمستوطنين، وردوا عليهم حجارتهم التي تسببت بتحطيم زجاج ثلاث سيارات للمدرسين، ليطلق جنود الاحتلال وابلا من قنابل الغاز داخل المدرسة".

تاريخ عريق

وتعدّ مدرسة بورين من المدارس العريقة في منطقة جنوب نابلس، ويزيد عمرها عن 90 عاما، فقد أنشئت عام 1927، وبدأت بغرفة واحدة، ثم تطورت إلى أن وصلت إلى مبنيين متجاورين، يدرس بهما حاليا 220 طالبا وطالبة، من الصف الخامس الأساسي وحتى الثاني عشر العلمي "التوجيهي".

وتبلغ مساحة مباني المدرسة وساحتها وملعب كرة القدم والأراضي التابعة لها 55 دونما، ما يجعلها من أكبر المدارس مساحة في منطقة جنوب نابلس.

اعتداءات متكررة

ويذكّر تقرير "المركز الفلسطيني للإعلام" بأن الاعتداء الجديد على المدرسة لم يكن الأول من نوعه، فعلى مدار عشرات السنين كانت المدرسة هدفا لاعتداءات المستوطنين، وفي الانتفاضة الأولى تعرضت للإحراق على يد المستوطنين، حيث أشعلوا إطارات مطاطية بداخلها.

كما يستغل الاحتلال وجود المدرسة في منطقة (C) ليقف حائلا دون أي تطور في مبانيها، ويقول عمران: "نحن بحاجة إلى التوسع وبناء ثلاث غرف صفية، لكن البناء ممنوع نهائيا، وكل ما نستطيع فعله هو ترميم المدرسة".

وأضاف: "زارنا السفير الهولندي قبل عامين، واصطحبناه في جولة في الملعب، وخلال الجولة جاءه اتصال من ضابط صهيوني في "بيت إيل"، طلب منه عدم تقديم أي وعد للمدرسة، لأنهم لن يسمحوا به".

 

التعليقات