20/12/2018 - 15:32

الاحتلال يهدر دم عصام البرغوثي واتهامات بإعدام شقيقه

عائلة البرغوثي تقول إن قوات إسرائيلية أعدمت ابنها صالح بعد أن اعتقلته حيا بادعاء تنفيذه عملية مستوطنة "عوفرا"، الأسبوع الماضي، والاحتلال يهدر دم شقيقه عصام بادعاء أنه نفذ عملية "غفعات أساف" وأنه "سيحارب حتى الرصاصة الأخير وقد ينفذ عملية أخرى"

الاحتلال يهدر دم عصام البرغوثي واتهامات بإعدام شقيقه

عصام البرغوثي

تروج وسائل إعلام إسرائيلية، في أحيان كثيرة، لتقارير مشبوهة نقلا عن "مصادر فلسطينية" مجهولة، لتحيك أخبارا ليست واضحة بتاتا، لكنها ترمي إلى توجيه اتهامات ضد فلسطينيين في ظروف خطيرة. وفي هذا السياق، ادعى موقع "واللا" الالكتروني، اليوم الخميس، في تقرير أعده المراسل والمحلل العسكري في الموقع، أمير بوحبوط، أن عصام البرغوثي، شقيق الشهيد صالح البرغوثي، الذي تقول سلطات الاحتلال إنه منفذ عملية مستوطنة "عوفرا"، هو (أي عصام) الذي نفذ عملية إطلاق النار قرب البؤرة الاستيطانية العشوائية "غفعات اساف" التي قُتل فيها جنديين إسرائيليين وأصيب ثالث بجروح خطيرة.

ونقل بوحبوط عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه "أثناء اعتقاله، سيحارب عصام البرغوثي حتى الرصاصة الأخيرة ويفضل ألا يعتقل. كما أنه يوجد تخوف من أنه سينفذ عملية إطلاق نار أخرى". ويبدو من هذا النص أن سلطات الاحتلال تهدر دم عصام البرغوثي، بادعاء أنه نفذ عملية قُتل فيها جنديان وأنه قد يقدم على تنفيذ عملية أخرى، من دون وجود أي دليل ملموس، وتنسب بعض التصريحات المشبوهة التي "تدينه" إلى "مصادر فلسطينية" مجهولة.

الشهيد صالح البرغوثي

واللافت في هذا التقرير، أنه نُشر غداة مؤتمر صحافي عقدته عائلة الشهيد صالح البرغوثي وشخصيات فلسطينية، في قريتهم كوبر، طالبت فيه المؤسسات القانونية المحلية والدولية بإجراء تحقيق في ظروف اعتقال صالح وإعلان استشهاده لاحقا. ووفقا للعائلة، فإن صالح كان يقود سيارته قرب بلدة سردا لدى اعتقاله يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. 

ورجحت عائلة البرغوثي أن قوات خاصة إسرائيلية أقدمت على إعدام صالح بعد اعتقاله حيا، أو أنه ما زال على قيد الحياة وستقوم بتصفيته بعدما أعلنت عن استشهاده.

وقالت والدة صالح، سهير البرغوثي، إنه "نريد فهم ما جرى مع ابننا أثناء اعتقاله. يوم الأربعاء الماضي، طُلب من والد صالح الذهاب لأخذ مركبته كونه معتقلا، وعند ذهابه لأخذها، وجد أن القوات الخاصة صادرت المركبة بعد اعتقال صالح، بعد ذلك تضاربت الأنباء حول مصيره إن كان معتقلا أو شهيدا".

وأكدت والدة الشهيد أن "شهود عيان كانوا في المكان نقلوا للعائلة أن جيش الاحتلال أنزل صالح من مركبته وقيّد يديه وهو على قيد الحياة، في حين قال شهود عيان آخرون إن صالح كان مصابا حين اعتقاله، ولم تتضح الأمور بالنسبة لنا. بعد ذلك بدأت تتسرب الأخبار عن استشهاده"، مضيفة "نحن الآن لا علم لنا إن كان ابننا شهيداً أو أسيراً، ونناشد الهيئات الدولية والصليب الأحمر، وكل من يستطيع توفير معلومات لنا حول ابننا".

من جانبه، قال الأسير المحرر فخري البرغوثي، وهو ابن عم والد الشهيد صالح، إنه "يوجد استهداف مباشر لعائلة عمر البرغوثي. فخلال ساعة من اعتقال صالح، اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة، لكنها فوجئت بأعداد الأهالي الموجودين داخل المنزل، فأطلقت الرصاص وأصابت عددا من الموجودين". واضاف أن كل ما جاء في الإعلام حتى الآن عن صالح، لا يعطي أية معلومة واضحة حول ظروف استشهاده.

وأشارت العائلة إلى أن قوات الاحتلال لا تزال تنفذ هجمة شرسة ضد العائلة، كان آخرها اليوم، وتعتقل عمر البرغوثي، والد صالح، وشقيقه عاصف، ووصلت حصيلة الاعتقالات عقب عملية "عوفرا" إلى 20 معتقلا من العائلة والمقربين.

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، إن "النادي اتخذ قرارا في قضية اعتقال وإعلان استشهاد صالح بإجراء تحقيق شامل، لأن إعلان الاحتلال عن استشهاد صالح تشوبه الكثير من الالتباسات، وخصوصا أن هناك شهود عيان ومكالمات هاتفية وصورا، من الممكن أن تشكل أساسا للادعاء بأن صالح لم يستشهد، أو إذا استشهد فإنه أُعدم خارج القانون بعد اعتقاله".

وأكد فارس أن "الاحتلال الإسرائيلي أعدم فلسطينيين كانوا مطلوبين للاحتلال في مرات سابقة عديدة، ولكن هذه المرة بسبب السلوك المحكوم بالانفعال من قبل جيش الاحتلال، تركوا أكثر من أثر يدل على أن صالح خضع لتحقيق قاس"، لافتا إلى أن "قوات الاحتلال لم تقدم رواية للمجتمع الإسرائيلي على الأقل بأنها ألقت القبض على الخلية المسؤولة عن العملية، فالحكومة الإسرائيلية مأزومة تريد أن تقدم للمجتمع الإسرائيلي ما يطمئنه بأن لديه جيشا ومؤسسة أمنية، ولكنها حتى الآن عجزت عن فعل ذلك".

ودعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق، عيسى قراقع، إلى "ضرورة جمع كافة الأدلة والمعلومات والحقائق حول هذه الجريمة المتعمدة والتي جرت عن سبق إصرار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن هذه الخطوات مهمة من أجل ألا تبقى إسرائيل دولة "منفلتة" من العقاب.

وقال محامي نادي الأسير الفلسطيني، فراس الصباح، في بيان، إن "المحكمة العسكرية التابعة للاحتلال في عوفر رفضت استئناف الأسيرين عمر البرغوثي، والد الشهيد صالح، ونجله عاصف، بادعائها وجود ذرائع أمنية، بعد اعتقالهما 12 يوماً". ووفق النادي، فإن الأسير البرغوثي ونجله يخضعان لتحقيقٍ قاسٍ ومكثف يستمر أكثر من 20 ساعة خلال اليوم، مع استمرار تقييدهما وحرمانهما من النوم، رغم ما يعانيه الأسير عمر البرغوثي (66 عاماً)، من أوضاع صحية صعبة.

يُشار إلى أن الأسير عمر البرغوثي قضى أكثر من 26 عاماً في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي بين أحكام واعتقال إداري، وهو شقيق الأسير نائل البرغوثي الذي قضى في معتقلات الاحتلال 39 عاماً.

التعليقات