10/09/2019 - 17:40

"الهجوم على ‘أونروا‘ يهدف لنزع الشرعية عن اللاجئين الفلسطينيين"

قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بيير كرينبول، اليوم الثلاثاء، إن "هجمة غير مسبوقة"، تتعرض لها الوكالة، لنزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين.

(أ ب أ)

قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بيير كرينبول، اليوم الثلاثاء، إن "هجمة غير مسبوقة"، تتعرض لها الوكالة، لنزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال كلمته، في اجتماع أعمال الدورة 152 العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، وفق وكالة الأنباء الرسمية بمصر؛ قال خلالها كرينبول إن "هناك حملة غير مسبوقة ضد الوكالة لنزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين (...) وأن كافة الوسائل والسبل تم توظيفها في هذه الحملة".

وأضاف أنه "لم نشهد هذا الاستهداف الشرس من قبل لأي منظمة إنسانية، وإنكار حقوق مجتمع اللاجئين بأكمله (..) البعض يحاول تفكيك قضية اللاجئين الفلسطينيين". وتابع أن "الهجمات على الوكالة تستهدف محو فكرة حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية".

وأشار مفوض "أونروا" إلى أن الوكالة رغم التحديات تمكنت من مواصلة العمل في أكثر من 700 مدرسة تابعة للمنظمة الأممية، تضم نحو نصف مليون طالب وطالبة.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسورية، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وتقدم خدماتها حاليا لما مجموعه 5.4 ملايين لاجئ.

ولا تخفي واشنطن وتل أبيب رغبتهما في إلغاء الوكالة الأممية؛ حيث دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حزيران/ يونيو 2017، إلى "تفكيك أونروا، ودمج أجزائها في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين".

وأوقفت واشنطن، التي كانت الداعم الأكبر لـ"أونروا"، كامل دعمها للوكالة، والبالغ نحو 360 مليون دولار؛ مما تسبب بأزمة كبيرة للوكالة.

ونقلًا عن مصادر أميركية منتصف العام الماضي، ذكرت وسائل إعلام أميركية، منها شبكة "سي إن إن" وصحيفة "واشنطن بوست"، أن إدارة ترامب تريد تقليل أعداد الفلسطينيين الذين يعتبرون لاجئين، والتركيز على نحو 700 ألف فقط.

ويقول الفلسطينيون إن سياسات ترامب تجاه اللاجئين تتسق مع خطة سلام أميركية مرتقبة للشرق الأوسط، تُعرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن".

ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن حق عودة اللاجئين، ووضع مدينة القدس المحتلة، وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة. 

مخيمات قطاع عزة تنتفض دعما لـ"أونروا"

وفي سياق متصل، طالبت اللجان الشعبية في مخيمات قطاع غزة، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالعمل على حماية "أونروا" من مخططات تصفيتها وإنهاء دورها عبر إلغاء تفويضها أو تغييره.

ودعت اللجان الشعبية خلال وقفات تضامنية دعمًا للوكالة نظمتها اليوم، بدعوة من دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، أمام مقرات وكالة الغوث الدولية في مخيمات القطاع الثمانية، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التصويت لصالح قرار تجديد تفويض ولاية عملها، وقطع الطريق أمام المساعي الأميركية الإسرائيلية لإنهاء دورها.

وشارك في الوقفات الاحتجاجية جماهير حاشدة وممثلون عن الفصائل واللجان الشعبية وشخصيات وطنية واجتماعية ووجهاء ومخاتير وأكاديميون، حيث رفعت في الاعتصام الشعارات الداعمة لـ"أونروا" والمنددة  بسياسات الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي الرامية لإنهاء عملها، عبر تجفيف مواردها وإلغاء تفويضها كمدخل لتصفية قضية اللاجئين.

وأكدت اللجان الشعبية أن مخطط تصفية الوكالة لن يمر، وأن المخيمات ستبقى رأس الحربة لإسقاط  كل المشاريع التصفوية التي تستهدف قضية اللاجئين.

ودعت اللجان، الدول المانحة، الوفاء بالتزاماتها المالية والتبرع بتمويل إضافي يمكن "أونروا" من تجاوز أزمتها المالية وتغطية عجزها المالي بما يضمن استمرارية خدماتها، داعية الدول التي جمدت مساعداتها للعدول عن قرارها واستئناف دعمها.

وأكدت أن التصويت الساحق على تجديد التفويض لـ"أونروا"، هو الرد الطبيعي الذي يعبر عن الإرادة الدولية في مواجهة محاولات تصفية الوكالة.

وطالب المتظاهرون، مجلس وزراء الخارجية العرب والمجتمع الدولي، دعم "أونروا" في تجاوز أزمتها المالية واستمرارية خدماتها لحين عودتهم إلى ديارهم، والتصويت لصالح قرار تجديد تفويضها ولاية عملها  لثلاث سنوات.

 

التعليقات