06/03/2020 - 19:01

نجل القيادي الفتحاوي خضر لـ"عرب 48": هكذا اعتقلوا والدي

كشف أحمد خضر، نجل القيادي الفتحاوي وعضو المجلس التشريعي السابق، الأسير المحرر حسام خضر، تفاصيل جديدة حول اعتقال والده من قِبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بعد منتصف الليلة الماضي من منزله في مخيّم بلاطة في نابلس.

نجل القيادي الفتحاوي خضر لـ

القيادي الفتحاوي وعضو المجلس التشريعي السابق، الأسير المحرر حسام خضر

كشف أحمد خضر، نجل القيادي الفتحاوي وعضو المجلس التشريعي السابق، الأسير المحرر حسام خضر، تفاصيل جديدة حول اعتقال والده من قِبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بعد منتصف الليلة الماضي من منزله في مخيّم بلاطة في نابلس. وقال إنه اعتقل بطريقة عنيفة بعدما اقتحمت نحو 30 سيارة مصفحة المخيم لاعتقال والده.

وجاء الاعتقال بحسب مصادر إعلامية فلسطينية، بعدما انتقد خضر وصف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إضراب الأطباء بأنه "حقير" و"غير أخلاقي"، وطالبه بالاعتذار للأطباء.

مسيرة غضب

وخرجت مساء الجمعة، "مسيرة غضب" جماهيرية، جابت شوارع في المخيّم، وتمركزت أمام مسجد "عباد الرحمن" في المخيم، احتجاجًا على اعتقال النائب خضر. وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات تستنكر اعتقال خضر، وتُطالب بإطلاق سراحه، فيما ذكر البعض أن خضر لم يفعل شيئا يستحق أن يُعتقَل بسببه.

وكان أحمد قد دعا للمسيرة في منشور كتبه عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلا أنه أشار في حديث مع "عرب 48" إلى أنه لم يكن صاحب الدعوة، موضحًا أن فصائل عدّة قامت بالدعوة للمسيرة.

وكتب أحمد في المنشور: " دعوة جماهيرية للتوجه أمام مسجد عباد الرحمن في مخيم بلاطة بعد صلاة المغرب، احتجاجًا على اعتقال النائب حسام خضر من قبل ما يُسمى بجهاز الأمن الوقائي".

تفاصيلُ الاعتقال

وأكّد أحمد لـ" عرب 48" أن سيرَ عمليّة الاعتقال كان همجيًّا وعنيفًا، مُعتبرًا أن ذلك "لا يليق بنائب في المجلس التشريعي".

وحولَ تفاصيل الاعتقال، قال إن "والده سمع طرقات على باب المنزل في الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الخميس، وذهب ليرى من الطارق ليُفاجأ برجال من الأمن الوقائي، الذين قالوا إن عليهم أخذه".

وذكر أحمد أن "رجال الأمن كان بحوزتهم أمر اعتقال من النائب العام، بتُهمة ’التحريض ضد السلطة’"، موضحًا أن والده "رفض مرافقتهم بالطبع، خصوصا بسبب الطريقة التي أقبلوا فيها".

وأكد أن "قوّة كبيرة من الأمن الوقائي قد أتت" لاعتقال والده، لافتا إلى أنها "لا تقلُّ عن 30 مُصفّحة"، وهو ما وصفه أحمد بـ"الأمر الذي لم يُعهَد منذ سنوات".

وأوضح أحمد أن "عملية الاعتقال لم تستغرق الكثير، إذ إنها لم تزد عن 10 دقائق ربّما"، لافتا إلى أن "أشخاصا من المخيّم بدأوا بالتوافد إلى المنزل فور بدءِ انتشار خبر اعتقال النائب خضر، وهو ما جعل رجال الأمن يُسرعون في الاعتقال".

وبيّن أن "رجال الأمن الوقائي الذين حملوه (حملوا والده) مُجبرًا، كانوا مُلثّمين"، مؤكدًا تعرُّض شقيقته "لاعتداء بالأيدي"، ولافتا في الوقت ذاته إلى أن "رجُلي أمن مُسلحين؛ قاما بدفعها، وإجبارها على البقاء في المنزل هي وجدّتها التي كانت تتواجد في الوقت ذاته هناك".

وتابع أحمد: "أُخِذ والدي بعدها لجهة غير معلومة"، مؤكدا: "لم نكُن نعرف في أي سجن أو في أي مركز توقيف هو قبل الساعة 12 ظهرًا (من اليوم الجمعة)".

وأضاف: "حينها (أي بعد معرفة مكان والده)؛ بدأت ردة فعل مباشرة من أهل المخيّم الذين شاركوا في مناوشات مع قوى من الأمن الوقائي هنا وهناك"، لافتا إلى أن "مُعترضين على الاعتقال، قد أطلقوا هاشتاج؛ الحرية للنائب حسام خضر".

وحمّل أحمد "الجهات المسؤولة، المسؤولية الكاملة في حال حدث أي شيء" لوالده. وقال: "نحن كعائلة وكأشخاص مُحبين للنائب حسام خضر، وكمؤسسات مجتمع مدني؛ نحمّل المسؤولية للرئيس أبو مازن، ورئيس الحكومة، محمد اشتيه".

وذكر أنهم بصدد التحضير لـ"حملة وخطوات تصعيديّة أُخرى في حال استمرّ الاعتقال"، مُشيرا إلى أن "الإعلان عنها سيكون لاحقًا، وأولًا بأوّل".

"اشتباكات متقطّعة"

وذكر أحمد أن اشتباكات اندلعت بين مُسلّحين من مخيّم بلاطة وأطرافه وضواحيه، وبين قوات الأمن الوقائي الفلسطيني، مُشيرا إلى أن "الاشتباكات متقطعة، وتندلع كل ساعتين أو ثلاث".

وأوضح أحمد أن الاشتباكات تندلع "كلّما حاول الأمن الوقائي الدخول للمخيّم"، مُشيرا إلى أن "هذا وضعٌ شبه اعتيادي في المخيّم، إلا أنه ازداد توتّرا الآن بسبب اعتقال والدي".

وقال إن شبّانا في المخيّم أعلنوا أن المخيم "منطقة أمنية مُغلَقة"، لذا فقد شهدت أطراف المخيّم الاشتباكات المتقطّعة.

وكتب شقيق خضر، غسان، في صفحته في "فيسبوك": "حالة الطوارئ التي أعلن عنها رئيس الوزراء وبإيعاز من الرئيس أبو مازن، بدأت بعد منتصف هذه الليلة باعتقال الأخ المناضل حسام خضر اعتقالا سياسيا من قبل الأجهزة الأمنية من منزله في مخيم بلاطة، وعليه فنحن نحمل كامل المسؤولية عن حياته وسلامته للرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه محمد اشتيه".

وكان عباس قد وصف إضراب الأطباء بـ"الحقير"، وقال خلال كلمة له بمقر الرئاسة، الأحد الماضي: "أن تعلنوا الإضراب في هذا الوقت، صفقة العصر، والحصار الاقتصادي والمالي ثم الكورونا، الأصل أن تعمل وليس أن تضرب ولا نعلم متى سيصل إلينا، ولا يوجد مصل أو تطعيم". وتابع: "الطبيب يضرب في هذا الوقت العصيب، والمفروض أن يعمل أول واحد، ويطالب براتب 200% في وقت عندنا فيه أزمة مالية ولا نستطيع دفع 60%".

وأضاف: "هذا موقف غير إنساني وغير مسؤول، مع أنني جلست معهم ووعدوني بوقف الإضراب، مع صدور قرار من المحكمة ومع ذلك يضربون، وهذا عيب".

وردت نقابة الأطباء الفلسطينيين على تصريحات عباس في بيان، قالت فيه إن "من أوصل رسالة النقابة للرئيس عباس، خان الأمانة، ونقلها مغلوطة"، وأكدت النقابة استعدادها الفوري للجلوس مع الرئيس عباس، وتوضيح الأمر، وأنهم سيقبلون بحكمه، تجاه الرسالة الحقيقية للنقابة.

ومساء يوم الخميس الماضي توصلت النقابة والحكومة إلى اتفاق ينهي إضراب الأطباء.

التعليقات