28/10/2021 - 20:37

أريحا: افتتاح أكبر مساحة فسيفساء في العالم

افتتحت في أريحا أكبر لوحة فسيفساء، اليوم الخميس، ويُرجح أنها الأكبر في العالم، بمساحة تقدّر بـ827 مترا مربعًا، وتقع في قصر الخليفة الأموي، هشام بن عبد الملك، في مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية.

أريحا: افتتاح أكبر مساحة فسيفساء في العالم

لوحة الفسيفساء، قصر هشام، أريحا (الأناضول)

افتتحت في أريحا أكبر لوحة فسيفساء، اليوم الخميس، ويُرجح أنها الأكبر في العالم، بمساحة تقدّر بـ827 مترًا مربعًا، وتقع في قصر الخليفة الأموي، هشام بن عبد الملك، في مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية.

وتبلغ مساحة قطعة الفسيفساء الأثرية التي أعيد السماح بزيارتها حوالي 836 مترًا مربعًا، وهي عبارة عن أرضية حمام كان جزءًا من قصر هشام الذي يعود للعصر الأموي في القرن الثامن ميلادي.

وعلى مدار أربع سنوات ونصف من العمل، استطاعت وزارة السياحة الفلسطينية وبتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، وبتكلفة 12 مليون دولار، بناء سقف بمساحة تقدر بحوالي 2500 متر مربع، بعد أن تهدم السقف الأصلي بفعل زلزال ضرب الموقع عام 749م.

وقال مدير مكتب السياحة في مدينة أريحا، إياد حمدان إن مشروع سقف اللوحة، هو "أحد المشاريع الفريدة، في مجال الحفاظ على التراث الثقافي في العالم".

(الأناضول)

ويضيف: "تتشكل اللوحة من 38 سجادة فسيفساء، متصلة، غنية بالتفاصيل الهندسية والنباتية والحيوانية، صيغت ورسمت باحترافية، واستخدم في رسمها 21 لونا من الحجارة".

وتبدو قطعة الفسيفساء مثل سجادة على الأرض، مع تجسيد لأسد يهاجم غزالا كرمز الحرب، ولغزالين في الجانب الآخر تعبيرا عن السلام.

ولفت إلى أن الحجارة المستخدمة، تُشكل فسيفساء الأرض الفلسطينية، حيث أخذت من مختلف المناطق الفلسطينية، وتحكي تاريخ الشعب الفلسطيني.

وأجريت، بحسب حمدان، أعمال صيانة وترميم على السجادات، ومن المفترض استكمال بعض الأعمال الأخرى عليها.

(الأناضول)

واكتشفت اللوحة مطلع ثلاثينات القرن الماضي، وطوال السنوات الماضية، احتفظ بها تحت الرمال خشية عليها من عوامل الطقس، وكشف عنها لبعض الوقت عام 2010 ثم أعيد طمرها ثانية.

وتوقّع حمدان أن يُشكّل المشروع مع افتتاحه أمام السياح والزوار، قفزة نوعية في عدد السياح والزوار لفلسطين وأريحا خاصة.

وتابع "في العام 2016 كشفنا عن اللوحة، وافتتحت أمام السياح والزوار لشهر واحد فقط، وعلى إثر ذلك ارتفع عدد السياح بنسبة 900% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2015".
وبُنِي قصر هشام بن عبد الملك عام 743 ميلادي في نهاية عهده، كمقر شتوي للخليفة، بفعل اعتدال حرارة منطقة أريحا والأغوار الفلسطينية في الشتاء. ويقع القصر على بعد كيلومترين إلى الشمال من مدينة أريحا.

(الأناضول)

وشيّد القصر في حينه من طابقين؛ الأول عبارة عن غرف خدمات وحراسة، والطابق الآخر كان يعيش فيه الخليفة.

وكان القصر، قبل تهدمه بفعل زلزال، يحتوي على العديد من المرافق، مثل منطقة النافورة، ومسجدين، وقاعة الاستقبال (الحمام الكبير).

وتعد أريحا أخفض منطقة على سطح الأرض (258 مترا تحت مستوى سطح البحر) وهو ما يجعلها مرتفعة الحرارة صيفا، ومعتدلة شتاءً.

وزُوّد القصر بالمياه من ينابيع قريبة بواسطة قنوات مكشوفة، كانت تصب المياه في خزانات القصر.

(الأناضول)

وضرب زلزال منطقة فلسطين، عام 749م، وكان مركزه مدينة أريحا، وأدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من القصر، بينها سقف الحمام (الذي توجد به لوحة الفسيفساء).

ونُصبت نجمة حجرية ضخمة، في إحدى زوايا القصر، وكانت عبارة عن نافذة إحدى غرف الطابق الثاني، ولكن بفعل تهدم القصر اختلطت الحجارة مع بعضها، وأعيد بناؤها في عمليات ترميم جرت في ثلاثينات القرن الماضي.

وأدرجت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، قصر "هشام"، على قائمة التراث الخاصة به.

التعليقات