الخليل: العنف يقتحم الجامعات... والحركات الطلابية تعلّق الدوام

علّقت الكتل الطلابية في جامعتي الخليل و"بوليتكنك فلسطين"، الثلاثاء، الدوام الدراسيّ فيهما، بحسب ما أعلنت الكتل في الجامعتين في بيانين منفصلين، وذلك بعد أن شهدت الأولى شجارا نشب بين طلاب على خلفية شجار عائلي امتدّ إلى الحرم الجامعيّ، فيما أعلنت الجامعة "تشكيل لجنة تحقيق بدأت في عملها بشكل فوري".

كما ذكر رئيس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة "بوليتكنك فلسطين"، محمد أبو دبوس في تصريحات صحافية أدلى بها لوسائل إعلام محليّة، أنّ اتحادات الطلبة في جامعة الخليل و"بوليتكنك فلسطين" والقدس المفتوحة في المحافظة، قررت تعليق الدوام فيها حتى نهاية الأسبوع الجاري.

الجامعات الفلسطينية... إغلاقات مستمرّة

ويأتي تعليق الدوام من قِبل الكتل الطلابية في جامعات الخليل، الثلاثاء، امتدادا لحالات تعليق دوام، وإغلاق جامعات في الضفة الغربية والقدس، جرّاء أحداث عنف شهدتها مؤخرا.

فقد شهد محيط جامعة القدس في أبو ديس في العاشر من الشهر الجاري، إطلاق نار كثيف، ما دفع مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة إلى الإعلان عن "تعليق الدوام مع عدم التواجد" في الجامعة منذ الأربعاء و"حتى إشعارٍ آخر".

وحمّل المجلس، حينها، "الحكومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية وعلى رأسها وزير الداخلية، المسؤولية الكاملة عن الفلتان الأمني الذي يحصل في محيط الجامعة".

كما أعلنت جامعة بيرزيت في العاشر من الشهر الجاري كذلك، إغلاق حرمها الجامعيّ ليوم واحد، وذلك جرّاء شجار نشب بين طلاب في الجامعة، دفع الإدارة إلى إخلاء الجامعة بشكل كامل.

وذكرت الجامعة في بيان نشرته عبر صفحتها بـ"فيسبوك" حينها، أنّها "تعرب.. عن أسفها الشديد للأحداث التي جرت اليوم (الأربعاء في العاشر من الشهر الجاري) في الجامعة، حيث دفعت الشجارات بين الطلبة الإدارة إلى إخلاء الحرم الجامعي كليا".

ونشب الشجار في الجامعة، بعد يوم من توصّل إدارة بيرزيت إلى اتفاق مع الكتل الطلابية، يتمّ بموجبه إنهاء اعتصام شارك فيه عدد من الطلاب واستمرّ 27 يوما، على أن تلتزمَ الجامعة بمطالب طلبتها والمتعلّقة بـ"الظروف المعيشية" داخل الحرم الجامعيّ.

حالة عنف في المحافظة تنعكس على جامعاتها

والثلاثاء، قال موقع "ألترا فلسطين" إن جامعة الخليل، أخلت الحرم الجامعي، الثلاثاء، إثر شجار وقع بين طلاب من عائلتي الجعبري والعويوي - أبو عيشة، امتدادًا لأعمال العنف التي شهدتها مدينة الخليل منذ مساء الجمعة، في إطار الخلافات بين العائلتين".

ونقل الموقع عن عميد شؤون الطلبة في الجامعة، صلاح الشروف، القول إن "الأمن في الجامعة مُستتب، والجامعة قررت انتظام الدوام بشكل طبيعي للموظفين والأكاديميين، على أن تعقد إدارة الجامعة اجتماعًا، الأربعاء، من أجل النظر في الأحداث واتخاذ القرارات اللازمة لمنع تكراره".

وذكر أن الجامعة "ستتعامل بحزم مع كل طالب اعتدى باليد حتى لو كان الاعتداء بسيطًا، والإجراءات ستصل إلى فصل الضالعين في الاعتداءات، حتى لو وقعت الاعتداءات في الشوارع المحيطة للجامعة".

كما قال الشروف في تصريحات أدلى بها لراديو "علم" وبثّتها الجامعة عبر صفحتها في "فيسبوك"، إنه "تمّ تشكيل لجنة تحقيق بدأت في عملها بشكل فوري"، مضيفا: "تم تبليغي عن أسماء أعضاء اللجنة" التي رأى أنها "قادرة على النظر (البحث) في ما جرى".

وأضاف الشروف: "سنبحث ما جرى ومسبّباته، وسيُطَبّق النظام وفق ما ينصّ عليه دستور الجامعة، حينما يتبيّن كل شيء".

وتابع: "ستُتخذ إجراءات تضمن سلامة وأمن الجامعة من طلّاب ومبان وعاملين"، مضيفا: "لا نسمح بانتقال الأجواء الخارجية إلى الجامعة".

وقال الشروف: "نحن كإدارة جامعية نرى أن المشكلة ستُحلّ، لذا لم نرَ داعيا لتعليق الدوام في الجامعة، ونحن مطمئنون، وما حدث لن يتكرر".

في المقابل، ذكر منسق الشبيبة الطلابية في جامعة الخليل، وسيم قزقي، أن 20 شخصًا اقتحموا الحرم الجامعي وكانوا يحلمون قنابل غازية بالإضافة إلى عصي، مؤكدًا أن تدخل الطلاب حال دون حدوث "كارثة" داخل الحرم الجامعي. كما أشار إلى وقوع إصابات بين الطلاب نتيجة التدافع ورش الغاز، منوّها في الوقت ذاته إلى أن أن آثار رائحة الغاز ما تزال موجودة في مباني الجامعة.

من جانبها، قالت الأطر الطلابية في جامعة الخليل في بيان: "على إثر الأحداث المؤسفة التي تحدث في محافظة الخليل بشكل عام وانعكاس هذه الأحداث بشكل سلبي هذا اليوم (الثلاثاء) داخل أروقة الجامعة والتعدي على حرمتها، تستنكر الأطر الطلابية ما حدث عصر هذا اليوم داخل الجامعة من تداعيات الأحداث المؤسفة التي تحدث في المحافظة، ويتم تعليق الدوام حتى نهاية الأسبوع حفاظا على سلامة الطلبة".

بدورها، أعلنت الحركة الطلابية في جامعة "بوليتكنك فلسطين" في بيان عن تعليق الدوام حتى إشعار آخر، "على خلفية الأحداث المؤسفة في مدينة الخليل وما حصل اليوم في ساحة جامعة الخليل، ونظرا للحالة الأمنية وحفاظا على أرواح الطلبة ودرءا للفتنة".

ودعت الحركة الطلابية في البيان ذاته "الأجهزة الأمنية والأيادي الخيرية والعقلاء إلى إنهاء هذه الفتنة وصون الدماء والحفاظ على الممتلكات وإرجاع خليل الرحمن إلى سابق عهدها".

من جهتها، قالت جامعة "بوليتكنك فلسطين" في بيان مقتضب، إن "الجامعات الفلسطينية التي وقفت صامدة في مواجهة الاحتلال، يجب أن تبقى في منأى عن المشاكل العائلية والعصبية القبلية، لتظلّ منارة للعلم ومثالا يُحتذى به للسلم الأهلي".

وناشدت الجامعة "أهل العقل والحكمة في الوطن بشكل عام، ومحافظة الخليل بشكل خاص بالتدخل السريع لإعادة الأمن والأمان لأهلنا في محافظة الخليل، والحفاظ على حرمة وقدسية مؤسسات التعليم العالي، وإيقاف هدر مقدرات الشعب الفلسطيني والحفاظ على مكتسباته".

وكانت أحداث العنف في الخليل، والتي تتجدّد بين فترة وأخرى، قد اندلعت في تموز/ يوليو الماضي، حينما قُتل الشاب باسل الجعبري (39 عاما) في جريمة قتل ارتُكِبت في المدينة، إذ تعرّض لإطلاق النار عندما تواجد وسط المدينة، داخل سيارة أجرة يعمل عليها.

ومنذ يوم الجمعة الماضي، تمّ إشعال 21 حريقا في محلات تجارية في الخليل. وقالت بلدية الخليل في بيان، الأحد الماضي، إن الإطفائية التابعة للبلدية "تعاملت مع 20 بلاغًا خلال الـ48 ساعة الماضية"، على خلفية تجدد الشجار بين عائلتي أبو عيشة - العويوي والجعبري في المدينة.

وذكرت البلدية أن الحرائق طالت ثلاث مركبات وحافلتين ومحلات تجارية ومصنعًا وكراجات ومشاغل ومطاعم في مختلف أرجاء المدينة، موضحة أنها خلّفت خسائر مادية كبيرة. وناشدت بلدية الخليل، عائلات المدينة وعشائرها، التدخل لإنهاء الخلاف الدائر بين العائلتين، ومصادرة "الأسلحة غير الشرعية".