21/12/2021 - 11:04

مسؤولون كنسيون فلسطينيون يتهمون الاحتلال "بالتمييز بحق المسيحيين"

يتهم مسؤولون كنسيون فلسطينيون سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة "التمييز ضد المسيحيين" قبيل احتفالات أعياد الميلاد "كريسماس" التي تبدأ الخميس.

مسؤولون كنسيون فلسطينيون يتهمون الاحتلال

صورة أرشيفية من كنيسة القيامة (أ ب)

يتهم مسؤولون كنسيون فلسطينيون سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة "التمييز ضد المسيحيين" قبيل احتفالات أعياد الميلاد "كريسماس" التي تبدأ الخميس.

وعادة ما يصل عشرات آلاف المسيحيين من أنحاء العالم إلى مدينة القدس المحتلة ومدينة الناصرة، من أجل المشاركة في الاحتفالات داخل المواقع الدينية التي تعتبر الأكثر قداسة للمسيحيين حول العالم.

ففي القدس، تقع كنيسة القيامة التي تعتبر أقدس الكنائس المسيحية وأكثرها أهمية حول العالم، أما في مدينة الناصرة فتوجد "كنيسة البشارة"، وتعتبر إحدى الكنائس الأكثر قدسية.

ولمن يستطيع الوصول إلى القدس المحتلة والناصرة، فإنه عادة ما يتوجه أيضا إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة حيث "كنيسة المهد" التي ولد فيها المسيح.

ولم يتمكن المسيحيون حول العالم من الوصول إلى الأراضي المقدسة العام الماضي، بسبب القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية للحد من انتشار فيروس كورونا.

وكانت حكومة الاحتلال قد أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إغلاق حدودها أمام السياح الأجانب، تحسبا لظهور متحور كورونا الجديد "أوميكرون".

غلق الحدود بوجه المسيحيين الأجانب وفتحها لليهود

قال مالك شركة سياحة في مدينة الناصرة، إيهاب صبّاح، وهو عضو مجلس إدارة رابطة السياحة الوافدة في البلاد، إن "الحكومة الإسرائيلية أغلقت الحدود أمام السياح لبعض الدول حتى 22 من الشهر الجاري ودول أخرى حتى 29 الجاري".

وأضاف مستنكرا: "لكن الحكومة الإسرائيلية سمحت لمجموعات يهودية لا تحمل الجنسيات الإسرائيلية بالدخول في حين منعت الأجانب (غير اليهود)".

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن هناك حديث عن قيام شركة بجلب يهود شبان من حول العالم في رحلات مجانية إلى إسرائيل.

وأشار صباح إلى أنه "تم توجيه تساؤلات إلى الحكومة الإسرائيلية عن سبب منع السياح الأجانب المسيحيين من الدخول بالوقت الذي يتم فيه منح استثناءات لمجموعات معينة".

وأوضح أن أعداد السياح الأجانب الذين كان من المتوقع حضورهم ولم يتمكنوا بسبب القيود الإسرائيلية يصل إلى 10 آلاف سائح.

وتابع صباح: "لدينا تساؤلات مشروعة فمن ناحية تقول الحكومة إنه لا توجد استثناءات ومن ناحية أخرى هناك من يدخل من باب خلفي، ونحن لا نفهم على أي أساس يتم منح الاستثناءات سيما وأن الموضوع يضر بعملنا لأننا غير قادرين على جلب الحجاج المسيحيين".

تمييز عنصري

وكان متحدث إعلامي باسم مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة، أشار إلى أن سلطات الاحتلال تفرض قيودا على دخول المسيحيين لا تفرضها على يهود أجانب لا يحملون الجنسية الإسرائيلية.

وكتب الناطق باسم مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة، وديع أبو نصار، الأربعاء، عبر صفحته على "فيسبوك" إنه "لا يمكن القبول بأي تمييز عنصري".

وأضاف: "تحدثت إلى وزير السياحة الإسرائيلي (يوئيل رازفوزوف) كما خاطبت عددا من الجهات المحلية والدولية معبرا عن استهجاني من قرار السلطات الاسرائيلية السماح لبعض اليهود الأجانب (الذين لا يحملون الجنسية الإسرائيلية) زيارة البلاد، في حين تمنع الدولة الحجاج المسيحيين من القيام بذلك".

وأشار نصار إلى أن "إسرائيل سمحت لرحلات تنظمها مؤسسة تجليت ليهود من المهجر زيارة البلاد بالرغم من التشديدات الحالية المتعلقة بتفشي وباء كورونا. في الوقت ذاته يُمنع دخول الآلاف من الحجاج المسيحيين المطعمين المعنيين بزيارة بلادنا".

وتابع: "تشاورت أيضا مع بعض المستشارين القانونيين وكلهم أجمعوا بأن مثل هذا التمييز غير قانوني، إضافة إلى كونه غير أخلاقي".

وناشد أبو نصار "السلطات الإسرائيلية معاملة جميع من يرغب بزيارة البلاد بصورة مساوية دون أي تمييز بين دين وآخر".

محاولات إسرائيلية ممنهجة لطرد المسيحيين من القدس

وجاءت تصريحات أبو نصار بالتزامن مع بيان شديد اللهجة أصدره بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس.

وقال البطاركة في بيان: "في جميع أنحاء الأرض المقدسة، أصبح المسيحيون هدفًا لهجمات متكررة ومستمرة من قبل الجماعات المتطرفة (الإسرائيلية)".

وأضافوا: "منذ عام 2012، كانت هناك حوادث لا حصر لها من الاعتداءات الجسدية واللفظية ضد الكهنة ورجال الدين الآخرين، والهجمات على الكنائس المسيحية، مع تخريب الأماكن المقدسة بانتظام وتدنيسها، وترهيب مستمر للمسيحيين المحليين الذين يسعون ببساطة إلى العبادة بحرية وممارسة حياتهم اليومية".

وتابع البطاركة في بيانهم، الأربعاء: "يتم استخدام هذه التكتيكات من قبل هذه الجماعات المتطرفة في محاولة منهجية لطرد المجتمع المسيحي من القدس وأجزاء أخرى من الأرض المقدسة".

واشتكى البطاركة من "فشل السياسيين المحليين والمسؤولين ووكالات إنفاذ القانون المحلية في كبح أنشطة الجماعات المتطرفة التي تقوم بانتظام بترهيب المسيحيين المحليين والاعتداء على الكهنة ورجال الدين وتدنيس الأماكن المقدسة وأملاك الكنيسة".

واستهجنوا في ذات السياق محاولات جمعيات استيطانية إسرائيلية الاستيلاء على أملاك للكنيسة في البلدة القديمة من مدينة القدس بما فيها فندقي "أمبريال" و"بترا" في باب الخليل.

وقال البطاركة: "تستمر الجماعات المتطرفة في الاستحواذ على ممتلكات إستراتيجية في الحي المسيحي، بهدف تقليص الوجود المسيحي، وغالبًا ما تستخدم المعاملات المخادعة وأساليب التخويف لطرد السكان من منازلهم، مما يقلل بشكل كبير من الوجود المسيحي، ويزيد من تعطيل طرق الحج التاريخية بين بيت لحم والقدس".

وشهدت السنوات القليلة الماضية العديد من الهجمات التي نفذها مستوطنون متطرفون على مواقع دينية مسيحية في القدس المحتلة وباقي البلاد تحت عنوان "تدفيع الثمن".

التعليقات