28/09/2022 - 23:57

إصابات في مواجهات واسعة مع الاحتلال في الضفة

ادعت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن "العملية العسكرية في جنين نجحت في إحباط عملية كبيرة"، وسط تقديرات أمنية إسرائيلية بأن "الاضطرابات" في الضفة قد تستمر لأيام، الأمر الذي قد يدفع جيش الاحتلال إلى وقف التدريبات العسكرية وتعزيز قواته في الضفة.

إصابات في مواجهات واسعة مع الاحتلال في الضفة

من المواجهات مع الاحتلال، اليوم (Getty Images)

أصيب عشرات الشبان، اليوم الأربعاء، في اعتداءات نفذها مستوطنون وفي مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، فيما يواصل الاحتلال تصعيده ضد الفلسطينيين وقمع الاحتجاجات التي خرجت للتنديد بالعدوان على مخيم جنين، صباح اليوم، وأسفر عن استشهاد أربعة شبان وإصابة 44 آخرين بينها إصابات "خطيرة وبالغة الخطورة".

وأصاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، شبان فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاعتداء بالضرب، خلال مواجهات اندلعت عند حاجز "بيت أيل" شمالي البيرة، وعند بلدة دير شرف شمال غربي مدينة نابلس، وحاجز حوارة جنوبي نابلس، ومنطقة المعبر في مدينة قلقيلية، وبلدة عزون شرقي قلقيلية، وكذلك عند منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل، جنوبي الضفة.

مواجهات في العيسوية واعتقال شاب من وادي الجوز

واندلعت، مساء الأربعاء، مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة العيسوية، شرق مدينة القدس المحتلة.

واقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والمياه العادمة باتجاه منازل المقدسيين.

وأفادت مصادر محلية بأن قوة خاصة من جيش الاحتلال اعتقلت شابا - لم تعرف هويته بعد - من حي "وادي الجوز" شرق القدس المحتلة.

الاحتلال يهدد بالتصعيد

وأجرى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مساء اليوم، جلسة مداولات لتقييم الوضع الأمني في الضفة المحتلة، بمشاركة كبار قيادات جيش الاحتلال، في قيادة المنطقة الوسطى في القدس؛ وذلك في أعقاب العدوان على مخيم جنين، وفي ظل حالة التأهب التي كان الاحتلال قد رفعها إلى أعلى مستوى في صفوق قواته بالتزامن مع فترة الأعياء اليهودية.

وادعى كوخافي أن العدوان الذي نفذه الاحتلال على مخيم جنين، والذي وصفه بـ"العملية المعقدة"، نفذت بـ"مهنية عالية وكان هدفها إحباط تهديد ملموس"، وأضاف "سنواصل الاستعداد لجميع السيناريوهات الممكنة، وسنعمل حسب الضرورة في أي وقت وفي أي مكان من أجل ضمان سلامة سكان دولة إسرائيل".

(تصوير: الجيش الإسرائيلي)

وادعت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن "العملية العسكرية في جنين نجحت في إحباط عملية كبيرة" ضد قوات الاحتلال، وسط تقديرات أمنية إسرائيلية بأن "الاضطرابات" في الضفة قد تستمر لأيام، الأمر الذي قد يدفع جيش الاحتلال إلى وقف التدريبات العسكرية في المنطقة وتعزيز قواته في الضفة.

في المقابل، أصيب فتى (17 عاما) وشابان (18 عاما) برصاص جيش الاحتلال الحي في البطن والحوض والفخذ، خلال مواجهات اندلعت قرب حاجز "بيت إيل"، شمال شرق البيرة، بحسب ما أفادت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني، في بيان. وذكرت أن طواقمها نقلت المصابين إلى مستشفى رام الله.

كما قدمت الطواقم الطبية، العلاج الميداني لإصابتين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات نفسها في "بيت إيل". وأُدخل مصاب بالرصاص الحي في البطن، خلال مواجهات حاجز "بيت أيل"، إلى غرفة الجراحة في مجمع فلسطين الطبي، وهو يعاني من تضرر كبير في أحد الشرايين الرئيسية، وحالته حرجة، بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.

عشرات الإصابات في الضفة

وأصيب 34 فلسطينييا من جراء الإصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، واختناقا في الغاز، في مواجهات مع قوات الاحتلال في دير شرف وحوارة، في حين اندلعت مواجهات لا تزال مستمرة قرب قرية برقة قرب مدينة نابلس، شمالي الضفة المحتلة.

وقال شهود عيان إن مستوطنين هاجموا منزلا في قرية مادما، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بـ"الحجارة والعصي". وأوضح الشهود أن نحو 20 مستوطنا هاجموا المنزل بصورة مفاجئة، فاندلعت مواجهات مع السكان، تدخل على إثرها الجيش الإسرائيلي لتوفير الحماية للمستوطنين.

وقالت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها "تعاملت مع 21 إصابة نتيجة اعتداءات المستوطنين والمواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مادما وجرى نقلهم إلى مستشفى رفيديا الحكومي". وأشارت إلى أن من بين الإصابات 8 بالضرب نقلت إلى المستشفى، و13 بالاختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

واندلعت مواجهات في شمال مدينة البيرة، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة منددة بالعدوان على مخيم جنين، شمال مدينة البيرة. وأسفرت اعتداءات الاحتلال عن إصابة شابين برصاص الاحتلال الحي، وثالث بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال استهدفوا الشبان الذين وصلوا في مسيرة إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بإطلاق النار وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وأفادت المصادر بأن شابين أصيبوا برصاص الاحتلال الحي، فيما أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في قدمه، وأصيب آخرون بالاختناق من جراء استنشاق الغاز.

وفي الخليل، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء وسط المدينة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الصوت، والغاز المدمع، لقمع المواطنين الفلسطينيين.

كما نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا على المدخل الشمالي لمدينة الخليل، بالقرب من جسر حلحول، وأوقفت المركبات الفلسطينية، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة.

كما تعاملت طواقم الهلال الأحمر، مع خمس حالات اختناق بالغاز خلال مواجهات منطقة المعبر في قلقيلية، أما في عزون شرقي المدينة، فأصيب شاب برصاص مطاطي تسببت له بجرح غائر ونُقل لتلقي العلاج، بالإضافة إلى ثماني إصابات بالاختناق.

وعم الإضراب مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، حدادا على أرواح شهداء جنين الأربعة الذين استشهدوا صباح اليوم، عقب اقتحام المخيم من قبل قوات الاحتلال ومحاصرة منزل والد الشهيد رعد خازم. وخرج العشرات في مسيرات جابت شوارع مدن الضفة، تنديدا بجريمة الاحتلال.

واستشهد صباح اليوم، الشبان عبد فتحي خازم، ومحمد محمود الونة، وأحمد نظمي علاونة، ومحمد أبو ناعسة، خلال اشتباكات مسلحة إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي أطراف مخيم جنين، ومحاصرتها منزلا كان يتواجد فيه شقيق الشهيد رعد خازم، منفذ عملية شارع "ديزنغوف" في تل أبيب قبل نحو ستة أشهر.

وفي مسجد الشيخ زيد بن سلمان في مخيم جنين، صلى المئات على جثمان الشهيد عبد خازم الذي لف جثمانه بالعلم الفلسطيني ورأسه بالكوفية الفلسطينية. وشيعت جماهير غفيرة في جنين جثامين الشهداء الأربعة.

ومؤخرا، تزايدت اعتداءات المستوطنين بالضفة، وتصاعدت جرائمهم بحق الفلسطينيين، فيما تتغاضي سلطات الاحتلال عن تلك الاعتداءات، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف وتشجيع الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967.

التعليقات