11/11/2022 - 16:46

18 عاما على استشهاد ياسر عرفات: "ملف اغتياله قضية وطنية مفتوحة"

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر

18 عاما على استشهاد ياسر عرفات:

(أ ب)

يصادف اليوم، الجمعة، الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات، الذي توفي يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 عن عمر ناهز 75 عاما في إحدى المشافي العسكرية بالعاصمة الفرنسية باريس.

وجاء استشهاد عرفات إثر تدهور سريع طرأ على صحته، في ظل حصاره لشهور آنذاك من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

وفي مثل هذا اليوم، رحل أبو عمار في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة لا زال يعاني منها الشعب الفلسطيني، بفعل الاحتلال والعدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل.

ويبقى هذا اليوم ذكرى أليمة تذكّر برحيل قائد خاض نضالا تحرريا في سبيل القضية الوطنية لعدة عقود، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله.

وولد عرفات في القدس في الرابع من آب/ أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

(Gettyimages)

ودرس عرفات في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقا.

وشارك القائد الراحل مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الخمسينيات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها عام 1968، وانتخب رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط/فبراير 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

وقاد أبو عمار خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما.

وحل عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.

وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين.

(Gettyimages)

وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.

ووقع ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إسحاق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى غزة.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم "السور الواقي"، وأبقت الحصار مطبقا عليه.

حماس: "نجدد الدعوة لرص الصفوف ومحاسبة قتلته"

دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الجمعة، إلى رص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وكشف ومحاسبة المتوّرطين في اغتيال الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات.

وجاء في بيان لها "نترحم على روحه الطاهرة، وكل شهداء شعبنا الذين ارتقوا بفعل الإجرام الإسرائيلي".

واستذكرت "حماس" بكل تقدير مواقفه في مسيرة شعبنا المتواصلة، نحو انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة، استحضرت جريمة الحصار والاغتيال التي تعرّض لها، والتي ما زال الاحتلال يمارسها حتى يومنا هذا ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر منذ العام 2007.

(Gettyimages)

وأكدت أن "هذه الجرائم تؤكّد ضرورة تعزيز الوحدة والتوافق على إستراتيجية نضالية موحّدة لمواجهة الاحتلال ومخططاته ومشاريعه العدوانية ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".

وجددت التأكيد على أنَّ "ملف اغتيال عرفات قضية وطنية مفتوحة، مشددة على ضرورة كشف جميع خيوطها أمام جماهير شعبنا، وفضح كلّ المتورّطين والمشاركين فيها ومحاسبتهم، فجرائم الاحتلال وأذنابه لن تسقط بالتقادم".

وشدت "حماس" على أيادي المناضلين من كل الفصائل الذين يسيرون على درب القادة الشهداء؛ ياسر عرفات، والشيخ أحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، وأبو علي مصطفى.

ودعت إلى المحافظة على أمانة الشهداء في الاستمرار على درب المقاومة حتى تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة وتقرير المصير.

التعليقات