13/05/2023 - 19:30

"الميزان": تدمير عشرات منازل المدنيين وتهجير قسري للمئات إثر العدوان في غزة

تشير المعطيات إلى أن قوات الاحتلال حوَّلت المنازل السكنية المحمية بموجب القانون الدولي إلى أهداف مشروعة لهجماتها الحربية، وهي من الهجمات التي يتوسل منها الردع، والعقاب الجماعي بالإضافة لطبيعتها المدنية.

(Gettyimages)

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي، وصعَّدت من هجماتها على المنازل السكنية باستخدام قذائف ذات قدرات تدميرية كبيرة جدا تلحق أضرارا جسيمة في عشرات المنازل والمنشآت المدنية في محيط المنازل المستهدفة، وتلحق هذه الهجمات ضررا ماديا وجسديا، ونفسيا بالسكان، وتهجر قسريا مئات المدنيين تحت وطأة القصف.

وتشير حصيلة أعمال الرصد والتوثيق، التي يواصلها مركز "الميزان" لحقوق الإنسان في قطاع غزة، إلى أن عدد الشهداء ارتفع إلى 33 شهيدا، من بينهم 6 أطفال، و4 نساء، كما أصيب 147 آخرين بجراح مختلفة، من بينهم 48 طفلا، و26 سيدة. كما تشير حصيلة أعمال الرصد حتى تاريخه إلى أن قوات الاحتلال دمَّرت 57 وحدة سكنية بشكل كلي، تقطنها 58 أسرة مكونة من 374 فردا، من بينهم 133 طفلا، و53 سيدة، بالإضافة إلى حوالي 300 وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي، وهجرت قسريا مئات الأطفال والنساء ممن دمرت منازلهم.

وجاء في بيان لمركز "الميزان" أن "الهجمات الحربية تبث الرعب في قلوب الآمنين بما في ذلك المرضى الذين يرقدون في المستشفيات، بعد أن ألحقت الهجمات على منازل سكنية أو أراض زراعية أضررا في مبنى الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة، وفي مباني أقسام مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى، وفي مركز مسقط الصحي في محافظة خان يونس وأوقعت الهجمات إصابات في صفوف عدد من أفراد الطواقم الطبية".

وأضاف "تواصل سلطات الاحتلال الإغلاق الكامل لمعابر قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي، في تعمد لدفع القطاع وسكانه إلى كارثة إنسانية محققة. وفي هذا السياق، أعلن اتحاد بلديات قطاع غزة أن كارثة بيئية وصحية تهدد حياة سكان القطاع، جراء توقف محطات الصرف الصحي عن معالجة المياه العادمة وضخ 120 ألف كوب يوميا إلى البحر نتيجة نقص الوقود، وأن ما يقرب من 200 بئر لمياه الشرب مهددة بالتوقف عن ضخ المياه للسكان، هذا بالإضافة إلى التهديد الجدي بتدهور أوضاع الطاقة الكهربائية، التي يتهدد منع دخول الوقود محطة توليدها بالتوقف التام لمحطة توليد الكهرباء، ما سيشكل تهديدا جديا بتوقف أو تراجع الخدمات الأساسية التي لا غنى عنها لحياة السكان".

واستعرض مركز "الميزان" لحقوق الإنسان أبرز الهجمات التي رصدها منذ مساء أمس على النحو الآتي:

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 14:15 من مساء يوم الجمعة منزل المواطن أحمد عايش سلمي الحشاش (41 عاما)، وتقطنه عائلة مكونة من 7 أفراد بينهم 5 أطفال، ومسقوف بالأسبستوس، وتبلغ مساحته 100م2، ويقع قرب مسجد البر والتقوى في حي مصبح شمال غرب رفح جنوبي قطاع غزة، ما تسبب بتدمير المنزل بالكامل، وتدمير كلي لمنزلين مجاورين منزل تعود ملكيته للمواطن محمد عايش سلامة الحشاش، وتقيم فيه عائلة مكونة من 9 أفراد بينهم 5 أطفال، ومنزل تقطنه عائلتي الشقيقين كامل مزيد سلامة الحشاش، وتتكون عائلة من 8 أفراد بينهم 5 أطفال، وشقيقه عبد الملك، تقيم تتكون عائلة من 5 أفراد بينهم 3 أطفال، وهما منزلين مسقوفين بالأسبستوس تبلغ مساحتهما 100م2 لكل منزل. كما لحقت أضرارا جزئية بعدد من المنازل المجاورة، كما تسبب القصف في إصابة المواطن عايش سلامة مزيد الحشاش (71 عاما) حيث نقل إلى مستشفى أبو يوسف النجار، ووصفت جراحه بالمتوسطة.

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين اثنين عند حوالي الساعة 14:15 من مساء الجمعة نفسه، منزل المواطن سمير محمد مطر طه (62 عاما)، ويقع في شارع الزواري شرق محطة عباس الكيلاني في مدينة بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة. ويتكون المنزل من طبقتين، وتقطنه أسرتان تتكونان من 8 أفراد، من بينهم 4 أطفال، وسيدتان. وتسبب القصف في تدمير المنزل بشكل كلي، كما لحقت أضرار مادية بالغة في المنازل المجاورة، وكانت قوات الاحتلال حذرت أحد الجيران هاتفيا.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين اثنين عند حوالي الساعة 15:55 من مساء الجمعة نفسه، منزل المواطن كمال أحمد أبو طير (61 عاما) وهو مكون من 3 طبقات، مقام على مساحة 200م2، وتقطنه 4 عائلات مكونة من 18 فردا، من بينهم 7 أطفال، و4 نساء، ويقع في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ما أدى إلى تدميره بشكل كلي، وألحق أضرارا جزئية في عدد من المنازل المجاورة. كانت قوات الاحتلال قد حذرت السكان باتصال هاتفي قبيل القصف.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين اثنين عند حوالي الساعة 16:20 من مساء الجمعة نفسه، منزل المواطن حسين محمد حسن معروف (58 عاما)، ويقع شمال مدينة بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، والمنزل مكون من 3 طبقات، وتقطنه ثلاث أسر تتكون من 15 فردا، من بينهم 9 أطفال، و3 نساء. وتسبب القصف في تدمير المنزل بشكل كلي، كما ألحق أضرارا مادية بالغة في المنازل المجاورة. وكانت قوات الاحتلال قد حذرت صاحب المنزل هاتفيا.

قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 16:20 من مساء الجمعة نفسه، شقة سكنية تقع في الطبقة الخامسة في الجهة الشمالية الغربية من عمارة بانياس المكونة من 6 طبقات، وتقع في حي النصر غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد كلا من إياد العبد الحسني (51 عاما)، والمواطن محمد وليد محمد عبد العال (33 عاما)، ونعتهما حركة "الجهاد الإسلامي"، كما أصيب 5 مواطنين آخرين من بينهم طفلين بجراح مختلفة، وتسبب القصف في أضرار مادية في عدد من المنازل والمنشآت المجاورة.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين اثنين عند حوالي الساعة 20:30 من مساء الجمعة نفسه، منزل المواطن محمد علي حسن ياسين (60 عاما)، ويقع في شارع "كشكو" شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة، والمنزل مكون من 5 طبقات، وتقطنه خمس أسر تتكون من 24 فردا، من بينهم 10 أطفال، و3 نساء، هذا وأدى القصف إلى تدمير المنزل بشكل كلي، كما لحقت أضرارا مادية في المنازل المجاورة. تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال قد حذرت أحد الجيران هاتفيا قبيل القصف.

هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين اثنين عند حوالي الساعة 20:35 مساء الجمعة نفسه، منزل المواطن يحيى كامل أبو عبيد (46 عاما)، ويقع وسط مدينة دير البلح في المحافظة الوسطى، ويتكون من طبقتين اثنتين، وتبلغ مساحته 185م2، وتقطنه أسرتين تتكونان من 11 فردا، من بينهم 6 نساء وطفلين. وتسبب الهجوم في تدمير المنزل بشكل كلي، كما ألحق أضرارا جزئية بالغة، في منازل وممتلكات المواطنين المحيطة. كنا تسببت قوة الانفجارات في إلحاق أضرار في مبنى الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة، وفي مبان وأقسام مستشفى شهداء الأقصى التي تبعد عن المنزل المستهدف حوالي 120 متر. كما تسبب الهجوم في إصابة اثنين من العاملين في المستشفى بجراح وهما: خليل الدقران (57 عاما)، ويعمل مشرف التمريض، وهاني أبو سويرح (47 عاما)، ويعمل فني كهرباء في قسم الصيانة التابع للمستشفى، كما أصيب طفل من المرضى نزلاء قسم الأطفال، ووصفت حالتهم بالطفيفة، كما وصل المستشفى 6 إصابات منها 4 نساء، وطفلين، ووصفت حالتهم بالطفيفة.

وأفاد مدير عام مستشفى شهداء الأقصى، بأنه وقعت أضرار جزئية في عدة أقسام داخل المستشفى من بينها قسم العناية المكثفة، وأصيب المرضى والمرافقين بحالة هلع كبيرة ومعظمهم من الأطفال والنساء، وقامت الطواقم الطبية بدمج الأقسام وإبعادهم عن أماكن الخطر.

تجدر الإشارة إلى أن مستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الوحيد في المحافظة الوسطى، ويقدم خدماته لحوالي 350 ألف نسمة، ويتردد على المستشفى داخل قسم العيادات الخارجية حوالي 250 حالة يوميا، ويستقبل قسم الطوارئ من 600-700 حالة يوميا، ويتكون المستشفى من 22 قسم بواقع 191 سريرا.

هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية بأربعة صواريخ عند حوالي الساعة 1:30 من فجر اليوم السبت، منزل المواطن سليم حسن إسماعيل أبو العطا (60 عاما)، الواقع في شارع الطواحين شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ويتكون المنزل من 3 طبقات، وتقطنه أسرتان تتكونان من 20 فردا، من بينهم 13 طفلا وامرأتين. وأدى القصف إلى تدمير الطبقتين الثانية والثالثة بشكل بالغ، كما لحقت أضرارا مادية في المنازل المجاورة. وكانت قوات الاحتلال قد اتصلت هاتفيا بصاحب المنزل لتحذيره.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 3:00 من فجر السبت نفسه، منزل المواطن حازم عادل محمد مهنا (60 عاما)، ويقع في محيط جامع اليرموك شمال مدينة غزة، ويتكون من 5 طبقات، وتقطنه خمس أسر تتكون من 19 فردا، من بينهم 5 أطفال، و8 نساء. وتسبب القصف في تدمير المنزل بشكل كلي، كما لحقت أضرارا مادية بالغة في المنازل المجاورة. وكانت قوات الاحتلال قد حذرت أحد سكان المنزل هاتفيا.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين اثنين عند حوالي الساعة 10:05 من صباح السبت نفسه، منزل المواطن فرج فتحي أحمد بنات (39 عاما)، الواقع في محيط دوار بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، المكون من 3 طبقات، وتقطنه ثلاث أسر تتكون من 22 فردا، من بينهم 12 طفلا، و4 نساء. وتسبب القصف في إصابة سيدتين بجراح مختلفة وصفت بالطفيفة وتدمير المنزل بشكل كلي، كما لحقت أضرارا مادية في المنازل المجاورة ومسجد الشيخ سعد. وكانت قوات الاحتلال قد حذرت السكان هاتفيا.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين اثنين عند حوالي الساعة 11:45 من صباح السبت نفسه، منزل أبناء المرحوم خضر رضوان محمد الزعانين 66 عاما)، الواقع في بلدة بيت حانون بمحافظة شمال غزة، والمنزل مكون من 3 طبقات، وتقطنه 6 أسر تتكون من 46 فردا، من بينهم 30 طفلا، و6 سيدات. وتسبب القصف في تدمير المنزل بشكل كلي، كما لحقت أضرارا مادية في المنازل المجاورة، وكانت قوات الاحتلال قد حذرت السكان هاتفيا.

تشير المعطيات إلى أن قوات الاحتلال حوَّلت المنازل السكنية المحمية بموجب القانون الدولي إلى أهداف مشروعة لهجماتها الحربية، وهي من الهجمات التي يتوسل منها الردع، والعقاب الجماعي بالإضافة لطبيعتها المدنية. وهذا لا يغيره اتصال شخص يدعي أنه من قوات الاحتلال في بعض الحالات التي يشير إليها البيان ليحذر أحد أفراد الأسرة المستهدف منزلها أو جيرانه أو استخدام القصف بطائرات المراقبة للتحذير، فهي تمنح السكان حوالي 15 دقيقة وهذا وقت لا يكفي لإخلاء المنزل وبالكاد ينجو السكان من الموت، وهذا ما يشير إليه إصابة بعض السكان، ممن تلقوا تحذيرا، ولا يتمكنون من حمل أوراقهم الثبوتية ومقتنياتهم الثمينة ما يجعل تدمير المنزل يذهب بكل الأوراق والمدخرات الخاصة في العائلة ناهيكم عن جو الترويع الذي يتملك سكان المنزل وجيرانهم.

ويلاحظ مركز "الميزان" أن قوات الاحتلال تتعمد استخدام قذائف ذات قدرات تدميرية تفوق بكثير الهدف المراد تحقيقه في تعمد لإلحاق أضرار في عشرات المنازل والمنشآت والممتلكات المجاورة ولم تكترث لوجود المستشفيات والمرافق الصحية، وعمدت إلى بث الرعب في قلوب الآمنين بمن فيهم المرضى داخل المستشفيات.

كما أن إصرارها على تشديد الإغلاق ومنع دخول الإمدادات الإنسانية بما يهدد بتوقف الخدمات الأساسية التي لا غنى عنها لحياة السكان يشير إلى تعمدها دفع قطاع غزة وسكانه على كارثة إنسانية تطال البشر والبيئة.

ويستنكر مركز "الميزان" لحقوق الإنسان تصعيد قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، فإنه يؤكد على أنها ترتكب انتهاكات جسيمة ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ما يفرض على المجتمع الدولي القيام بواجبه لوقف جرائم الحرب التي تقترفها والعمل على إنهاء الحصانة. وعليه فإن مركز "الميزان" يطالب المجتمع الدولي بما فيه الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تحرك عاجل وفاعل لحماية المدنيين ووقف جرائم الحرب.

كما يطالب "ميزان" مدعي عام المحكمة الجنائية بالقيام فورا بالتحقيق في الجرائم التي تواصل ارتكابها قوات الاحتلال في قطاع غزة وتلك التي ارتكبتها منذ عام 2014.

التعليقات