02/01/2024 - 19:42

من هو صالح العاروري؟

حركة حماس تؤكد استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، في عملية اغتيال إسرائيلية استهدفته وآخرين من قيادات الحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ من هو القيادي البارز في حماس، صالح العاروري؟

من هو صالح العاروري؟

صالح العاروري (Getty Images)

أكدت حركة حماس اغتيال القيادي في الحركة، صالح العاروري، في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مساء اليوم، الثلاثاء، مع اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، العملية بـ"عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني".

وقالت الحركة إن الهجوم في الضاحية الجنوبية أدى كذلك لاستشهاد اثنين من قادة كتائب القسام، دون أن يتضح بعد هوية الشهداء في الضربة الإسرائيلية.

وبحسب الوكالة اللبنانية للأنباء، أسفرت الضربة التي نفذتها مسيّرة إسرائيلية واستهدفت مكتبًا تابعًا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، عن استشهاد 6 أشخاص وإصابة 11 آخرين.

ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال قيادات فلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من هو صالح العاروري؟

وتشير التقارير إلى إن دور العاروري في حركة حماس أصبح أكثر بروزا من مجرد شغله لمنصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية.

فبالإضافة إلى استمراره في لعب دور في كتائب القسام، أمضى العاروري سنوات في المساعدة في إعادة بناء المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما تنسب له سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا للتقارير، فإن العاروري يعمل كمساعد رئيسي لإسماعيل هنية، وخاصة في ما يتعلق بعمليات التواصل السياسي بين الحركة وإيران وحزب الله.

وولد العاروري بلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية عام 1966، وأصبح عنصرا أساسيا في أنشطة المقاومة في منتصف الثمانينيات في جامعة الخليل، حيث درس الشريعة الإسلامية.

العاروري

والتحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وقاد عام 1985 "العمل الطلابي الإسلامي" في جامعة الخليل.

ويدعي مسؤولون أمنيون في إسرائيل والولايات المتحدة، أن العاروري انضم إلى حماس بعد وقت قصير من تشكيلها في أواخر عام 1987 مع بداية "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".

ويضيف هؤلاء أن العاروري سرعان ما تدرج من كونه قائدا لكتلة طلابية داخل الحرم الجامعي إلى تأسيس كتائب القسام.

احتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلية العاروري وسجنته ثلاث مرات، رغم أنه واصل نشاطه في حماس حتى أثناء وجوده في سجن عسقلان الإسرائيلي.

وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 و1992، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة حماس.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 و1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.

وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.

وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.

وفي عام 2003، صنفت وزارة العدل الأميركية العاروري كـ"متآمر في قضية تتعلق بتمويل الإرهاب"، لارتباطه بثلاثة من نشطاء حماس في شيكاغو.

وتم وصف العاروري في لائحة الاتهام بأنه "قائد عسكري رفيع المستوى في حماس، تلقى عشرات الآلاف من الدولارات مقابل أنشطة عسكرية بما في ذلك شراء الأسلحة".

وعقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس.

وبعد إطلاق سراحه اضطر العاروري إلى الانتقال إلى العاصمة السورية دمشق، للانضمام إلى قيادة حماس في المنفى هناك.

العاروري وهنية

وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة حماس لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركة حماس اسم "وفاء الأحرار".

ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، بدأ العاروري في التحرك مرة أخرى، وأمضى بعض الوقت في تركيا.

في عام 2014، أعلن العاروري أن حماس مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في حزيران/ يونيو 2014 وشمل أسر وقتل إسرائيليين في الضفة الغربية، كان أحدهم مواطنا أميركيا إسرائيليا.

وفي أيلول/ سبتمبر 2015، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على العاروري بدعوى أنه عمل "كممول رئيسي وميسر مالي لخلايا حماس العسكرية".

وتقول الوثائق الأميركية المتعلقة بهذا الإجراء إن العاروري أدار العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية،

وفي التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2017، أعلنت حركة حماس انتخاب العاروري، نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة.

وانتقل العاروري بعدها إلى لبنان حيث لعب دورا فعالا في رأب الصدع الذي شاب العلاقات بين حماس وإيران على خلفية الثورة في سورية، وكذلك بدأ في إقامة علاقات أوثق مع حزب الله.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، عرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن العاروري.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية آنذاك، إن العاروري "يعيش حاليا بحرية في لبنان، حيث يقال إنه يعمل مع قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني".

بدورها، تدعي التقارير الإسرائيلية أن العاروري كان المنافس الأبرز ليحيى السنوار على قيادة حماس، وتنسب له السلطات الإسرائيلية، المسؤولية عن عمليات القسام ضد إسرائيل من لبنان وسورية، بما في ذلك إطلاق القذائف الصاروخية.

وتدعي إسرائيل أن العاروري كان المحرك الأكبر للتنسيق الوثيق بين حزب الله وحركة حماس، ودفع باتجاه تنفيذ عمليات مشتركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وكان العاروري يتعرض لحملة تحريض متواصلة في السنوات الأخيرة في الإعلام الإسرائيلي، وصلت إلى حد الدعوات العلنية لاغتياله، خصوصا مع تصعيد العلميات الفلسطينية ضد الاحتلال في الضفة المحتلة.

التعليقات