شارون يؤكد سياسته الاستيطانية ورفض اجراء اي تغيير في مكانة القدس

اسرائيل انشأت 3980 منزلا جديدا في مستوطنات الضفة الغربية منذ مطلع العام" * الوزيرة لفنات تطالب شارون باستغلال "شباك الفرص" لتوسيع الاستيطان في محيط القدس المحتلة وفي اريئيل*

شارون يؤكد سياسته الاستيطانية ورفض اجراء اي تغيير في مكانة القدس

اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، تمسكه بسياسة البناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ورفضه اجراء اي تغيير على الوضع السياسي للقدس التي قال انها "ستبقى عاصمة اسرائيل الى أبد الآبدين". واوضح شارون سياسته الاستيطانية هذه في اطار تصريحات ادلى بها، مساء امس، خلال لقاء انتخابي مع عشرات رؤساء ونواب رؤساء السلطات المحلية التي يديرها الليكود، مفندا بذلك معلومات متناقضة كانت قد وردت في بيان توسيع مستوطنة اريئيل وبناء 3000 وحدة سكنية فيها ، وهو ما كان اعلنه قبل ذلك، نائب وزير الامن الاسرائيلي، .


وقال شارون معقبا على جملة من التصريحات المتناقضة التي تبادلها وزراء ونواب وزراء حكومته، امس، بشأن  توسيع مستوطنة أريئيل ، انه "لا يجب الحديث وانما البناء، ونحن نبني دون ان نتحدث".


ويدخل تصريح شارون هذا في اطار المنافسة التي يشرف على خوضها في الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب الليكود، حيث يسعى الى استعادة هيبته كأب شرعي للاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية ان شارون يعرف بأن فرص نجاته في الانتخابات الداخلية المقبلة لليكود يتعلق بتمرير رسالة واضحة تحدد موقفه من الاستيطان، خاصة بعد انهيار هيبته في اوساط اليمين المتطرف والمستوطنين اثر تنفيذ خطة اخلاء قطاع غزة.


ومن الواضح ان شارون ينهج اسلوبين من العمل، فهو يؤكد سياسته الاستيطانية خلال لقاءات مغلقة و ضيقة مع نشطاء حزبه، لضمان دعمهم له، بينما يحذر من الادلاء بتصريحات علنية اتقاء لغضب اميركي خاصة عشية زيارته المرتقبة الى نيويورك، منتصف الشهر الجاري، والتخريب على المساعي التي يبذلها الرئيس الاميركي لدعمه دوليا، من خلال مطالبة العالم بالامتناع عن الضغط عليه في هذه الفترة السياسية الحرجة التي يواجهها داخل حزبه.  


وكانت صحيفة اميركية قد نشرت امس الأول ان الرئيس الاميركي، جورج بوش سيوجه رسالة بهذا الصدد الى قادة العالم خلال افتتاح الدورة الجديدة للامم المتحدة. 


 وكان مكتب شارون قد ادعى في بيان رسمي، مساء امس، انه لا علم له بالانباء التي تناقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية، بشأن بناء 3000 وحدة في اريئيل، بينما اكد قرار الحكومة الذي صداق على بناء  117 وحدة سكنية جديدة في المستوطنة.
 
وزعم متحدث باسم شارون "لا علم لمكتب رئيس الوزراء ووزارة الأمن على الاطلاق بالموافقة المزعومة على بناء ثلاثة الاف وحدة سكنية في اريئيل ولا نعرف حقا من اين جاء هذا الرقم."

وكان مسؤولون في بلدية مستوطنة اريئيل قد اكدوا امس ان الحكومة الاسرائيلية صادقت على مخطط البناء في المستوطنة.

واكد المسؤولون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تدخل شخصيا من خلال ازالة عوائق امام اقرار المخطط في دوائر التخطيط والبناء الاسرائيلية.

وتقول حركة "سلام الآن" الاسرئايلية ان اسرائيل قامت، منذ مطلع العام الجاري، ببناء 3980 وحدة اسكان جديدة في المستوطنات.

وكانت العديد من المواقع الاخبارية الالكترونية في اسرائيل، قد تناقلت، امس، تصريحات بويم الذي دعا الى "احكام القبضة الاسرائيلية على الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية". مشيرا الى قرار بناء 3000 وحدة اسكانية في اريئيل.

وحظي تصريح بويم هذا بدعم من قبل وزيرة المعارف ليمور لفنات التي اجتمعت امس برؤساء المستوطنات المحيطة بالقدس الشرقية المحتلة وناقشت معهم مخطط اسرائيل توسيع الاستيطان خاصة في المنطقة الممتدة بين مستوطنة معاليه ادوميم والقدس المحتلة، بهدف منع التواصل الفلسطيني بين القدس والضفة الغربية.

وحسب ما نقلته "يديعوت احرونوت" عن بيني كشريل، رئيس مجلس مستوطنة معاليه ادوميم فان مخطط البناء المكنى "إي -1" بات جاهزا وحصل على كل التراخيص المطلوبة الا ان شارون لا يعطي الضوء الاخضر للبدء بتنفيذه.

وفي تصريحات ادلت بها لفنات، صباح اليوم، للاذاعة الاسرائيلية، دعت شارون الى استغلال ما اسمته "شباك الفرص" المساند لاسرائيل بعد تنفيذ فك الارتباط، واتخاذ القرار الذي تعتبره "سيحافظ على القدس ويعزز البناء من حولها".

وقالت ان على اسرائيل مواصلة البناء حتى لو واصلت الولايات المتحدة معارضة تنفيذ المخطط "إي -1". وادعت ان اسرائيل دفعت ثمنا باهظا من خلال خطة فك الارتباط ويجب ان يكون المقابل لذلك توسيع البناء في معاليه ادوميم دون أن تتعرض اسرائيل الى اي ضغط اميركي.

ولا يخفي شارون رسميا دعمه لتوسيع الاستيطان في اريئيل ومعاليه ادوميم، وهما من المستوطنات التي تسميها اسرائيل كتل استيطانية كبرى، واعلنت مرارا انها لن تتنازل عنها في اي اتفاق مع الفلسطينيين وستعمل على ضمها اليها. وتحظى سياسة الاستيطان في هذه الكتل بدعم رسمي اميركي عبر عنه بوش في رسالة الضمانات التي سلمها لشارون في نيسان 2004 خلال قمة واشنطن التي جمعته بشارون.

التعليقات