خلال الحرب: إسرائيل استهدفت مبنى المكتبات العامّة وأعدمت آلاف الوثائق التاريخيّة

"الاحتلال قام بإعدام آلاف الوثائق والكتب التاريخيّة بتوجيه ضربات مباشرة للمكتبة التابعة لبلديّة مدينة غزّة"، مبيّنًا أنّ "الاحتلال يمارس أبشع الجرائم في حقّ الثقافة الفلسطينيّة"...

خلال الحرب: إسرائيل استهدفت مبنى المكتبات العامّة وأعدمت آلاف الوثائق التاريخيّة

آثار الدمار إثر القصف الإسرائيليّ على غزّة (Getty)

خلال الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزّة، استهدفت المكتبة الرئيسيّة، والتي تحتوي على وثائق وكتب تاريخيّة، ويعتبرها سكّان المدينة ذاكرة البلاد وحاضرها.

ووفقًا لشهود عيان، تعمّدت إسرائيل خلال الحرب "تدمير مبنى المكتبات العامّة بشارع الوحدة وسط المدينة، وإعدام الوثائق والكتب التاريخيّة في مختلف العلوم".

متحدّث بلديّة مدينة غزّة حسني مهنّا، اعتبر في تصريحات أنّ هذا الاستهداف "يحمل آثارًا خطيرة على الثقافة والتراث والتاريخ، ويستدعي تدخّلًا من المؤسّسات الثقافيّة واستنكارًا دوليًّا للحفاظ على التراث الثقافيّ والتاريخيّ للقطاع".

وأضاف: "هدف العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة نشر الجهل في المجتمع، ويظهر ذلك بوضوح من خلال استهداف أكبر المكتبات".

وأوضح مهنّا أنّ "الهدنة الإنسانيّة كشفت عن إعدام الاحتلال للوثائق والكتب التاريخيّة في مختلف المجالات الإنسانيّة والطبيعيّة".

وأردف: "الاحتلال استهدف مبنى المكتبة الّذي تحوّل إلى ركام بفعل القصف، مسبّبًا حرق وإعدام آلاف الكتب والعناوين والوثائق الّتي توثّق تاريخ المدينة وتطوّرها".

وتابع: "الاحتلال قام بإعدام آلاف الوثائق والكتب التاريخيّة بتوجيه ضربات مباشرة للمكتبة التابعة لبلديّة مدينة غزّة"، مبيّنًا أنّ "الاحتلال يمارس أبشع الجرائم في حقّ الثقافة الفلسطينيّة".

وشدّد مهنّا على أنّ إسرائيل "تسعى إلى إعدام كلّ جزء من التاريخ الفلسطينيّ".

كما كشف عن أنّ "الاحتلال دمّر أيضًا مركز رشاد الشوا الثقافيّ، الّذي يعتبر أحد أقدم المباني الثقافيّة في فلسطين".

وعليه، دعا المسؤول الفلسطينيّ منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" إلى التدخّل وحماية المراكز الثقافيّة.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيليّة ضدّ قطاع غزّة في 7 أكتوبر الماضي، تسبّب القصف المتواصل في تدمير 103 مقرّات حكوميّة في القطاع، بينها 266 مدرسة، 67 منها خرجت عن الخدمة، وفق إحصاء رسميّ، صدر مساء الإثنين.

وكانت عدّة منظّمات دوليّة أعربت عن قلقها جرّاء استهداف المدارس وتحوّل بعضها إليّ مراكز للنزوح، وتداعيات ذلك على المستقبل التعليميّ لأطفال قطاع غزّة بعد الحرب.

ويقدّر عدد أطفال غزّة المقيّدين بالمدارس بأكثر من مليون و338 ألفاً، وفق إحصاء نشره الجهاز المركزيّ للإحصاء الفلسطينيّ للعام الدراسيّ 2020-2021.

ويشهد قطاع غزّة منذ صباح الجمعة، هدنة إنسانيّة مؤقّتة استمرّت 4 أيّام وأعلن الاثنين تمديدها ليومين إضافيّين تتضمّن وقفًا لإطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، بموجب وساطة قطريّة مصريّة أمريكيّة.

ومنذ 7 أكتوبر تشنّ إسرائيل حربًا على القطاع خلّفت دمارًا هائلًا في البنية التحتيّة وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيّين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن كارثة إنسانيّة غير مسبوقة، وفقًا لمصادر رسميّة فلسطينيّة وأمميّة.

التعليقات