مستشفى "الأمل"... الملجأ الأخير لنازحين جنوبي قطاع غزة

في ظل معاناتهم من ظروفهم المعيشية الصعبة، يلجأ الفلسطينيون إلى المستشفيات والمدارس للشعور بالأمان والحماية من القصف والغارات الإسرائيلية؛ نازحون يتحدثون عن تجربتهم في النزوح هربا من غارات الاحتلال التي تستهدف بلدات وأحياء شرق خانيونس.

مستشفى

(Getty Images)

لم تجد الأم الفلسطينية مها علوان مكانا آخر تلجأ إليه مع أطفالها كخيار أخير إلا أحد ممرات قسم الولادة في مستشفى "الأمل" في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، بعد وصول الدبابات الإسرائيلية إلى محيط منزلها.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في تلغرام

وتفترش علوان، وهي شابة بعمر الثلاثين، مع أطفالها الثلاثة زاوية صغيرة بقسم الولادة في المستشفى التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وطلبا للأمان من القصف الإسرائيلي الكثيف على مدينة خانيونس لجأت المئات من العوائل الفلسطينية إلى مستشفى "الأمل" ليتحول إلى ملجأ جديد للنازحين الفلسطينيين رغم مساحته الصغيرة.

نزوح متكرر

وتروي الأم الفلسطينية "أسكن في بلدة خزاعة شرق خانيونس ونزحت لمنزل أقارب زوجي في وسط المدينة بعد أن طالبنا الجيش الإسرائيلي بإخلاء منازلنا وبدأ بقصفها".

وتضيف "بعد ثلاثة أيام من إقامتنا في منزل أقارب زوجي بدأ القصف يشتد في محيط المنزل ما اضطرنا للقدوم إلى مستشفى الأمل بحثا عن الأمان".

وتعيش علوان مع أسرتها ظروفا معيشية قاسية في مستشفى "الأمل" فهي لا تستطيع أن تعد الطعام للأطفال ولا الخبز وتكتفي بإطعامهم قليلا من التمر والجبن والبسكويت.

وهذه الأنواع من الأطعمة يحصل عليها الفلسطينيون بصعوبة وبأسعار مرتفعة للغاية فالأسواق مغلقة وإسرائيل تدخل مساعدات إلى القطاع بشكل محدود للغاية، كما تقول الفلسطينية علوان.

لا مأوى

وفي ركن آخر من ممرات مستشفى "الأمل" كانت الشابة الفلسطينية سمر رشيد، تبحث عن قليل من المياه لتروي ظمأها بعد رحلة طويلة قطعتها سيرا على الأقدام من منزلها شرق خانيونس إلى المستشفى وسط المدينة.

وتقول الشابة العشرينية رشيد، بعد أن عثرت على زجاجة مياه: "لا كلمات لدي تعبر عما يحدث. كما تشاهدون نحن الآن بلا مأوى لا أدري أين سأنام هذا الممر بالمستشفى مليء بالنازحين".

وتضيف رشيد: "مررنا بأيام قاسية منذ بداية الحرب ولكن يبدو أننا سنواجه ما هو أصعب خلال الأيام القادمة فهنا لا يوجد طعام ولا مكان للنوم ولا نملك حتى أي أغطية تقينا من برد الشتاء".

فسحة أمل

ويركض الأطفال في ممرات مستشفى "الأمل" في محاولة للبحث عن فسحة يرفهون فيها عن أنفسهم في ظل الظروف القاسية والمعقدة التي يعيشون فيها.

وكان هؤلاء الأطفال يلعبون لعبة شعبية تحمل اسم "شريدة" وتقوم قوانينها على أن يركض الجميع ويبقى طفل واحد يلاحقهم حتى يمسك بأحدهم ليبدأ الأخير بملاحقة الجميع وهكذا حتى يصابوا بالإرهاق.

ابتسامة بريئة

وفي مشهد آخر كانت طفلة فلسطينية لا تتجاوز التسع سنوات تجر شقيقها على مقعد متحرك بأحد ممرات قسم الاستقبال في المستشفى.

وعندما وصلتها الكاميرا رفعت الطفلة علامة النصر بيدها مع رسم ابتسامة رقيقة على وجهها البريء الذي واجها أياما قاسية طويلة قبل وخلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من شهرين.

ومع معاناتهم من ظروفهم المعيشية الصعبة، يلجأ الفلسطينيون إلى المستشفيات والمدارس للشعور بالأمان والحماية من القصف والغارات الإسرائيلية.

ولكن الجيش الإسرائيلي قصف منذ بداية حربه على القطاع العديد من المدارس والمستشفيات ما أوقع مئات القتلى والجرحى في صفوف النازحين.

وتواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية والآليات المدفعية قصفها المكثف على مناطق قطاع غزة وتركزه على مخيم جباليا (شمال) وخانيونس (جنوب) وحي الشجاعية وحي التفاح شرق مدينة غزة، شمالي القطاع.

التعليقات