استشهاد المدنيين بالرشيد: استخراج شظايا ورصاصًا من أجساد المصابين

صباح الخميس، أطلقت القوّات الإسرائيليّة النار تجاه تجمّع للفلسطينيّين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار النابلسي" جنوب مدينة غزّة...

استشهاد المدنيين بالرشيد: استخراج شظايا ورصاصًا من أجساد المصابين

طفل فلسطيني يجمع الطحين المتناثر بعد "مجزرة الطحين" (صورة شاشة)

استخرجت الطواقم الطبّيّة بمستشفى "كمال عدوان" بمدينة بيت لاهيا شماليّ غزّة، شظايا ورصاصًا من أجساد المصابين في "مذبحة الطحين" الّتي ارتكبتها قوّات الجيش الإسرائيليّ ضدّ تجمّع لمواطنين في أثناء انتظارهم مساعدات إنسانيّة قادمة من جنوب القطاع.

وسجّلت كاميرا الأناضول مشاهد لطواقم المستشفى في أثناء قيامهم باستخراج الشظايا والرصاص الحيّ من أجساد المصابين الّذين افترشوا الأرض.

وصباح الخميس، أطلقت القوّات الإسرائيليّة النار تجاه تجمّع للفلسطينيّين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار النابلسي" جنوب مدينة غزّة، وفق المكتب الإعلاميّ الحكوميّ بغزّة، ما أدّى إلى مقتل 112 شهيدًا وإصابة 760.

وتظهر المشاهد مسعفي المستشفى في أثناء تقديمهم الرعاية الطبّيّة لعشرات المصابين في أروقة المستشفى وبجوارهم أفراد عائلاتهم. وفي أحد المشاهد، عرض أحد المسعفين للكاميرا جزءًا من رصاصة استخرجها من قدم أحد المصابين الشباب.

وفي وقت سابق، قال مدير عامّ المكتب الإعلاميّ الحكوميّ بغزّة إسماعيل الثوابتة، للأناضول، إنّ مواطنين "استشهدوا نتيجة إصابتهم المباشرة بالرصاص الّذي أطلقه جيش الاحتلال والقذائف عليهم بشكل مباشر". وأوضح أنّ إصابات الجرحى "تؤكّد أنّهم أصيبوا بالرصاص المباشر".

وأكّد أنّ "الاحتلال ارتكب هذه المجزرة المروّعة على شارع الرشيد، وقتل خلالها أكثر من 112 شهيدًا، وأصاب المئات من الجرحى الّذين كانوا يبحثون عن لقمة العيش وعن كيس طحين، حيث يتعرّضون إلى حرب تجويع منذ 146 يومًا".

وزعم الجيش الإسرائيليّ في منشور سابق عبر منصّة "إكس"، أنّ "حشودًا فلسطينيّة قاموا باعتراض الشاحنات ونهبها؛ ممّا تسبّب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس"، وهو ما تكذّبه مشاهد مصوّرة عديدة من المكان.

ومساء الخميس، نفى المكتب الإعلاميّ الحكوميّ بغزّة "المزاعم الكاذبة" للجيش الإسرائيلي. وأوضح المكتب في بيان اطّلعت عليه الأناضول أنّ "الاحتلال (الإسرائيليّ) ارتكب هذه المجزرة الفظيعة ولديه النيّة المبيّتة لإيقاع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى".

وأشار إلى أنّ استخدام الجيش الإسرائيليّ "للرصاص الحيّ وقذائف محرّمة دوليًّا بشكل مقصود تجاه المدنيّين، بدا واضحًا على أجساد الشهداء والجرحى".

وجرّاء الإبادة الجماعيّة التي ترتكبها إسرائيل منذ أشهر في غزّة، والحصار المفروض على الأهالي، بات سكّان غزّة لا سيّما محافظتي غزّة والشمال في مجاعة، في ظلّ شحّ شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليونيّ فلسطينيّ من السكّان القطاع الّذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، تشنّ إسرائيل حربًا مدمّرة على قطاع غزّة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيّين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانيّة غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتيّة، الأمر الّذي أدّى إلى مثول تلّ أبيب أمام محكمة العدل الدوليّة بتهمة "الإبادة الجماعيّة".

التعليقات