معاناة النازحين في رفح.. رحلة البحث عن الأمان المفقود

يعاني النازحون من نقص في الأغطية والملابس الثقيلة ووسائل التدفئة التي يحتاجونها في مواجهة الأجواء الشتوية وظروف الطقس الصعبة، مما يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية وتعقيدها.

معاناة النازحين في رفح.. رحلة البحث عن الأمان المفقود

(أ ب)

تتجمع العائلات الفلسطينية النازحة في ساعات المساء من كل ليلة حول نيران أوقدوها بجوار خيام مؤقتة في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية، بحثًا عن الأمان المفقود في ظل استمرار حرب إسرائيلية مدمرة لا تعرف القيود ولا تلتزم بتحذيرات ولا بقانون إنساني.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ويعاني النازحون في مخيمات النزوح في رفح، أشد المعاناة في ظل البرد القارس والظلام القاتم، وتتجسد معاناتهم في مواجهة الظروف القاسية والتحديات الكبيرة.

وتعتبر رفح من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان مدينتي خانيونس وغزة ومحافظة شمال القطاع على النزوح إليها بذريعة أنها "منطقة آمنة".

ومع غروب الشمس، تبدأ الصعوبات والتحديات اليومية القاسية لهؤلاء النازحين، حيث يتسلل البرد القارس ببطء إلى داخل الخيام الصغيرة ويصيب أجسادهم التي تغطيها ملابس مهترئة أو خفيفة.

ويلتف النازحون حول النيران في محاولة يائسة لتدفئة أجسادهم المنهكة، فترتفع ألسنة اللهب الحمراء بين الظلام المُسيطر على المكان، لتوزع شيئًا من الدفء والأمل على العائلات النازحة.

ويعاني النازحون من نقص في الأغطية والملابس الثقيلة ووسائل التدفئة التي يحتاجونها في مواجهة الأجواء الشتوية وظروف الطقس الصعبة، مما يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية وتعقيدها.

ويتشارك النازحون وأطفالهم أثناء جلوسهم حول النيران المتلألئة، أطراف الحديث والضحكات الخافتة في محاولة لنسيان مرارة الظروف القاسية والمخاوف الشديدة.

وتبحث العائلات في أعين بعضها البعض عن ضالة من الأمل في هذا الواقع المرير، ويحاولون جاهدين تقديم الدعم المعنوي والنفسي لبعضهم البعض.

ولا تغادر طائرات الاستطلاع الإسرائيلية الأجواء، مما ينشر مشاعر الخوف والتوتر في أوساط النازحين داخل المخيمات.

ويزداد القلق من إمكانية شن عملية عسكرية برية في رفح مع تصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية.

ويحلم النازحون بوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة وانتهاء هذا الكابوس المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والعودة إلى منازلهم أو مناطقهم السكنية.

ويعبر ناصر الخطيب (46 عاما)، الذي نزح من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة برفقة عائلته 8 أفراد، عن وضعه قائلا "خرجنا من منزلنا دون ملابس ثقيلة والأوضاع صعبة ومأساوية، مما دفعنا لإشعال النيران لتدفئة أطفالنا".

ويضيف "البرد شديد ولا خيار لدينا سوى موقد النار".

ويشير إلى أنهم يعانون كما الآلاف من النازحين في قطاع غزة من نقص الأموال والغذاء.

ويشارك فايز حسنين (41 عاما) من سكان مدينة غزة الذي نزح لمدينة رفح، الصعوبات قائلا "عائلتي 6 أفراد ولا أملك أغطية وفراش يكفينا داخل الخيمة، لذلك نلجأ لتدفئة أنفسنا في نيران الخشب والكرتون".

ويضيف "نتمنى أن تنتهي الحرب ونعود لبيوتنا سالمين، أرهقتنا أيام الحرب ولا نعرف مصيرنا بعد".

ولفت إلى أنه وعائلته يجلسون في ساعات المساء أمام خيمتهم، يتسامرون ويضحكون قليلا لنسيان آلام خلفتها الحرب في ظل اشتعال نيران الموقد.

التعليقات