عزمي بشارة يردّ على التحريض: ما كنت سأنكر الإسهام بالتوصّل إلى هدنة لو كان صحيحًا

عقّب د. عزمي بشارة على ما تناقلته الصحافة الإسرائيليّة بأنّ "الخبر عبارة عن كذب صريح لا أساس له. لو كان صحيحًا لما أنكرته، فالإسهام في التوصّل إلى هدنة في غزّة ليس جريمة...".

عزمي بشارة يردّ على التحريض: ما كنت سأنكر الإسهام بالتوصّل إلى هدنة لو كان صحيحًا

المفكّر العربيّ الدكتور عزمي بشارة

في ظل الأجواء العدوانيّة - الانتقاميّة، انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيليّة في الأيام الأخيرة بتناقل "تقرير" غير مبنيّ على حقائق أو أدلّة نشره مراسل في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسيّة عن دور مزعوم قيل له، بأنّ المفكّر العربيّ عزمي بشارة يقوم فيه بمحادثات التهدئة ووقف حرب الإبادة على قطاع غزة، بعد أن أفردت صحيفة "ماكور ريشون" اليمينيّة صفحتين في ملحقها الأسبوعيّ، زعمت فيه أنّ بشارة "جرّ جنوب إفريقيا لتقديم دعوى ضدّ إسرائيل في محكمة العدل الدوليّة في لاهاي"، بشبهة ارتكاب جرائم إبادة جماعيّة ضد الشعب الفلسطينيّ، وأنّ ما قدّمته جنوب إفريقيا للمحكمة كان قد طرحه بشارة في محاضرة ودراسة له حول الحرب على غزة.

وذكرت التقارير الإسرائيليّة، نقلًا عن الصحيفة الفرنسيّة، أنّ "عزمي بشارة، مؤسّس التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ، الذي اتّهم بمساعدة حزب الله في حرب لبنان الثانية، شارك في المشاورات قبل قمة باريس بشأن صفقة تبادل الأسرى... وساهم في صياغة ردّ حركة حماس التي سلّمته للوسطاء بشأن مقترح باريس".

ووصل الأمر بصحافيّين إسرائيليّين إلى التحريض على اغتيال عزمي بشارة، الذي يدير المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسيات في العاصمة القطريّة، الدوحة، ومن بينهم مراسل سابق في "ًصوت إسرائيل" باللغة العربيّة، الذي نشر تقريرًا، ثمّ تدوينة في موقع "إكس" جاء فيها أنّ "عضو الكنيست السابق عزمي بشارة يقدّم المشورة لأمير قطر بشأن صفقة المختطفين. بشارة يعرف جيّدًا الجهاز السياسيّ في إسرائيل ونقاط ضعفه. مصادر سياسيّة أبدت غضبها من نشاطه، لكنّها أقرّت بأنّ إسرائيل لا تعتزم اغتياله".

وهذا تحريض واضح من "صحافيّ مُستعرب" و"محلّل الشؤون الشرق أوسطية"، يدعو بشكل غير مباشر إلى إثارة فكرة اغتيال مفكّر ومثقّف عربيّ من الأبرز عربيًّا، إن لم يكن الأبرز في هذه المرحلة، والذي أسّس وقاد حزبًا سياسيًّا لسنوات هو التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ.

وأبرزت وسائل إعلام إسرائيليّة رئيسيّة، مثل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة 12 الإسرائيليّة وصحيفتي "معاريف" و"يسرائيل هيوم"، والقناة 13، وهيئة البثّ الرسميّة، "التقرير الصحافيّ" من "لو فيغارو"، ونقلت أنّ بشارة قدّم المشورة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، وقيادة حماس في الدوحة، بشأن ردّها على "مقترح باريس الإطاريّ" لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة وصفقة تبادل الأسرى.

وقالت مصادر صحافية فرنسيّة لـ"عرب 48" إنّ الخبر في "لو فيغارو" نقله مراسل الصحيفة استنادًا إلى ما وصفته بالثرثرة.

تعقيب عزمي بشارة

وعقّب د. عزمي بشارة على ما تناقلته الصحافة الإسرائيليّة والتحريض على قتله، بأنّ "الخبر عبارة عن كذب صريح لا أساس له. لو كان صحيحًا لما أنكرته، فالإسهام في التوصّل إلى هدنة في غزّة ليس جريمة. عمومًا، لا أردّ على الشائعات، خصوصًا تلك التي لا تستحقّ الرد لسخافتها. ولكنّ امتناعي عن الردّ، يستغلّ في بعض الحالات من جانب أطراف مغرضة، لا سيّما في أجواء الهستيريا الإعلاميّة الحربجيّة. ولهذا، يمكنكم اعتبار هذه الردّ تكذيبًا لما جاء في لو فيغارو وما نقل عنها في الصحف الإسرائيليّة".

التعليقات