مقترح حماس لإنهاء الحرب: صفقة شاملة تتضمن هدنة لـ5 سنوات... ماذا عن سلاح المقاومة؟

وفد حماس يعرض في القاهرة مقترح صفقة شاملة: وقف الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل مقابل الإفراج عن الأسرى، وضمانات دولية، وهدنة 5 سنوات تشمل رفع القيود عن الإعمار. الحركة ترفض أي صفقات جزئية أو نزع للسلاح.

مقترح حماس لإنهاء الحرب: صفقة شاملة تتضمن هدنة لـ5 سنوات... ماذا عن سلاح المقاومة؟

من بيت لاهيا (Getty Images)

أجرى وفد رفيع المستوى من حماس محادثات في العاصمة المصرية القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، ومسؤولي ملف الوساطة، استهرض خلالها رد الحركة المفصل على المقترح الذي تسلمته قبل أسبوع للتهدئة في قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأعلنت حماس أن وفد قيادتها برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة، محمد درويش، غادر العاصمة المصرية القاهرة، عقب محادثات ومشاورات مكثفة مع المسؤولين المصريين. وأوضحت الحركة، في بيان، أن المحادثات تناولت الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بالإضافة إلى بحث كافة القضايا ذات الصلة.

وأضافت أن وفدها استعرض رؤية الحركة للوصول إلى صفقة شاملة تشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والإغاثة، وإعادة الإعمار، مشيرة إلى التوافق على بذل المزيد من الجهود ومواصلة التواصل لإنجاح المساعي المبذولة بهذا الصدد.

كما ناقشت المباحثات، بحسب البيان، الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة في ظل الحصار المشدد منذ شهرين، ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية، مؤكدة ضرورة التحرك العاجل لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع.

ووفقًا لمصادر مصرية تحدثت في وقت سابق لصحيقة "العربي الجديد"، حمل وفد حماس معه إلى القاهرة مقترحًا بديلاً يتضمن صفقة شاملة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والجثامين المحتجزة لدى المقاومة الفلسطينية، إلى جانب إعلان إنهاء الحرب بشكل كامل، مع الاتفاق على انسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة ضمن جدول زمني قصير بضمانات محددة من الولايات المتحدة والدول الوسيطة، لا سيما مصر وقطر وتركيا.

ويتضمن المقترح الذي عرضه وفد حماس هدنة لمدة خمس سنوات، يتم خلالها رفع كل القيود على عملية إعادة الإعمار. كما يشمل ضمانات تتعلق بعدم استخدام سلاح المقاومة خلال فترة الهدنة طالما التزمت إسرائيل بالاتفاق، مع وقف عملية إعادة تأهيل البنية العسكرية في المناطق الحدودية، بما في ذلك الأنفاق الهجومية.

وأشارت المصادر إلى أن التصور المطروح ينص أيضًا على ابتعاد حماس بشكل كامل عن إدارة الشأن المدني في القطاع، بما يشمل الشرطة، التي ستخضع لإشراف لجنة إدارة مؤقتة برعاية مصرية، مع تدريب كوادرها ومراجعة ملفاتها. وفي ما يتعلق بملف إعادة الإعمار، عبّر الوفد عن ترحيبه بالخطة المصرية المعتمدة من الجامعة العربية، التي تقضي بترميم الدمار خلال فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات دون خلافات سياسية أو فنية مع أي طرف.

من جهة أخرى، كشف مصدر مصري مطلع أن المشاورات الجارية تشمل البحث في آلية لتوزيع المساعدات الإنسانية على سكان القطاع، في محاولة لسد ذرائع الحكومة الإسرائيلية بشأن منع دخولها. وأوضح المصدر أن المقترحات قيد الدراسة تشمل إشراف شركة أمنية أميركية سبق أن شاركت في مراقبة وقف إطلاق النار في 17 كانون الثاني/ يناير الماضي، إضافة إلى إشراك هيئة قبلية أو عشائرية مستقلة عن حماس والفصائل لتولي مهمة توزيع المساعدات العاجلة.

وفي السياق ذاته، قال مصدر قيادي في حركة حماس للصحيفة إن الحركة تلتزم بـ"لاءات" واضحة في المفاوضات، وهي: لا لنزع سلاح المقاومة، ولا للصفقات الجزئية التي تفتقر لضمانات حقيقية. وأوضح أن هذا الموقف جاء بإجماع كل فصائل المقاومة في الميدان، مشيرًا إلى أن تأخر وصول وفد الحركة للقاهرة كان مرتبطًا بترتيبات لوجستية واتصالات مكثفة بين القيادات السياسية والعسكرية في غزة.

وأكد القيادي أن حماس تبدي مرونة فيما يتعلق بترتيبات إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، مع التشديد على الحفاظ على الثوابت الوطنية.

وكان وفد قيادة حماس قد وصل إلى القاهرة فجر السبت، برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي للحركة، وعضوية كل من خالد مشعل، خليل الحية، زاهر جبارين، ونزار عوض الله. وأفادت الحركة في بيان بأن وفدها بدأ لقاءاته مع المسؤولين المصريين لمناقشة رؤية الحركة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، إضافة إلى ملف تبادل الأسرى ضمن صفقة شاملة تشمل الانسحاب الكامل من غزة وإعادة الإعمار.

التعليقات