في سجن "تلموند" يعذّبون الأسيرات بالمسّ الكهربائي!

أداة المس الكهربائي تشبه جهاز اللاسلكي... ويتم وضعها على الجسد، ومن ثم يتم الضغط على الكبسة الجانبية، فيصدر عنها صوت صفير. ثم يدخل الشخص في غيبوبة تستمر نصف ساعة!

في سجن
أكدت محامية "جمعية أنصار السجين"، سناء الحرباوي، على أنّ إدارة سجن "تلموند" صعّدت في الآونة الأخيرة من ممارساتها القمعية بحق الأسيرات الفلسطينيات، موضحةً أنّ إدارة سجن "تلموند" باتت تفرض على الأسيرات العقوبات اليومية، من دون اعتبار لكافة حقوق الإنسان التي كفلتها الأعراف والمواثيق الدولية.

وأشارت المحامية الحرباوي إلى أنه وفي آخر زيارة لها لسجن "تلموند" داخل الخط الأخضر، يوم الأربعاء التاسع من الشهر الجاري، إلتقت بممثلة الأسيرات هناك، قاهرة السعدي من مخيم جنين، وهي أم لأربعة أطفال ومحكومة بالسجن المؤبد ثلاث مرات، حيث أفادت بأنّ إدارة سجن "تلموند" تفرض كل يوم على الأسيرات العقوبات المختلفة بسبب ومن دون سبب.

وكان آخر هذه العقوبات المسّ الكهربائي بحق الأسيرة عبيدة عودة، والتي تعاني من أوضاع نفسانية سيئة.

ووصفت السعدي طريقة التعذيب قائلة بأنها "أداة تشبه جهاز اللاسلكي، لها كبسة على طرفها وأنبوب بلاستيكي على طرفه الأعلى أسلاك أو قطعة نحاسية مكشوفة، ويتم وضع هذه الأداة على الجسد، ومن ثم يتم الضغط على الكبسة الجانبية، فيصدر عنها صوت صفير. ثم يدخل الشخص في غيبوبة تستمر نصف ساعة، ومن ثم يستيقظ صارخًا خائفًا ولا يقوى على الحركة لأيام"!

وأشارت المحامية إلى أنّ الأسيرة عبيدة عودة تقبع في العزل منذ فترة طويلة وتتعرض باستمرار للاستفزازات من جانب السجانين، في محاولة منهم لتحطيمها. وقبل أيام قامت بتشطيب وجهها بالشفرات من شدة ما تعرضت له من ضغوطات وعقوبات!

وعلى نفس الصعيد أبلغت الإدارة الأسيرات بأنّ هناك عقوبة لكل أسيرة لا تقف في فترة العدد اليومي حتى ولو كانت مريضة ولا تقوى على الوقوف، وهذه العقوبات هي: العزل لمدة يوم، أو المنع من زيارة الأهل لمدة شهرين، أو دفع مبلغ 400 شيكل يخصم من حساب "الكانتينا" الخاص بالأسيرات. كما أنّ أية أسيرة لا تقف لمدير السجن يوم الخميس، أثناء جولته المعتادة، تتعرض لنفس العقوبات، وإذا رفعت إحدى الأسيرات صوتها بحضرة السجان فإن نفس العقوبة تفرض عليها.

وذكرت الحرباوي أنّ من الأسيرات المعاقبات: نسرين طه، رابعة حمايل وعبيدة عودة، وجميعهنّ عوقبنَ بالعزل لفترات متفاوتة. كذلك الأسيرتان ثورة حمور وعبيدة أبو عيشة، حُرمتا من زيارة الأهل لمدة شهرين!

أما على صعيد الوضع الصحي فتقول الأسيرات للمحامية سناء الحرباوي إنّ الوضع يزداد سوءًا، من دون أي اهتمام يذكر من جانب الإدارة. ومن بين الأسيرات المريضات جدًا: الأسيرة أمل جمعة، وهي مريضة بالكلى وتعاني من كسور بأصابعها بالإضافة لدسك غضروفي يلزمها الفراش أحياناً كثيرة؛ الأسيرة سهاد أصلان، والتي تعاني من حروق بالغة قبل اعتقالها، وكانت تتلقى العلاج اللازم لذلك في الخارج إلا أنّ إدارة السجن لا توفر لها هذا الدواء بعد اعتقالها؛ الأسيرة عبيدة أبو عيشة، وهي تعاني من دِسك، وفقر دم، كما أنّ هناك انتفاخات تظهر على جلدها وتختفي، والعلاج المقدم لها أن تستمر بشرب الماء والأكمول.

وعلى صعيد آخر استكملت المحامية سناء الحرباوي زيارتها للأسيرات في سجن الرملة في العاشر من الشهر الجاري، والتقت بكلٍّ من الأسيرات: أيمان أبو خوصا، آمنة دراغمة وعريفة سليمان.

وأكدت الأسيرات للمحامية الحرباوي على أنّ إدارة سجن الرملة أيضًا تصعد ضدّهنَّ العقوبات وعددهن 23 أسيرة.

وذكرنَ أنّ الأسيرات في إحدى الغرف داخل السجن عوقبن بالكامل بالحرمان من الخروج للفورة لمدة ثلاثة أيام، وتضامنًا معهنّ لم تخرج باقي الأسيرات للفورة. وسبب هذه العقوبة كما تقول الأسيرات هو صراخ إحدى الأسيرات عندما سكبت على رجلها كوبَ نسكافيه ساخنًا. وتصادَف هذا الحادث في نفس يوم العملية التي حصلت في تل أبيب، وكنّ يشاهدن التلفاز، فأصرّت الإدارة على أنهن صرخن فرحًا بالعملية وليس كما يدعين.

التعليقات