42 عامًا وعائلة الأسير الشهيد أنيس دولة تبحث عن رفاته

في تموز/ يوليو عام 1980 انطلق إضراب الأسرى في سجن "نفحة"، من أجل تحسين شروط الحياة في المعتقل، وشارك بقية الأسرى من السجون الأخرى دعما وإسنادا وتضامنًا، وفي سجن عسقلان هوجم الأسرى بقسوة وعنف من سلطات السجن، واستمر الإضراب 33 يوما،

42 عامًا وعائلة الأسير الشهيد أنيس دولة تبحث عن رفاته

شقيق المفقود الشهيد يحمل صورة أنيس

في تموز/ يوليو عام 1980 انطلق إضراب الأسرى في سجن "نفحة"، من أجل تحسين شروط الحياة في المعتقل، وشارك بقية الأسرى من السجون الأخرى دعما وإسنادا وتضامنًا، وفي سجن عسقلان هوجم الأسرى بقسوة وعنف من سلطات السجن، واستمر الإضراب 33 يوما، وحقق إنجازات عظيمة، ولكن الثمن كان استشهاد المعتقلين علي الجعفري وراسم حلاوة وإسحق مراغة، وكان أنيس دولة يعاني من مرض القلب، الذي استمر معه منذ خاض إضراب عسقلان الشهير عام 1976 لمدة شهرين على فترتين.

في يوم 31 آب/ أغسطس 1980، قرر أنيس أن يخرج لساحة الفورة لممارسة الرياضة، لكنه سقط على الأرض مغشيا عليه، فحمله الأسير خالد الزبدة "أبو الوليد"، والأسير جودت قبها إلى عيادة السجن، فقام ممرض يدعى "آرمون" بوضع ماء الغرغرة في فمه وهو مغمى عليه، فكاد يختنق، ودخل السجان الذي كان حاقدا على أنيس، فطلب من المعتقلين المغادرة فورا، وإلا سيتهمهما بعرقلة عمل الممرض والتسبب بتعريض حياة أنيس للخطر، فغادرا المكان تحت تهديد السلاح، وبعد نصف ساعة أعلنوا وفاته.

أنيس مولود في قلقيلية في العام 1944، انضم لصفوف الثورة الفلسطينية في العام 1966، وتدرب على الأسلحة من خلال عمله كضابط احتياطي في معسكرات الجيش الأردني، في أعقاب هزيمة 1967، وشكّل مع الشهيد عمر القاسم خلايا فدائية، لتعزيز العمل العسكري في الضفة الغربية.

في أواخر 1968، فجر أفراد مجموعته مقر الحاكم العسكري في نابلس، واشتبك أنيس مع جيش الاحتلال للتغطية على انسحاب أفراد المجموعة التي عادت إلى الأردن، وأصيب برصاصة في ساقه واعتقل بعد مطاردته لعدة ساعات، في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1968.

وقبل أن يصدر بحقه حكم بالسجن أربعة مؤبدات، تعرّض أنيس لأبشع أنواع التعذيب من ضرب وحرمان من النوم وحبس في غرفة ضيقة وعزل في زنزانة انفرادية، والتعرض لموسيقى صاخبة وصدمات كهربائية، ونتج عن ذلك كله إصابته بضعف في عضلة القلب.

توفيت والدته عام 2010، وهي تحلم بضم رفاته وقراءة الفاتحة على قبره، وأوصت شقيقه حسن: أخوك أمانة في رقبتك.

ويقول شقيقه حسن دولة إن العائلة تقدمت بشكوى لمركز القدس للمساعدة القانونية، لتبقى قضيته حية، وقام المركز بنقل ملفه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، فردت إسرائيل في جلسة المحكمة التي عقدت عام 2010 بأن "الجثمان مفقود"، ما يؤكد احتمالية سرقة أعضائه أثناء التشريح، وهذا بحد ذاته جريمة حرب.

اثنان وأربعون عاما مرت، وما زالت عائلته في قلقيلية تبحث عن أية معلومة حول جثمانه، الذي فقدت آثاره بعد أن أغمي عليه في سجن عسقلان الإسرائيلي.

واعترفت سلطات الاحتلال بتشريح الجثمان عام 1982، بعد استشهاد أنيس المعلن بعامين، فأين كان طوال العامين؟

ويعتقد شقيقه أن الجثمان دُفن في ساحة السجن، أو نُقل إلى مكان ما، ويبدي خشيته من سرقة أعضاء من جسمه.

وقد أُغلق الملف من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2011، بحجة استنفاد كافة الوسائل لإيجاد الجثمان، وأصبح من الجثامين التي لا تعترف إسرائيل بوجودها.

التعليقات