إسرائيل تبحث عن "صورة نصر" يصعب التقاطها

الشارع الإسرائيلي بحاجة إلى صور من شأنها أن ترفع معنويات الإسرائيليين، وسط نشر دائم، وشبه يومي لصور الجنود الإسرائيليين في حالات الهزيمة والبكاء

إسرائيل تبحث عن

تبحث إسرائيل في هذه الأثناء، خلال العدوان الذي تشنه على قطاع غزة، عن شيء لا تملكه. إنها تبحث عن "صورة نصر"، في محاولة لرفع معنويات الشارع الإسرائيلي، وجنوده.

ويحتاج الشارع الإسرائيلي إلى صور من شأنها أن ترفع معنوياته، وسط نشر دائم، وشبه يومي لصور الجنود الإسرائيليين في حالات الهزيمة والبكاء، التي تنشرها المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على غزة. وينتشر العديد مثل هذه الصور في شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الرسمي، بعد أن بثتها المقاومة الفلسطينية من ميدان المعركة في قطاع غزة، ومن جنازات الجنود الإسرائيليين، بهدف التوثيق والتأريخ.

وأخذ مصطلح "صورة النصر" يخرج إلى الرأي العام بعد حرب لبنان الثانية في العام 2006. وبحثت إسرائيل كثيرا من أجل الحصول على "صورة نصر". واهتم بهذا الموضوع العديد من المستويات العسكرية والسياسية. وحتى أن إسرائيل أرسلت في إحدى المرّات قوة خاصة، من أجل رفع العلم الإسرائيلي في منطقة بلدة بنت جبيل، بهدف التصوير والانسحاب ليس أكثر من ذلك، بهدف تهدئة الشارع الذي كان لا يزال ينتظر إنجازات الحرب.

ويُذكر في هذا السياق، أن صورة لجثة لزعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، "صورة النصر" هذه كانت كفيلة بتهدئة الرأي العام الأمريكي. وحصول الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على "شرف الثأر" بعد قتل بن لادن، كان تأثيره على الأميركيين أكبر من الحرب الشاملة التي شنها سلفه جورج بوش على أفغانستان والعراق.

وكان حزب الله سباقا في نشر "صور نصر". وتمثل ذلك ببث صور العملية التي أُسر مقاتلو الحزب خلالها الجنديين الإسرائيليين، ومن ثم نشر العديد من الصور التي أبرزت تفاصيل هذه العملية، مثل صورة المركبة العسكرية الإسرائيلية ورفع علم المقاومة عليها. وتناقلتها العديد من وسائل الإعلام. لذلك كانت صور هذه العملية "صورة نصر". وأطلق في حينه شعار "لم تصوّرـ إذاً فلم تُقاتل"، ليدلّ على الأهمية الفائقة لمثل هذه الصور في تشجيع ورفع معنوية الحاضنة الشعبية، وإنهاء الحرب في بعض الأحيان.
 

والآن، تبحث إسرائيل جاهدة عن "صورة نصر" من العدوان على غزة، تكون كفيلة بأن تُعطي بعض الهدوء للشارع الإسرائيلي، بعد مقتل عشرات من جنودها، وعدم قدرتها على وقف إطلاق الصواريخ من القطاع. وصورة النصر هذه التي تبحث عنها إسرائيل، قد تكون كفيلة بما لم يستطع الجيش أن يقوم به.

وبغياب "صورة نصر" إسرائيلية، تنشر إسرائيل في هذه الأيام، صورا لمعتقلين فلسطينيين اختطفتهم من غزة، وهم حفاة وشبه عراة، يقتادهم الجيش الإسرائيلي إلى مراكز التحقيق في جنوب البلاد، ظناً منه أن مثل هذه الصورة قد تكون كفيلة بأن تكون "صورة نصر" تهدئ من روع الشارع الإسرائيلي.

التعليقات