مسؤول فلسطيني: ما يجري بين فتح وحماس معيب في ظل نكبة غزة

الناطق باسم فتح لموقع عرب 48: لا يجوز ان تبقى المصالحة حبرا على ورق * عوكل: يجب الخروج من دوامة التفخيخ * المناكفات هي محاولة للتملص من أي استحقاق على أرض الواقع

 مسؤول فلسطيني: ما يجري بين فتح وحماس معيب في ظل نكبة غزة

قال مسؤول فلسطيني كبير إن ما يجري بين حركتي فتح وحماس معيب في ظل ما تمر به غزة أثر العدوان وما نتج عنه من  كوارث.

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح خاص بموقع عرب 48 ان الوضع خطير وأنا ما يجري "عيب " في ظل اعتبار العالم لقطاع غزة منطقة منكوبة، مؤكدا في الوقت ذاته أن ما يجري من تصريحات ومناكفات عبر وسائل الإعلام حول المصالحة يدخل في إطار البحث عن أدوار وتحقيق المصالح فقط

من جهته قال الناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية أسامة القواسمي "نحن ذاهبون باتجاه وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالمصالحة مع حركة حماس على أرضية برنامج سياسي موحد، ووحدة وطنية حقيقية تشمل وحدة القرار والعمل الميداني معا".

وأضاف القواسمي في تصريح خاص بموقع عرب 48 أن حركة فتح ستطالب حماس بالانحياز والعمل الى حركة التحرر الوطني الفلسطينية لا إلى حركة الإخوان المسلمين.

وأضاف أن فتح ستبحث مع حماس بشكل صريح وواضح البرنامج السياسي الذي تم الاتفاق عليه مع كافة الفصائل وكافة القضايا العالقة وعلى رأسها الوحدة الوطنية بمفهومها الفلسطيني الواضح والبعيد عن كل المحاور الاقليمية.

وحول الالتزام بما تحقق في اتفاق الشاطئ قال القواسمي إن كل الاتفاقيات تؤكد ما أثرته وعلى حماس أن توافق على البرنامج السياسي وكل البرامج بما فيها المقاومة الشعبية ولا يجوز أن تبقى المصالحة حبرا على ورق، كما لا يجوز أن تبقى المصالحة جزءا من تكتيك حركة حماس ويبقى برنامجها بعيدا عن روح المصالحة والعمل الموحد.

وقال إن اعتداء حماس على الموظفين ومهاجمة البنوك وفرض الإقامات الجبرية وتوجيه اتهامات للقيادة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية ما جرى في قطاع غزة بعد  تشكيل حكومة الوفاق الوطني تدلل على أن حماس لا زالت تخضع لاجندات الإخوان المسلمين.

وأضاف القواسمي ان مشكلة الرواتب تم بحثها في اتفاق الشاطئ وهناك لجنة قانونية وإدارية تم تشكيلها، ولا يوجد أية دولة في العالم باستطاعتها أن تضيف 45 ألف موظف إلى موازنتها فما بالك لموازنة «سلطة تعاني»، وهذه القضية لا يمكن حلها عبر وسائل الإعلام  إنما وفقما تم الاتفاق عليه، وأن إثارة حركة حماس لهذه القضية يهدف إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وليس الامتثال لقوانين السلطة خاصة وأنها قبل تشكيل حكومة الوفاق عمدت إلى ترقية آلاف الموظفين ومنحتهم رتب ودرجات عالية، مشيرا إلى أن الرواتب تخضع لمعادلة دولية يمكن قبولها وإلا ستتعرض السلطة والحكومة الفلسطينية للحصار.

وأعرب الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل عن اعتقاده بأن الأمور لن تعود إلى ماقبل المصالحة مشيرا إلى أن ما يحصل من جدل  أمر طبيعي في ظل اعتقاد طرفي المصالحة  بان الأمور سهلة لحل المشكلات اللاحقة بعد توقيعهما لاتفاق الشاطئ.

الحرب كشفت عن العورات

وأضاف عوكل: هناك من يعتقد أن هناك عملية تفخيخ للمصالحة، وهناك من يعتقد أن هناك تصفية حسابات إلا أن الأمور الأساسية بعد اتفاق الشاطيئ الذي تركّز على تشكيل حكومة التوافق  يتم الكشف عنها اليوم بعد ان فضحتها وكشفت الحرب عن عورتها كالبرنامج السياسي والخيارات وموضوع المقاومة وسلاحها والمفاوضات مما يطرح تساؤلا: لماذا تجنبوا من البداية البحث في موضوع المقاومة ولماذا تجنبوا التطرق اليها؟

وأكد عوكل أن السلطة وحدها من ستسأل عن السلاح كونها وافقت على أسلحة  ضمن معايير أوسلو في ظل الحديث عن موضوع الرواتب.

وشدد على انه بدون نقاش عميق لكيفية بناء المؤسسة الفلسطينية لا يمكن لأية حكومة أن تعمل وتشتغل، أضف الى ذلك موضوع المنظمة وتفعيلها والشراكة السياسية والمعابر وإعادة الإعمار خاصة وأن هناك العديد من التعقيدات التي فرضتها الحرب مما زاد من الأعباء الملقاة على الحكومة، كل هذا مرتبط بالسلطة والسلطة ليس لديها استعداد لتكون شكلية في ظل سيطرة حماس على غزة.

وقال عوكل إن الطرفين وجدا أنفسهم اليوم أكثر من أي وقت أمام شروط المصالحة، وأن هذه المصالحة مرتبطة باطراف دولية وليست فقط بين الفلسطينيين، لذلك لا يمكن العودة الى ما قبل المصالحة، لكن هذه المصالحة ستحتاج إلى وقت طويل وإلى تقديم تنازلات للوصول إلى التقدم الحقيقي.

واعتبر أن ما يجري من تراشق إعلامي يجري لارتباطه فقط بالأدوار والشروط التي يريدها كل طرف، لكن الموضوع الأساسي ليس هو الاتهامات إنما الموضوع السياسي لذلك لا بد من برنامج سياسي متفق عليه  حول المقاومة والمفاوضات والشراكة  وإعادة بناء المؤسسة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

من جانبه، عقب  النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس، أحمد عطون  على أجواء المصالحة الأخيرة والتصريحات المتبادلة بين قياديي حركتي فتح وحماس  في حديث خاص بموقع عرب48 إن هناك ظلم للحقيقة عندما  تردد وسائل الإعلام والبعض بأن هناك تراشقا إعلاميا ومناكفات بين الطرفين من منطلق أن حماس ترى بأن الوحدة الوطنية هي الحاضنة لكل الفلسطينيين ويجب العمل على تعزيزها.

وأضاف كنا سعداء لما تراكم بعد تشكيل حكومة الوفاق وبعد الحرب على غزة وبعد تشكيل الوفد الموحد لمفاوضات القاهرة  اتجاه الوحدة الوطنية ، لكن ما نشهده أنه بالغرف المغلقة نسمع  عن أقوال وتصريحات وردية  وعند التطبيق على أرض الواقع  تختلف الأمور كليا.

وأكد بأنه لا يوجد مناص إلا أن نكون موحدين وفق الإرادة الشعبية والمطلوب من القيادة أن تحمل المطالب الفلسطينية الى إلمحافل الدولية .

وأضاف أن حالة المناكفات هي محاولة للتملص من أي استحقاق على أرض الواقع .خاصة أنه لا يوجد اي شيء مطروح سياسيا  ولا يوجد أي أفق سياسي. أنا اقول أن المفاوضات كانت ولا زالت محل خلاف ونزاع ولا أحد يختلف على ذلك  فيما المقاومة هي محل إجماع ولا أحد يختلف عليها وعلى القيادة احترام ارادة شعبها.

فتح في انتظار مصر

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الوطنية عزام الأحمد،  قال صباح اليوم إن فتح ما زالت بانتظار رد الاخوة المصريين على استضافة لقاءات الحوار مع حركة حماس.

وأكد الأحمد في تصريح له اليوم السبت أن موقفنا الثابت بأن تبقى مصر الراعية للمصالحة الفلسطينية بغض النظر عن موقفها من حركة حماس، وذلك لما فيه مصلحة لشعبنا وقضيته العادلة وباننا حريصون على تطوير وتعميق علاقات الاخوة المصرية الفلسطينية".

واستهجن الأحمد ما نسب إليه من اقوال (بأن مصر اعتذرت عن استضافة لقاءات الحوار بين حركتي فتح وحماس) وفق ما صرح به عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال، معتبرا ان هدف هذه الأقوال هو التخريب ووضع العراقيل امام الاجتماع المنتظر.

وكان نزال قد صرح بان القاهرة اعتذرت بشكل رسمي عن استضافة لقاءات الحوار بين حركتي حماس وفتح، بحسب ما تم ابلاغ الحركة به عن طريق عزام الأحمد مسؤوول ملف المصالحة بحركة فتح.

التعليقات