مؤتمر فلسطينيي أوروبا يساهمون في كسر الحصار ويستضيفون هنية

-

مؤتمر فلسطينيي أوروبا يساهمون في كسر الحصار ويستضيفون هنية
روتردام (هولندا) – أُعلن في هولندا أنّ رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية سيحضر مؤتمراً كبيراً يعقده فلسطينيو أوروبا في مدينة روتردام الهولندية، في تحرّك عملي من جانبهم لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وحكومته.

ومن المقرّر أن يكون رئيس الوزراء الفلسطيني أبرز ضيوف المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، الذي يستعدّون لعقده بالتزامن مع حلول ذكرى النكبة الفلسطينية، والذي تحضره أيضاً وفود وشخصيات من أنحاء أوروبا وخارجها علاوة على المشاركين من فلسطين ذاتها.

وأوضحت الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، أنّ المؤتمر الخامس من نوعه على التوالي سيستضيف رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وشخصيات فلسطينية بارزة، من بينها قيادات دينية إسلامية ومسيحية، خلال التئام المؤتمر في مدينة روتردام الهولندية، في الخامس من أيار (مايو) المقبل، تحت شعار "برغم البعد والآلام .. شعب واحد وحقّ ثابت".

ويشارك في أعمال المؤتمر الكبير آلاف الفلسطينيين، ضمن وفود ستحضره من كافة أنحاء القارة الأوروبية.
وتنظم هذا المؤتمر؛ الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني في لندن والمنتدى الفلسطيني في هولندا، بالاشتراك مع الجالية الفلسطينية والتجمع الفلسطيني وشبكة حق العودة في هولندا.

(تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الحكومة الهولندية استبعدت، في نبأ لاحق، أن تمنح رئيس الحكومة الفلسطينية، إسماعيل هنية، تأشيرة دخول إلى هولندا للمشاركة في المؤتمر)..
وعلى إثر النجاحات التي تحققت لمؤتمرات فلسطينيي أوروبا الأربعة السابقة؛ يستضيف مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس، شخصيات فلسطينية بارزة، من داخل أوروبا وخارجها، من بينها قيادات من داخل فلسطين، علاوة على مثقفين وكتاب وإعلاميين وفنانين وقادة رأي ومشاركون من شتى مواقع الشتات الفلسطيني.

كما تشارك في أعمال المؤتمر، الكثير من المؤسسات والجمعيات والاتحادات والروابط الفلسطينية من شتى أنحاء القارة الأوروبية، وسيواكب ذلك حضور واسع لوسائل إعلامية أكدت استعدادها لمتابعة أعماله، وبمشاركة شخصيات هولندية بارزة.

ويتقدم الشخصيات المشاركة في أعمال مؤتمر روتردام، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، والقيادي الديني الفلسطيني البارز أسقف سبسطية المطران عطا الله حنا، والنائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة، والوزير الفلسطيني السابق جودة مرقص، ووكيل وزارة المرأة الفلسطينية السيدة رحاب شبير، ورئيس المبادرة الإسلامية ببريطانيا محمد صوالحة، والناشط الحقوقي والخبير في شؤون الأسرى غسان صالح، ومدير مركز يافا للدراسات تيسير نصر الله، كما يستضيف المؤتمر الأكاديمي والبرلماني المغربي الدكتور المقرئ الإدريسي.

وأعلن المنظمون أنّ مؤتمر روتردام الذي سيلتئم في الخامس من أيار (مايو)، سيشتمل على إضافات نوعية في برامجه وأعماله، استكمالاً للنجاحات التي تحققت في المؤتمرات السابقة. إذ تشتمل أعمال المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا؛ على إقامة ندوات سياسية، وحلقات نقاش، وورش عمل، وفقرات إعلامية، فضلاً عن مشاركات ممثلي الوفود، علاوة على معارض مصاحبة، وفقرات فنية وشعبية.

ومن المنتظر أن يخرج المؤتمر الفلسطيني الكبير في روتردام بوثيقة ختامية تتضمن مقرّراته، وتعبِّر عن توجهات الفلسطينيين في القارة الأوروبية ومواقفهم إزاء عدد من الشواغل والقضايا، وفي مقدمتها قضية حق العودة والمفاصل الأخرى للقضية الفلسطينية كالقدس والتحرر من الاحتلال والأسرى والمستوطنات والجدار العنصري، بالإضافة إلى قضية مشاركة فلسطينيي أوروبا في العمل الفلسطيني العام وإعادة بناء منظمة التحرير وتفعيلها على أساس يحقق الشراكة الشاملة ويضمن تفاعل الوجود الفلسطيني حيثما كان في خدمة قضيته الوطنية.

وحسب برنامج المؤتمر؛ فسيكون لورش العمل الشبابية، وتلك الخاصة بدور المرأة الفلسطينية في أوروبا، علاوة على ورشة العمل عن القضية الفلسطينية باللغة الإنجليزية؛ أهمية خاصة ضمن أعماله. وسيجري وضع البيان الختامي للمؤتمر في ورشة عمل إضافية خلال المؤتمر، فضلاً عن اشتماله على لقاءات التنسيق والتشاور بين المؤسسات والتجمعات الفلسطينية على امتداد القارة الأوروبية.

وتشارك في المؤتمر فرقة روابي القدس للفنون الشعبية الفلسطينية، عبر لوحات فنية تتغنى بحق العودة، بينما ستُعرض خلال أعماله خمسة أفلام تسجيلية قصيرة تتناول قضايا العودة واللاجئين والقدس والأسرى والمستوطنات والجدار التوسعي الاحتلالي، ضمن أوسع عروض إعلامية من نوعها تتعلق بالقضية الفلسطينية وأبعادها، سواء عبر المواد المرئية أو المطبوعة أو المعارض المصاحبة.


وبدوره؛ أوضح ماجد الزير، مدير مركز العودة الفلسطيني، وهي المؤسسة التي بادرت انطلاقاً من مقرها في لندن، بإطلاق تجربة مؤتمرات فلسطينيي أوروبا وظلّت ترعى هذه المؤتمرات؛ أنّ انعقاد هذا المؤتمر الخامس في هولندا "يكتسب أهمية خاصة عبر سعي فلسطينيي أوروبا للإسهام في كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني"، معتبراً أنّ استضافة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وشخصيات بارزة قادمة من فلسطين تجسِّد هذا الإسهام.

وأضاف الزير في تصريح له بهذا الشأن قوله "يؤكد الفلسطينيون في الشتات الأوروبي مرة أخرى أنهم جزء من شعبهم الذي تجمعهم وإياه رابطة انتماء عضوية وثيقة، وهناك تأكيد على ضرورة تعزيز كافة الجهود في هذه المرحلة من أجل حماية الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وبضمنها حق العودة".

وكانت الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني في لندن والمنتدى الفلسطيني في هولندا، بالاشتراك مع الجالية الفلسطينية والتجمع الفلسطيني وشبكة حق العودة في هولندا، قد أعلنت أنّ مؤتمر روتردام ينعقد "انسجاماً مع مقرّرات مؤتمرات لندن وبرلين وفيينا ومالمو، وتأكيداً على تمسّك فلسطينيي أوروبا بحق العودة، ودعماً لصمود شعبنا الفلسطيني في الداخل، وتحقيقاً لمبدأ الوحدة الوطنية، وإحياء للذكرى التاسعة والخمسين للنكبة".

ومن جانبه؛ توقّع عادل عبد الله، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، أن يكون المؤتمر السنوي الخامس "محطة نوعية في المسيرة الحافلة لمؤتمرات فلسطينيي أوروبا"، ملاحظاً أنّ "هناك تفاعلاً متزايداً مع أعمال المؤتمر، وبخاصة في صفوف الشباب الفلسطيني والمرأة الفلسطينية في هذه القارّة، إلى جانب الشرائح الفلسطينية الأخرى".

وأما أمين أبو إبراهيم، رئيس المنتدى الفلسطيني في هولندا، وهي المؤسسة المستضيفة للمؤتمر الخامس في روتردام؛ فيشير بدوره إلى إتمام التحضيرات النهائية لانعقاد هذا المؤتمر الكبير، الذي بات "من أبرز تجمعات الشتات الفلسطيني في الخارج، بالنظر إلى حجم المشاركين في أعماله وعدد الوفود التي تحضره"، وقال "نأمل أن تكون روتردام محطة لتفعيل العمل الفلسطيني العام والانطلاق به إلى آفاق جديدة".

وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأول قد انعقد في العاصمة البريطانية لندن عام 2003، والتأم المؤتمر الثاني في العاصمة الألمانية برلين عام 2004، ثم جاء انعقاد المؤتمر الثالث في العاصمة النمساوية فيينا عام 2005، وأما المؤتمر الرابع فأقيمت أعماله في مدينة مالمو السويدية العام الماضي.

وقد حققت المؤتمرات السابقة نجاحات لافتة، وشهدت مشاركة فاعلة للفلسطينيين على تنوّع أطيافهم ومشاربهم، وأكدوا فيها جميعاً تمسكهم بحقّ العودة ومعايشتهم لهموم شعبهم الفلسطيني وشدّدوا على انتمائهم العضوي لهذا الشعب، حسب الإعلانات والمقررات التي خرجوا بها.


ويأتي انعقاد هذا المؤتمر للعام الخامس على التوالي، بلورةً لجهود فلسطينية حثيثة في أنحاء القارة الأوروبية، لإبراز قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، والتمسك بها وحمايتها.

وتكتسب ذكرى النكبة أهمية خاصة في سياق مساعي فلسطينيي أوروبا وجهودهم تلك، وهو ما جعلها مناسبة لالتئام مؤتمرات فلسطينيي أوروبا بدءاً من مؤتمر لندن عام 2003.

وتؤكد ثلاثة أجيال من الشتات الفلسطيني في أوروبا، خلال مشاركتها الفاعلة في هذه المؤتمرات التي سجلت نجاحاً متعاقباً ولافتاً للانتباه، أنّها متمسكة بحق العودة إلى أرضها وديارها في فلسطين، متخذة من المفتاح رمزاً للتشبث بذلك الحق، بما يؤكد وحدة الحال الفلسطينية على اختلاف المنافي ومواقع الشتات.

التعليقات