هل تصبح غزّة مركزًا لشركات الهايتك العربية؟

ربما كانت غزة معزولة عن العالم بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر، لكن هذا لم يقلل من حماسة شباب الأعمال الذين تحصل شركاتهم الناشئة على توجيه من عمالقة من أمثال مايكروسوفت وجوجل.

هل تصبح غزّة مركزًا لشركات الهايتك العربية؟

دعاية ترويجية لشركة بسكليت الغزّية (حساب الشركة على تويتر)

ربما كانت غزة معزولة عن العالم بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر، لكن هذا لم يقلل من حماسة شباب الأعمال الذين تحصل شركاتهم الناشئة على توجيه من عمالقة من أمثال مايكروسوفت وجوجل.

ومنذ عام 2011، ساهم برنامج خاص اسمه "غزة سكاي جيكس" في تحديد شركات التكنولوجيا الناشئة في غزة، ورعايتها كما أطلقت حاضنة الأعمال 16 شركة من بينها تطبيق للمساحات الإدارية على غرار شركة إير بي.إن.بي للترويج العقاري وكذلك منبرًا الكترونيا للنشر على الانترنت.

وفي قطاع غزة، الذي يرزح اقتصاده تحت مشاكل هائلة ويعاني من بطالة تصل نسبتها إلى 43%، يتواصل تدفق سيل الأفكار بلا انقطاع على الحاضنة، من عدد كبير من الشبان، الذين كرسوا مهاراتهم للأنشطة المتعلقة بالتكنولوجيا بين سكان القطاع البالغ عددهم 1.95 مليون نسمة.

أنشئت الحاضنة في البداية بمساعدة من جمعية ميرسي كورب الخيرية الأمريكية؛ وتدعم جوجل البرنامج الذي يجتذب خبراء من شركات أخرى مثل فيسبوك ويوتيوب لتقديم التوجيهات والنصائح.

وقال مدير البرنامج، رايان سترجيل، الذي يقضى أسبوع العمل في غزة والعطلات الأسبوعية في القدس، مع أسرته "نحن نقدم المشورة والاتصالات للمستثمرين لكي تنمو شركاتهم".

وأضاف إن البرنامج يقوم على "التوجيه يومًا بيوم للمساعدة في تطوير الأفكار لتصبح شركات يمكن أن تكبر في المنطقة وفي العالم".

وفي العام الماضي، قبلت الحاضنة رعاية 22 مشروعًا، نجحت خمسة منها بدرجة كانت كافية لجذب استثمارات عربية أوسع نطاقًا وأصبح أحدها الآن شركة مسجلة.

ويتيح مشروع طب كير خدمة "أطباء تحت الطلب" في العالم العربي بينما طور مشروع "امشي واشحن" جهازًا لشحن أجهزة الهاتف المحمول من خلال استغلال الطاقة المولدة من المشي.

وقال أحد كبار مهندسي برامج الكمبيوتر في شركة مايكروسوفت، تيم بارك، والذي زار غزة في الآونة الأخيرة لتقديم المشورة للحاضنة، إن الكثير من الأفكار التي صادفها تهدف لحل أزمات أو تحديات بعينها يواجهها قطاع غزة.

ويتسبب نقص الوقود في انقطاع الكهرباء، ما يصل إلى ثماني ساعات يوميًا، كما تشكو المستشفيات من نقص الأدوية والمعدات الطبية.

وقال بارك إن أغلب التطبيقات التي تم تطويرها من خلال الحاضنة تعالج مشاكل موجودة في مناطق أخرى من العالم العربي.

وقال إن "الشركات الناشئة كلها تتركز على حلول يمكن أن تفيد لا غزة وحدها بل المنطقة التي يتكلم أهلها باللغة العربية بالكامل، وهذا عظيم، فهو يساعدها فعلا في الوصول إلى مستوى قابل للبقاء على المستوى التجاري".

وزاد إقبال الخريجين الشبان على الحاضنة حتى أن عدد المسجلين في قاعدة بياناتها تجاوز الألفين. وتشير التقديرات أن نسبة البطالة بين الشبان في غزة تبلغ حوالي 60 في المئة.

 الانتشار عالميا

من قصص النجاح مشروع بسكليت، وهو استوديو لتطوير الألعاب للناطقين بالعربية. وتم تنزيل أول لعبة الكترونية أنتجها المشروع أكثر من 100 ألف مرة في الأسابيع الثلاثة الأولى، وهو يعتزم طرح ست ألعاب الكترونية جديدة كل عام.

وقال المسؤول عن العلاقات العامة في بسكليت، باسل المدهون "نريد الحفاظ على الطابع العربي والثقافة العربي التي يشترك فيها 300 مليون إنسان في العالم العربي".

وفي إطار هذا المسعى، طوّر مشروع بسكليت لعبة تشبه نسخة عربية من لعبة الرجل العنكبوت (سبايدر مان). لكن اسم البطل في اللعبة حنفي وليس بيتر باركر قاهر الأشرار.

وعندما أدار بارك وفريقه في شركة مايكروسوفت ندوة في مقر الحاضنة قبل بضعة أيام ازدحمت القاعة الصغيرة بالعشرات من الراغبين في بدء مشروعاتهم من الجنسين.

وقال بارك لهم إن الشركات القائمة على الإنترنت يمكنها أن تصل إلى أي مكان في العالم وإن العالم العربية مصدر ثري للأعمال.

وقال بارك، فيما بعد، عن طريق البريد الإلكتروني "كل الشركات التي تحدثت معها أظهرت قدرة على أن تتحول إلى مشروع أكبر في ضوء تركيزها على الأسواق الأكبر الناطقة بالعربية".

وأضاف أن المطلوب نظام تعليم سليم وسهولة الحصول على رأس المال وثقافة تقبل فكرة أن الكثير من الأفكار سيكون مآلها الفشل، وقال إن غزة فيها الكثير من العنصرين الأول والثالث لكن يعوزها تسهيل الحصول على رأس المال.

وقال بارك "الشيء الرئيسي الذي جعل إسرائيل ناجحة هو سهولة الحصول على رأس المال والسياسات الحكومية التي تجعل الاستثمار مغريًا للغاية".

وأضاف "هذا هو العامل الوحيد الذي يميز بين البيئة في غزة والبيئة الإسرائيلية".

التعليقات