بيع الحطب.. مهنة موسمية ونادرة في غزة

متوسط سعر الشجرة الواحدة التي تُباع للحطابين في قطاع غزة، يتراوح بين (2 - 50) دولارًا أمريكيًا، بينما لا تكفي مبيعاته اليومية من الحطب، لسد حاجات عائلته الأساسية، بحسب الأسطل.

بيع الحطب.. مهنة موسمية ونادرة في غزة

يضرب 'الحطّاب' الفلسطيني عبد الكريم الأسطل (44 عامًا)، من مدينة خانيونس شرقي قطاع غزة، بفأس حديديّ، جذوع أشجار لتقطيعها وبيعها 'حطبًا' في السوق المحلية.

الأسطل يصف مهنة جمع الحطب بأنها 'موسمية'، إذ تنتعش نسبيًا في فصل الشتاء، بينما تتوقف بشكل شبه كامل في الصيف.

متوسط سعر الشجرة الواحدة التي تُباع للحطابين في قطاع غزة، يتراوح بين (2 - 50) دولارًا أمريكيًا، بينما لا تكفي مبيعاته اليومية من الحطب، لسد حاجات عائلته الأساسية، بحسب الأسطل.

ويلجأ سكان قطاع غزة إلى شراء الحطب، لاستخدامه في التدفئة المنزلية، كبديل يعوضهم عن غياب وسائل التدفئة التي تعمل بالطاقة الكهربائية أو الوقود، نظرًا لانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من (8) ساعات يوميًا.

ومنذ 8 سنوات، يعيش حوالي 1.9 مليون نسمة، ويعانون من أزمة كهرباء مستمرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف العام 2006، ما دفع السكان إلى العيش وفقًا لجدول توزيع يومي، بواقع 8 ساعات توافر للتيار الكهربائي و8 ساعات غياب.

ويبلغ ثمن الكيلو الواحد من الحطب الجاهز للاستعمال حوالي (1-1.5) شيكل (ربع دولار أميركي)، فيما يؤخذ الحطب غالبا من أشجار 'البرتقال والسرو والزيتون والكينيا'، غير المُثمرة.

ويجلس الحطّاب خالد عبد العال (63 عامًا)، أمام كومة من الحطب كان قد قطعها، ويعرضها للبيع، قائلًا، 'أنا أعمل في مهنة جمع الحطب وبيعه منذ أكثر من (40) عامًا'.

عبد العال، ورث وإخوته الأربعة، مهنة 'جمع الحطب'، من أجداده، الذين اتخذوا من هذه المهنة مصدر رزقهم، لافتًا أن اخوته تركوا المهنة والتجأوا إلى حرف أخرى، بسبب شحّ توفر خشب الأشجار في القطاع.

ويرجع عبد العال، سبب شح الأشجار إلى التوسع العمراني في الأراضي الزراعية، خلال العقود الأخيرة.

ويلفت إلى أن مهنة جمع الحطب وبيعه 'كانت مزدهرة في قطاع غزة قبل حوالي (30 عامًا)، فيما كان الحطابون يتنقلون بين الأراضي الفلسطينية 'المحتلة' لقطع الأشجار والحصول على خشب إضافي.

ويبيّن أنه يضطر في بعض الأحيان للتوجه إلى المناطق الحدودية لقطع الأشجار، فيما يتعرض ومن معه لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، المتمركز على الحدود مع قطاع غزة.

وتسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والحروب الثلاثة التي شهدها خلال السنوات الست الأخيرة، في تفاقم أزمة توفر الحطب، أو خشب الأشجار بغزة.

ووفق وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة صيف العام الماضي، تسببت بخسائر في القطاع الزراعي، وصلت إلى 550 مليون دولار أمريكي.

نزار الوحيدي، مدير عام التربة والري في وزارة الزراعة بغزة، يرجح ندرة مهنة 'جمع الحطب'، في القطاع إلى انحسار مساحة الأراضي الزراعية بشكل كبير منذ عام (1948).

وقال، 'بدأت عملية انحسار الأراضي الزراعية مع بداية الهجرة الفلسطينية عام 1948، وانتقال مئات العائلات الفلسطينية إلى قطاع غزة، فمعظم مخيمات اللاجئين أقيمت كانت على أراضٍ زراعية، وتوسع المخيمات عام 1967 تمت على أراضي زراعية أيضًا'.

'عام 1994 مع قيام السلطة الفلسطينية، شهد قطاع غزة توسعا عمرانيًا جديدًا، وتحول نحو 560 دونمًا زراعيًا إلى مناطق سكنية'.

اقرأ/ي أيضًا| عين الرشاش الفلسطينية تعود للحياة

وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة تبلغ حوالي (175) ألف دونم.

 

التعليقات