حصار غزة: أزمة الوقود تُجهز على المرافق الصحية

حذّر الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، د. أشرف القدرة، من "كارثة صحية في قطاع غزة، على أثر اشتداد أزمة الوقود في المستشفيات والمراكز الصحية، بعد توقف المولدات الكهربائية في 3 مستشفيات، و16 مركزا صحيا،

حصار غزة: أزمة الوقود تُجهز على المرافق الصحية

غزة 2018... أزمة تتفاقم بسبب الحصار (عرب 48)

*د. القدرة: مليونا إنسان في غزة على شفا كارثة صحية


حذّر الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، د. أشرف القدرة، من "كارثة صحية في قطاع غزة، على أثر اشتداد أزمة الوقود في المستشفيات والمراكز الصحية، بعد توقف المولدات الكهربائية في 3 مستشفيات، و16 مركزا صحيا، وتقديرات بانتهاء مخزون الوقود في منتصف شهر شباط/ فبراير الجاري، في الوقت الذي لا توفر فيه الحكومة الفلسطينية السيولة المالية لإنهاء أزمة الوقود في مستشفيات غزة، أو حلول جذرية لتزويد الكهرباء لقطاع غزة".

جاء ذلك في حوار أجراه "عرب 48" مع الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، د. أشرف القدرة، أمس الأربعاء.

د. أشرف القدرة

وأكد د. القدرة في استعراضه للأوضاع الصحية في قطاع غزة وأزمة المستشفيات أن "وزارة الصحة في قطاع غزة تفقد المقومات الأساسية لتقديم الرعاية الصحية، بسبب نقص الوقود، وهذا ما تقر به منظمات الصحة العالمية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية التي أنذرت بانتهاء الوقود في غضون 10 أيام، وهذا يعني قصور في الخدمات الصحية ينذر بكارثة إنسانية".

*ماذا تقصد عندما تقول كارثة إنسانية؟

د. القدرة: هذه المستشفيات التي أغلقت فيها مولدات الكهرباء، تعمل فقط وفقا لنظام وصول الكهرباء أي لساعات محدودة جدا، لأن هذه المستشفيات تقع في مناطق سكنية تخضع لجدول توزيع الكهرباء، حيث أن الكهرباء تنقطع ما يزيد عن 16 ساعة يوميا في مناطق قطاع غزة، وهو ما يدفع وزارة الصحة لاستخدام المولدات الكهربائية لاستكمال خدماتها الصحية للمواطنين. وعدم توفر الوقود ينذر بالفعل بكارثة صحية عندما نتحدث عن 700 مريض بالفشل الكلوي يحتاجون إلى غسيل كلوي مدمى 3 مرات أسبوعيا، وهذا يعني أن حياتهم في خطر كبير ما لم يجر لهم هذا الغسيل الكلي، إضافة لمئة مريض في غرف العناية المكثفة حياتهم أيضا مرتبطة بالتجهيزات الكهربائية والطبية التي تربطهم بالأدوية العلاجية، و113 طفلا في حاضنات الأطفال أيضا حياتهم مرتبطة بحضانة تعمل كوعاء الأم، وآلاف التحاليل المخبرية التي يفترض أن تجرى للمرضى في قطاع غزة، إلى جانب آلاف الصور والخدمات التشخيصية الأخرى، عوضا عن التعقيم والمغاسل وغرف العمليات التي يبلغ عددها 40 غرفة عمليات تجري 200 عملية جراحية يوميا و11 غرفة عمليات للنساء والولادة تجري 100 عملية يوميا، و50 مختبرا طبيا يجرى فيها آلاف التحاليل الطبية للمرضى يوميا، والمرضى المنومين والحالات الطارئة في قطاع غزة عوضا عن 11 بنكا من بنوك الدم التي تغطي احتياجات قطاع غزة بالكامل، والأدوية الحساسة التي تحتاج إلى درجات تبريد مناسبة، وإلاّ فإن هذه الأدوية ستتلف ويُحرم مرضى قطاع غزة منها وكذلك التطعيمات العلاجية للأطفال في قطاع غزة، والذي يعتبر من المناطق المتصدرة عالميا بمستوى التطعيمات فيها، وهذا يؤثر على صحة المرضى والصحة العامة. إذا لم تحل هذه الأزمة لربما سنشهد وفيات في الأيام القليلة المقبلة.

*عندما تقول إن الوقود يكفي لمنتصف الشهر الجاري، هل هذا يعني توقف كافة المستشفيات عن العمل في قطاع غزة؟

د. القدرة: نعم، توقف كافة المولدات الكهربائية في مستشفيات غزة كلها، ولذلك قامت وزارة الصحة وفقا لتحذيرات منظمات الصحة العالمية بجملة من الإجراءات التقشفية الصارمة، عبر خطة لاستخدام مولدات صغيرة في داخل المستشفيات أي تغطية جزء من الخدمات، ووقف الخدمات الأخرى إلى حين وصول الكهرباء وفقا لجدول توزيع الكهرباء، وبالتالي يتم العمل وفقا لهذه الخطة لإطالة أمد الخدمات الصحية لشهر آذار/ مارس المقبل في الكمية المحدودة من الوقود المتوفر مع عدم توفر أي أفق لحل هذه الأزمة على المستويين الرسمي والإغاثي.

*هذا يعني أنه لا يمكن إجراء عملية جراحية لمريض بحالة طارئة؟

د. القدرة: إذا لم يتم توفير الوقود بشكل عاجل فسنكون غير قادرين على تلبية احتياجات المرضى في العمليات الجراحية وغسيل الكلى وحضانات الأطفال والعنايات المكثفة بعد آذار/ مارس، وفقا للخطة التقشفية التي نقوم فيها.

*هل هناك خطر لانتشار أوبئة؟

د. القدرة: بالتأكيد، ستؤثر الأزمة الراهنة على الصحة العامة في المجتمع الفلسطيني حيث لا يوجد بعد ذلك إمكانية لفحص الأدوية والأطعمة والمياه في داخل مناطق قطاع غزة ما سينعكس بشكل دراماتيكي على الصحة العامة للمواطن الفلسطيني، وبالتالي هذا سيؤثر على حياة المرضى وانتشار الأوبئة والأمراض.

*ما هي الأجوبة التي تتلقونها لحل هذه الأزمة؟

د. القدرة: للأسف، لم نتلق حتى اليوم أي تطمينات لإنهاء الأزمة من أي طرف، محليا أو إقليميا أو عالميا، إضافة إلى أن ما خصصته الحكومة الفلسطينية قبل أكثر من أسبوعين عبر مبلغ مليون شيكل تم إقراره لصالح الوقود في مستشفيات قطاع غزة، قلنا في حينه إنها تكفي لمدة 10 أيام، ولكن للأسف حتى هذه الأيام لم يتم تسيير هذا المبلغ وفقا للإجراءات الإدارية والمالية المعمول بها.

*هل تعني أن الأزمة مالية أيضا؟

د. القدرة: أقول إنه حتى الآن لم يتم تسيير المبلغ المذكور، أي لم يتم اتخاذ إجراءات إدارية ومالية لتسيير هذا المبلغ من أجل ضخ الوقود إلى قطاع غزة.

إذا توفرت الإمكانيات المالية فسيكون الأمر هينا على وزارة الصحة أن تشتري الوقود لمستشفياتها.

التعليقات