جنين... حالة ترقُّب حول "مصير الأسرى"

تعيش مدينة جنين، ومخيمها، شمالي الضفة الغربية المحتلة، حالة ترقب، بعد فرار أبناءها، الأسرى الستة، من سجن جلبوع الإسرائيليّ، الذي يقع بالقرب من بيسان.

جنين... حالة ترقُّب حول

صور الأسرى معلّقة على مدخل المخيّم (الأناضول)

تعيش مدينة جنين، ومخيمها، شمالي الضفة الغربية المحتلة، حالة ترقب، بعد نجاح فرار أبنائها، الأسرى الستة، من سجن جلبوع الإسرائيليّ، الذي يقع بالقرب من بيسان، فجر الإثنين الماضي.

ويتركّز حديث الناس في المقاهي والمطاعم والشوارع، وحتى في أزقة المخيم حول "مصير الأسرى".

ويقول الأهالي، إنهم على استعداد لحمايتهم، في حال وصولهم للمدينة.

وفي أزقة مخيم جنين، تسود حالة من الصمت الحذر. وعلى مدخل المخيم، عُلّقت صور الأسرى الستة إلى جانب لافتة أخرى كتب عليها عبارة "انتصر عش الدبابير".

داخل أزقة المخيّم (الأناضول)

وكانت الصحافة الإسرائيلية، قد أطلقت على مخيم جنين اسم "عش الدبابير" قبيل العدوان الذي نفذه جيش الاحتلال في العام 2002، والذي أسفر عن استشهاد 52 فلسطينيا.

وينتشر عشرات المسلحين في أزقة المخيم ليلا، لكنهم يختفون في ساعات النهار.

ويقول مسلح مُقنّع يحمل شعار "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي: "نحذر الاحتلال الإسرائيلي من المساس بالأسرى الستة".

وأضاف: "قد تمتلك إسرائيل ترسانة عسكرية ضخمة، لكنها ستجد في جنين مقاومة تدافع عن أسراها".

تحميل الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسرى

وقال جمال الزبيدي، عمّ زكريا الزبيدي، القيادي في حركة فتح، وأحد الفارين من سجن جلبوع، من منزل العائلة في مخيم جنين: "نُحمّل إسرائيل المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى أولا".

وعبّر الزبيدي عن فخره بفرار ابن شقيقه، وقال إن "ما حققه زكريا ورفاقه، فخر لنا ولكل فلسطيني".

(الأناضول)

وأضاف: "نعيش حالة من الترقب ولدينا مخاوف حقيقية حول حياة زكريا ورفاقه".

وتابع الزبيدي: "في حال وصل الأسرى لمخيم جنين، لن تكون إسرائيل قادرة على اعتقالهم بسهولة".

واقتحمت قوات الاحتلال، في وقت سابق الأربعاء، منازل عدد من الأسرى الفارين، في بلدات بئر الباشا ويعبد وعرابة، واعتقلت عددا من أقربائهم، غير أنها لم تقتحم المخيم.

صورة الأسرى فيكل مكان في جنين (الأناضول)

وعن ذلك يقول الزبيدي، إن "مخيم جنين عصي على قوات الاحتلال، ودخولهم للمخيم يعني وقوع اشتباكات مسلحة وقد تكون الأعنف".

فرح ممزوج بالقلق

بدوره، قال فؤاد كممجي، والد الأسير الفار أيهم، إن عائلته تعيش حالة ممزوجة بين الفرح والقلق، بعد أن استطاع نجلها الفرار من سجن جلبوع.

وذكر أنه خضع لتحقيق من قبل المخابرات الإسرائيلية، حول نجله عقب فراره.

(الأناضول)

وأضاف: "لا نعلم شيء (حول مصير أيهم)، كل ما نسمعه من وسائل الإعلام فقط، أسأل الله له ولرفاقه الحماية".

صفعة للاحتلال

بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أسامة الحروب، إن "الأسرى الستة وجّهوا صفعة قوية للمنظومة الأمنية الإسرائيلية".

وأشار الحروب وهو أسير أمضى 14 عاما في السجون الإسرائيلية، بينها سجن جلبوع، إلى أن "فرار الأسرى من سجن جلبوع هزيمة كبيرة لإسرائيل ولمنظومتها".

وتابع الحروب: "الشارع الفلسطيني ملتف ومُجمع على نصرة الأسرى، وعملية الفرار رفعت معنويات المواطنين عامة والمقاومة خاصة".

وقال: "يمكن لإسرائيل أن تعتقل وتقتل وتقتحم وتهدم المساكن، لكنها لن تقدر على هزيمة الإرادة الفلسطينية".

وأشاد الحروب، بالوحدة التي تمثلت بين أسرى حركتي الجهاد الإسلامي وحركة فتح، في عملية هروب الأسرى.

وأضاف في هذا الصدد: "ليس من المستغرب أن يكون (القيادي في حركة فتح) زكريا (الزبيدي) إلى جوار أسرى الجهاد، فشقيقه مقاوم في سرايا القدس، ووالدته احتضنت المقاومين من مختلف الفصائل في معركة المخيم".

التعليقات