عمليّة الجيش الإسرائيليّ في مستشفى الشفاء استغرقت ساعات طويلة وشملت إجبار أشخاص على خلع ملابسهم

انسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى مساء اليوم، وأعادت الدبابات التي كانت في حرمه انتشارها في محيطه، وفق الصحافي الذي قال إن الجيش اعتقل نحو مئة شخص بعد أن طلب منهم إعادة ارتداء ملابسهم الداخلية.

عمليّة الجيش الإسرائيليّ في مستشفى الشفاء استغرقت ساعات طويلة وشملت إجبار أشخاص على خلع ملابسهم

أطفال ونساء داخل مشفى "شهداء الأقصى" (Getty Images)

اقتحم جنود الجيش الإسرائيليّ وهم يطلقون النار في الهواء، مستشفى الشفاء في غزة فجر اليوم الأربعاء، فيما انسحبت الآليات العسكرية الإسرائيلية جزئيًّا من المشفى مع الإبقاء على الجنود داخله، بعد اعتقالات طالت مرضى وأهاليهم، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء، نقلا عن مصدر في المجمّع الطبيّ.

وجاء الانسحاب الجزئيّ بعد ساعات طويلة من التفتيش والتدقيق في هويات الموجودين في المكان، والطلب من البعض خلع ملابسهم، وتنفيذ اعتداءات واعتقالات بحقّ عدد من المتواجدين فيه، والذين تمّ اقتيادهم إلى جهة غير معلومة بعد ذلك.

تابعوا قناة موقع "عرب 48" عبر منصة "تليغرام" للأخبار أولا بأول

بعد اقتحامه فجرا، طلب الجنود من الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفيات القطاع، الاستسلام.

وبلغة عربية ركيكة، صرخ أحد جنود الاحتلال عبر مكبّر صوت: "كل الشبان من 16 عاما وما فوق، عليكم رفع أيديكم إلى فوق، والخروج من المبنى إلى الساحة الخارجية وتسليم أنفسكم".

وفورا، بدأ مئات من الشبان الخروج من مختلف الأقسام الطبية في المستشفى الواقع غرب مدينة غزة، حيث تتركّز المعارك بين الدبابات الإسرائيلية ومقاتلي حماس والجهاد الإسلامي منذ أيام.

وفي ساحة المستشفى، شاهَد صحافيّ أكّدت وكالة "فرانس برس" أنه متعاون معها، وأنه كان حاضرا هناك بحُكم عمله، قرابة ألف شخص مع أياديهم في الهواء، وطلب الجنود من البعض خلع ملابسهم.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى مساء اليوم، وأعادت الدبابات التي كانت في حرمه انتشارها في محيطه، وفق الصحافي الذي قال إن الجيش اعتقل نحو مئة شخص بعد أن طلب منهم إعادة ارتداء ملابسهم الداخلية.

وكانت تقديرات للأمم المتحدة أشارت إلى وجود 2300 شخص على الأقل داخل المجمع الذي تحيط به الدبابات منذ أيام، وبينهم مرضى وأفراد طواقم طبية ونازحون.

مصابون يفترشون الأرض في مشفى الشفاء خلال الأيام الماضية (Getty Images)

وقبل المعارك التي اندلعت في محيط المستشفى، كان عشرات آلاف النازحين لجأوا إلى المستشفى، كما إلى غيره من المؤسسات الطبية والتربوية، أملا بالاحتماء من القصف المكثف الذي يتعرض له القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، تاريخ شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل.

وتكثّف القصف بعد بدء الجيش الإسرائيلي عمليات برية واسعة داخل قطاع غزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر.

ويعاني القطاع المحاصر من انقطاع في الماء والكهرباء والوقود، بعد أن شددت إسرائيل حصارها.

وتنقّل الجنود بين الأقسام والغرف، وقاموا بعمليات بحث وتفتيش دقيقة حتى للنساء والأطفال، فيما تعالت أصوات بكاء نساء وأطفال في بعض الأقسام.

أمام جزء من مجمّع الشفاء (Getty Images)

ومقابل قسم الطوارىء، وضع الجنود بوابة إلكترونية نصبت عليها كاميرات.

وطُلب من البعض المرور أمام الكاميرات المجهزة للتعرّف على هوياتهم. وتحدّث نازحون من شمال قطاع غزة إلى جنوبه خلال الأيام الماضية عن كاميرات نُصبت على طول ما سمّاها الجيش الإسرائيليّ بـ"الممرات الآمنة"، زاعما أنها فُتحت للنازحين الفارّين باتجاه الجنوب.

وفي المستشفى، استجوب الجنود بعض الجرحى وعائلاتهم.

وقالت منسقة "أطباء بلا حدود" في الأراضي الفلسطينية، نتالي ثيرتل، إنه ليس من الممكن إجلاء المرضى الذين "يعجز معظمهم عن الحركة" من المستشفى في ظل الوضع الأمني الحالي"، بحسب ما نقلت عنها "فرانس برس".

(Getty Images)

ودعت ثيرتل إلى "تطبيق القانون الإنساني الدولي"، مضيفة أن "هناك أدلة كثيرة على أنه لا يتمّ احترامه"، فيما أكدت الأمم المتحدة ومنظمات دولية إنه ينبغي احترام حرمة المستشفيات وعدم جواز مهاجمتها أو اقتحامها.

ويقع مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة حيث تدور معارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة حماس على الأرض.

ودارت في محيط مستشفى الشفاء منذ أيام معارك عنيفة ترافقت مع قصف إسرائيلي كثيف.

وكانت الظروف صعبة داخل المجمع خصوصا في ظل انقطاع الكهرباء منذ أيام.

جثامين شهداء في ساحة مجمّع الشفاء (Getty Images)

وللمرة الأولى منذ أربعين يوما، دخلت شاحنة وقود من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، اليوم الأربعاء، وفق ما أفادت وسائل إعلام قريبة من السلطات في القاهرة.

وتوقّفت مستشفيات عدة عن تقديم الخدمات، بسبب نقص الوقود.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، أن 11320 شخصا استشهدوا في القصف، بينهم 4650 طفلا.

وكان مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، قد قال الثلاثاء، إن "179 جثة" على الأقل دفنت في "قبر جماعي" في باحة المجمع، مؤكدا أن بينهم الأطفال الخدج السبعة الذين توفوا جراء انقطاع الكهرباء عن حاضناتهم.

وأضاف: "اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي"، مشيرا إلى أن "الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح".

وقُتل نحو 1200 شخص في إسرائيل منذ بدء هجوم حماس، غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من الهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية التي تقدّر كذلك أن نحو 240 شخصا أُخذوا رهائن في الهجوم. وقال الجيش الثلاثاء إن 46 جنديا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب. وتقصف إسرائيل القطاع دون هوادة منذ الهجوم.

التعليقات