الحرب على غزة: مياه الصرف الصحيّ قنبلة موقوتة تفاقِم جراح النازحين

مياه الصرف الصحي تتدفق في الشوارع والأسواق العامة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة بسبب نقص الوقود المشغل للمضخات الخاصة || أمهات: أطفالنا يصابون بنزلات معوية حادة ونضطر لتطبيبهم في المنزل بسبب استحالة علاجهم في المستشفيات

الحرب على غزة: مياه الصرف الصحيّ قنبلة موقوتة تفاقِم جراح النازحين

(Getty Images)

في الشوارع والأسواق العامة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تتدفق مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يضاعف معاناة السكان والنازحين في ظل تراجع مقومات النظافة والصحة العامة، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

هذه المياه تبعث رائحة كريهة تضيق على الأهالي حياتهم التي يصفونها بالكارثية بفعل الحرب، وبخاصة في ظلّ استحالة إغلاق النوافذ لمنع تسلسل الروائح إلى داخل المنازل، خوفا من تكسرها في حال شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات جوية قريبة من أماكن سكناهم.

كما أن استمرار تدفق هذه المياه، يتسبب بأمراض تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للسكان والنازحين الذين ينجحون "بصعوبة كبيرة جدا" في الحصول على المياه للاستعمال اليومي والنظافة.

(Getty Images)

ويرجع مسؤولون تدفق المياه العامة في الشوارع إلى نقص الوقود المشغل لمضخات الصرف الصحي.

ورفح واحدة من مدن جنوب قطاع غزة التي تعاني من تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، حيث باتت هذه الأزمة عامة تطال محافظات القطاع.

معاناة الشتاء

في الوضع الطبيعي وقبل اندلاع الحرب، كانت محافظات قطاع غزة تعاني في فصل الشتاء من غرق شوارع ومنازل بمياه الأمطار، وبسبب تدفق مياه الصرف الصحي من المناهل بفعل سوء البنى التحتية.

وتفاقم اليوم الحرب التي طالت نيرانها وقذائفها البنى التحتية في القطاع من أوضاع شبكات الصرف الصحي.

(Getty Images)

إلى جانب ذلك، فإن عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل مضخات الصرف الصحي يفاقم من سوء الوضع الإنساني والصحي.

وفجر أمس الأربعاء، أعلنت الخارجية القطرية التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" بوساطة مشتركة مع مصر والولايات المتحدة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة.

وأكدت حركة حماس في بيان، أن اتفاق الهدنة الإنسانية يشمل "إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية و الوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالا وجنوبا".

مخاطر صحية

وينذر استمرار تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين المنازل بمخاطر صحية تضاعف من معاناة السكان والنازحين.

وقالت أمهات إن أطفالهن الذين يقضون بعض الأوقات في الشارع، أصيبوا بنزلات معوية حادة.

(Getty Images)

وأضافت عدد منهن: "نضطر لتطبيب الأطفال في المنزل بسبب استحالة اصطحابهم للمستشفيات للعلاج".

وأشارت الأمهات إلى أن عدم توفر المياه اللازمة لتنظيف الجسد والملابس يساهم في انتشار الأمراض التي تنقلها المياه العادمة للأطفال.

وفي سوق تل السلطان، غرب مدينة رفح، سقطت الطفلة دانا جبر (7 أعوام) "سهوا" في بركة مياه عادمة.

والدتها التي كانت تصطحبها معها للسوق وبّختها بخوف، بعض أن ضربت كفيها ببعض قائلة: "لن نستطيع تنظيف هذا في ظل عدم توفر المياه".

(Getty Images)

كما تتزامن هذه الأوضاع مع انعدام توفر السيولة لدى المواطنين، الذين فقد معظمهم أعمالهم بفعل الحرب.

عدم توفر الوقود

وقال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، توماس وايت، الإثنين الماضي: "كان لابد من اتخاذ بعض القرارات الصعبة فيما يتعلق بتحديد الأولويات للمساعدات التي تنقذ الحياة".

وأوضح أن مياه الصرف الصحي ستستمر بالتدفق إلى الشوارع حيث لا يمكننا سوى توفير ما يكفي من الوقود لتشغيل المضخات بسعة ٥٥ بالمئة.

(Getty Images)

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قد قالت إن "كمية الوقود التي دخلت غزة السبت محدودة، وبالتالي لن يحصل سكانها إلا على ثلثي حاجتهم اليومية من مياه الشرب النظيفة".

جاء ذلك في تدوينة لمدير شؤون "أونروا" بقطاع غزة توماس وايت، على حساب المنظمة عبر منصة "إكس".

وذكر وايت أن "السلطات الإسرائيلية لم تسمح إلا بدخول 50 بالمئة من احتياجات الوقود اليومية للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة".

وأضاف حينها أن "كمية محدودة من الوقود دخلت غزة اليوم (السبت الماضي)، وبالتالي هناك فجوات كبيرة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في القطاع".

(Getty Images)

وأضاف: "على سبيل المثال، لن يحصل سكان غزة إلا على ثلثي حاجتهم اليومية من مياه الشرب النظيفة".

التعليقات