تجار مقدسيون: صامدون رغم الحصار والتضييقات

أجمع التجار في البلدة القديمة بالقدس على ازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءا بسبب تراجع الحركة التجارية إثر فرض تقييدات ومضايقات منذ شن إسرائيل الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تجار مقدسيون: صامدون رغم الحصار والتضييقات

القدس (عرب 48)

تكبد التجار في البلدة القديمة في القدس خسائر كبيرة، بفعل الحصار الشديد الذي فرضته السلطات الإسرائيلية عليهم منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ فرضت الشرطة الإسرائيلية حصارا صارما وتضييقات شديدة، ومنعت المواطنين والزائرين من الوصول، بعد نصبها حواجز على مداخل البلدة القديمة.

ويعيش السكان في البلدة القديمة تحت حصار وتدقيق أمني شديد، حيث يتم تفتيش التجار الذي يمتلكون محلات تجارية في البلدة القديمة ومنعهم من الوصول إلى محلاتهم، وانخفضت نسبة التجارة في البلدة القديمة إلى نحو 90%، مما جعل العشرات من التجار يغلقون محلاتهم التجارية.

وتستمر معاناة التجار المقدسيين في المدينة، رغم مرور قرابة 3 أشهر على اندلاع الحرب، إذ لا يزال الحصار يفرض على المدينة، وتحديدًا يوم الجمعة، حسب ما قال عدد من التجار لـ"عرب 48"، حيث يتم منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والبلدة القديمة.

وعن التضييقات والأوضاع الاقتصادية، قال التاجر المقدسي محمود أبو صبيح لـ"عرب 48" إنه "منذ بداية الحرب وتحديدًا في البلدة القديمة في مدينة القدس، هبطت نسبة العمل إلى 90% من المعدل العام، بالإضافة إلى ذلك هناك محلات في البلدة القديمة هبطت النسبة لديها إلى 100% ما أجبر التجار على إغلاق محلاتهم، وتسليم المحلات إلى المؤجرين، بسبب انعدام العمل والحركة التجارية".

محمود أبو صبيح

وأضاف أبو صبيح أنه "في الأيام الأخيرة وبعد مرور نحو 3 أشهر على الحرب، الحركة التجارية والاقتصادية في البلدة القديمة لم تتجاوز 15%، وسبب ذلك الحواجز والتضييقات التي تفرضها الشرطة على البلدة القديمة، وهذا يعد من أكبر المؤثرات على البلدة القديمة، وهذه التضييقات نلاحظها بشكل كبير كل يوم جمعة".

وأشار إلى أن "الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع أهالي القدس وكل من تواجد فيها في بداية الحرب كانت وحشية وعنيفة، ولم يتم التمييز بين طفل وامرأة وحتى كبار السن، كان التعامل صعبا وعنيفا ووحشيا واستفزازيا لكل الأهالي والزائرين".

وقال التاجر خالد الصاحب من البلدة القديمة في القدس، لـ"عرب 48" إنه "في البلدة القديمة يصل الانخفاض بالبيع إلى 90% من مجمل الحركة التجارية العام، إذ أن القدس بكل أحيائها لها خصوصية والبلدة القديمة في المدينة لها خصوصية خاصة، وهذا يتمحور في صعوبة وصول الناس إلى البلدة القديمة، الأمر الذي ازداد بعد الحرب، ومن الممكن أن يصل الإنسان اليوم إلى أي مكان في العالم ويصعب عليه الوصول إلى البلدة القديمة في القدس بفعل التشديدات".

خالد الصاحب

وأشار إلى أنه "في البلدة القديمة وتحديدًا في الطريق المؤدي إلى باب القطانين يوجد 68 محلا تجاريا، من بين هذه المحلات لا يصل عدد المحلات التي فتحت أبوابها إلى 10 محلات وهي تعتمد على بيع الاحتياجات الأساسية، مثل البقوليات، والخضروات، إضافة إلى وجود الصيدليات".

وأضاف أن "وصول الأهالي من الضفة ومناطق 48 كان شبه معدوم، ليس لأنهم لا يريدون زيارة القدس، إنما كانت العديد من المحاولات، لكن في كل مرة كان يتم منعهم من الوصول إلى المدينة وتحديدًا البلدة القديمة، بالإضافة إلى ذلك، يُمنع الأخوة المسيحيون أيضًا، إذ أنه أول من أمس كان الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام، ولكن السلطات الإسرائيلية لا تفرق بين مسلم ومسيحي، ويتم منع الجميع دون استثناء".

خضر بيضون

وأوضح الصاحب أن "وجود التاجر العربي في البلدة القديمة هو مسمار الوجود العربي بالقدس، وجوده يثبت العرب في البلدة القديمة، إذ أنه بحال توقف التجار عن فتح محلاتهم وتعطلت البلدة القديمة الناس لا تتوافد إلى البلدة القديمة، وهذا ما حصل في البلدة القديمة في الخليل عندما تم تعطيل المحلات التجارية والاقتصادية تم قطع التوافد عليها، وبذلك تمت السيطرة على الحرم الإبراهيمي".

وعن أسباب تراجع توافد المتسوقين إلى البلدة القديمة، قال إن "أسباب تراجع توافد المواطنين والمتسوقين للبلدة القديمة تختلف، وهناك عدة أسباب، أهمها وجود القوات الشرطية الكبيرة في المكان، إذ أن منظر هؤلاء على مدخل البلدة القديمة يعطي شعورا للمواطنين بالخوف وعدم الأمان من التوجه للبلدة القديمة، عدا عن التفتيش وطلب بطاقات الهوية والإجراءات الصارمة وهذا يؤدي إلى تراجع توافد المواطنين".

وقال الوكيل السياحي في القدس، خضر بيضون، لـ"عرب 48" إن "معظم المجالات في القدس توقفت عن العمل ومنها قطاع السياحة الذي تضرر بشكل كبير جدًا، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية في المدينة، إذ أن الحياة في القدس انقبلت بنسبة كبيرة جدا، فالفنادق والأسواق فارغة من المواطنين والمتسوقين والنزلاء، وهذا زاد حجم معاناة أهالي القدس".

وقال التاجر محمود سلهب لـ"عرب 48" إن "الوضع في مدينة القدس سيئ، منذ عدة سنوات وليس فقط في هذه الفترة. كانت فترة كورونا وتبعها أزمة اقتصادية والآن حرب، كل هذا أثر على المدينة، بالإضافة إلى منع الأهالي من الوصول إلى البلدة القديمة الأمر الذي فاقم الأزمة بشكل أكبر".

محمود سلهب

وأضاف أن "الشرطة في القدس تعمل بحسب المزاج والحالة النفسية لها، إذ أنه في بداية الحرب لم يكن يسمح لشخص بالوصول إلى البلدة القديمة، والآن فجأة يقرر شرطي منع المواطنين من الوصول إلى البلدة القديمة".

وختم سلهب حديثه بالقول إن "الحالة الأمنية في القدس اعتدنا عليها نحن أهالي المدينة، ولكن المشكلة أن الزوار عندما يأتون ويشاهدون كل هذه العناصر المدججة بالسلاح، الأمر يرعبهم، وهناك أشخاص لا يعودون إلى المدينة بسبب شعورهم بعدم الأمان والخوف من هذه العناصر المدججة بالسلاح".

التعليقات