"سلالة" .. إيواء الحيوانات المشردة والمريضة في غزة

لم يكترث الأربعيني الفلسطيني، سعيد العر، لغياب الاهتمام المجتمعي برعاية الحيوانات الضالة والمريضة، وشكل الأمر حافزاً له لإطلاق مبادرته الخاصة بتجميع تلك الحيوانات وعلاجها ورعايتها.

تصوير: عبد الحكيم أبو رياش

لم يكترث الأربعيني الفلسطيني، سعيد العر، لغياب الاهتمام المجتمعي برعاية الحيوانات الضالة والمريضة، وشكل الأمر حافزًا له لإطلاق مبادرته الخاصة بتجميع تلك الحيوانات وعلاجها ورعايتها.

وترجم العر فكرته عبر إطلاق مشروع "سلالة لرعاية الحيوانات"، ويقوم على جمع الحيوانات المريضة وذات الاحتياجات الخاصة من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، ورعايتها، تحضيراً لعرضها للتبني.

وتعتبر جمعية "سلالة لرعاية الحيوانات" ، الجهة الوحيدة في قطاع غزة، والتي تعمل على تحسين حياة حيوانات الشوارع، وخاصة الكلاب والقطط، وتحويلها من التشرد، إلى حياة طبيعية، يتم فيها رعايتها، والرفق بها.

تصوير عبد الحكيم أبو رياش

ونالت فكرة "سلالة" على إعجاب شريحة من المواطنين، الذين تفاعلوا معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى أرض الواقع، حيث بدؤوا بالإبلاغ عن الحيوانات الضالة، أو المشردة، من ناحية، وطلب تبني الحيوانات من ناحية أخرى.

ويقول صاحب الفكرة سعيد العر، أن فكرته بدأت منذ عام 2006، بعد تلقيه دورة تدريب كلاب لمدة سنة في روسيا، وكان يشاركه الفكرة مع عدد من أصدقائه، مشيراً إلى أنهم حاولوا صنع شيء جديد، فقرروا تأسيس الجمعية، بهدف جمع الحيوانات، والعناية بها.

ويبين العر لـ"عرب 48"، أن الجمعية تعرضت وخلال الأيام الأولى لعملها للتوقف نتيجة أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي، مضيفاً: "عدنا للعمل عام 2015، إذ قمنا بتجديد الأوراق المطلوبة، واستئجار أرض مساحتها دونمين ونصف، وبدأنا استقبال القطط والكلاب، بمختلف أعمارهم وأحجامهم، واحتياجاتهم المتنوعة.

وعن آلية التعامل مع الحيوانات منذ اللحظة الأولى لاستلامها، يقول العر: "في البداية يتم فحص الحيوان فحصاً نظرياً أولياً، إلى جانب الفحص الطبي، وفي حال اكتشاف أي مرض يتم علاجه، وعلاج الكسور أو الجروح أو حالات الإصابات المتنوعة، ويتم بعد الانتهاء من العلاج عرض الحيوان للتبني وفق شروط معينة".

تصوير عبد الحكيم أبو رياش

أما بخصوص الشروط التي يتم وضعها لتبني القطة أو الكلب، فتتمثل في أن يكون المتبني مقتدراً على إطعام الحيوان والرعاية به، كذلك أن يكون فوق سن الثامنة عشر، موافقة الأهل على التبني، إرسال صور أسبوعية لطريقة التعامل مع الحيوان، وصور لمكان إيواء المكان.

وتعرض فريق "سلالة" إلى مجموعة أزمات نتيجة خروجهم من الأرض بسبب عدم القدرة على مواصلة دفع الإيجار، ما اضطر صاحب الفكرة إلى إيواء الحيوانات داخل منزله، ومواصلة تجميعهم والعناية بهم، على الرغم من الإرهاق المتواصل الذي بات يشعر به.

تصوير عبد الحكيم أبو رياش

أزمة مكان الإيواء تحولت مع مرور الأيام إلى ميزة إضافية لفكرة المشروع، حيث مكنت صاحبه من التحرك بحرية، والنزول إلى الميدان بشكل قوي، وعن ذلك يقول العر: "نتلقى بشكل يومي إبلاغات عن وجود حيوانات، لكننا نفضل نجدة الحيوانات المُصابة أو المريضة أو الجريحة"، حيث يرى بأن علاجها وتجهيزها للتبني، يزيد من نبل الفكرة وإنسانيتها.

وتتنوع قصص القطط والحيوانات التي يتم تجميعها، إذ تعاني إحدى القطط من شلل كامل، وتم علاجها، وقطة أخرى تعاني من العمى، بينما تعرضت قطة للسقوط من الطابق الرابع، وأخرى تعرضت للدهس وتم تبنيها من إحدى الجمعيات الخارجية، إلى جانب مجموعة قصص أخرى.

تصوير عبد الحكيم أبو رياش

ويحصل فريق سلالة على بعض التبرعات الخاصة بتوفير الأدوية وتكلفة العلاج، إلى جانب توفير بعض الأطعمة الخاصة بالحيوانات. ويلفت العر إلى أنّ فكرة تبرع الناس للحيوانات في غزة موجودة، لكنها محدودة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، والتي تجبر المواطنين على تحديد أولوياتهم.

ويحلم القائمون على مشروع "سلالة" ببناء ملجأ كبير يضم كل الحيوانات المشردة والمريضة والجريحة، كذلك الحيوانات التي يهجرها أصحابها، وألا تقتصر الفكرة على أعداد محدودة، تحددها قلة الإمكانيات، وانعدام وجود مقر.

 

التعليقات