الغارات الإسرائيلية استهدفت أهم المكتبات في غزة

أحالت غارة إسرائيلية مكتبة، سمير منصور، يوم الثلاثاء الماضي، في قطاع غزة ركاما بعدما كانت متنفسا لكثيرين من سكان قطاع غزة الذين كانوا يقصدونها بحثا عن كتب متنوعة سواء مدرسية أو دينية أو روايات عالمية مترجمة إلى العربية.

الغارات الإسرائيلية استهدفت أهم المكتبات في غزة

سمير منصور أمام ركام مكتبته

أحالت غارة إسرائيلية مكتبة، سمير منصور، يوم الثلاثاء الماضي، في قطاع غزة ركاما بعدما كانت متنفسا لكثيرين من سكان قطاع غزة الذين كانوا يقصدونها بحثا عن كتب متنوعة سواء مدرسية أو دينية أو روايات عالمية مترجمة إلى العربية.

قرابة الساعة الخامسة صباحا، كان مالكها سمير منصور في بيته ويشاهد الأخبار عبر التلفزيون عندما علم بأن الجيش الاحتلال الإسرائيلي حذر بأنه سيدمر المبنى.

هرع الرجل الخمسيني إلى مكتبته ولكنه توقف على بعد 200 متر منها.

في بداية ثمانينات القرن الفائت، عندما كان سمير يبلغ من العمر 14 عاما، بدأ بالعمل مع والده في المكتبة قبل أن يستلم زمام الأمور ويقوم بإنشاء دار نشر في عام 2000. ولكن الثلاثاء شهد سمير على تدمير ما قضى حياته في بنائه.

وقال لوكالة "فرانس برس" وأصابعه تلتف على سيجارته "أربعون عاما من حياتي دمرت في أقل من ثانية".

ركام المكتبة

ووقف الرجل يتأمل ما تبقى من المكتبة التي لم تعد سوى كراس بلاستيكية محطمة وأوراق متناثرة بالإضافة إلى كتل اسمنتية.

ويقول منصور إن "هناك 100 ألف كتاب تحت الركام". ويذكر أن الكتب الأكثر مبيعا لديه بالإضافة إلى نسخ من القرآن الكريم، هي كتب إرشادية لتعلم اللغات الأجنبية وكتب الأطفال وروايات عالمية.

ويوضح سمير "لا تربطني أي علاقة مع أي جماعة مسلحة أو حزب سياسي. هذا هجوم على الثقافة. عشت انتفاضتين وثلاث حروب ضد قطاع غزة ولكن الأمر لم يحدث لي من قبل. لم تدمر مكتبتي في السابق".

وقال حساب المكتبة على "فيسبوك": "30 عاما من العمل الدؤوب والجهد المتواصل، ركز فيها سمير منصور على حلمه بإنشاء مكتبة ضخمة توفر الكتب القيمة والموسوعات العلمية والثقافية لأبناء قطاع غزة، وبمرور السنين كان الحلم يكبر، فأنشأ دار نشر تتبنى إصدار شهادة ميلاد لمؤلفات الكتاب في جميع المجالات، حتى جاء الاحتلال الإسرائيلي ودمر بدون رحمة كل ما تم بناءه، القصف والنيران التهمت المكتبة ولم تبق منها شيئا. لكن طالما العقول حية فإن الحلم لن يمت، وبدعمكم ومساندتكم لنا سنعاود بنائها أفضل مما كانت عليه".

وكان زوج ابنة سمير، منتصر صالح، وصل إلى غزة قادما من النرويج لزيارة عائلته قبل بدء التصعيد. ويروي منتصر "بينما كنا في المنزل نشاهد التلفاز وعبر قناة الجزيرة مباشر قالوا إنه تم إطلاق طلقة تحذيرية على المبنى فهرعنا إلى هناك".

ويتابع "أراد سمير الدخول إلى هناك لإحضار بعض الأوراق بالإضافة إلى حاسوبه المحمول ولكنه خاف من الدخول وخاف من أن يتعرض للقصف بصاروخ ولهذا بقينا في الخارج".

ويحاول سكان قطاع غزة العودة ببطء إلى حياتهم الطبيعية رغم هول الدمار والركام، بعد اشتداد العدوان الإسرائيلي الذي استمر لأحد عشر يوما.

وبالنسبة للشاعر ومؤسس مكتبة إدوارد سعيد في غزة، مصعب أبو توهة، فإن "غزة فقدت أحد مواردها الثقافية الأساسية" بتدمير مكتبة المنصور.

ويتابع "كانت مكتبة المنصور أكثر من مجرد مكتبة. كانت أيضا دار نشر تقوم بالنشر لمؤلفين وكتاب من غزة".

وبحسب أبو توهة، "كان يتم طباعة الكتب في مصر وادخالها إلى غزة بينما كان يتم توزيع نسخ في مصر وفي العالم العربي. كانت تسمح برفع الحصار عن غزة عن طريق الثقافة".

استمر القصف الإسرائيلي 11 يوما، دمرت خلالها أيضا مكتبة "إقرأ" التي كانت تضم كتبا علمية وثقافية، والتي كان يقصدها آلاف من طلاب الجامعات.

وتحولت مكتبة "النهضة" التي كانت تبيع القرطاسية في مكان ليس ببعيد إلى ركام أيضا.

وأمام أنقاض هذه المكتبة، لم يبق سوى ملصق كبير كتب عليه باللغة العربية "الفكرة ما بتموت".

التعليقات