14/01/2020 - 21:47

القصة والحوار أداة لإغلاق الفجوة مع الطفل

هدفنا من القصة والحوار توطيد علاقات تطوير الجانب العاطفي والاجتماعي، وتطوير اللغة، هذه الأدوات تساعدنا لإغلاق فجوات كبيرة.             

القصة والحوار أداة لإغلاق الفجوة مع الطفل

د. أريج مصاروة

نقدم في هذا التقرير الجزء الثاني من لقاء مطول أجريناه في موقع والدية برعاية عرب 48، حول إشكاليات امتحان بيزا حيث تناولته الدكتورة أريج مصاروة، أخصائية لعلاج اللغة والنطق ومختصة بالطفولة المبكرة، من ناحية لغوية حيث أبرزت هنا أن العلاقة هي سببية بين قراءة القصة وتطوير الحوار بعد القصة وتناول الجوانب العاطفية والاجتماعية والشعورية من خلال الشخصيات والحبكة ووساطة الحوار بين الأهل والطفل، من أجل تطوير اللغة لديه، وكنا قد قدمنا الجزء الأول من اللقاء في الأسابيع الماضية نرجو المتابعة. 

تقول الدكتورة أريج مصاروة:

مع نتائج "امتحانات البيزا" الأخيرة  في المجتمع العربي الفلسطيني، سنتطرق اليوم  وبخطوة  للأمام  تساعد الأهل والمربيات  ونعطي أداة  لهم من خلال القصة  والحوار وتشبيك القصة بحياة الطفل،  وبالحوار معهم بعد القصة  ممكن أن نغلق فجوه كبيرة.

ما هي الفجوة وكيف نقوم بذلك؟

واحدة من تحديات الطفل العربي هي ازدواجية اللغة بين الفصحى والعامية، العديد من الباحثين يقولون بأن النتائج المتدنية  في الامتحانات (البيزا)، جزء من أسبابها الهابطة هي ازدواجية اللغة وصعوباتها.

أنا شخصيا أعتقد أن إحدى المشاكل الموجودة هي الحوار في الوساطة التي نجريها تبدأ بالقصة، ولكن أيضا في حياتهم اليومية وعلاقاتهم وصراعاتهم إذا بنينا حوارا مبنيا نستطيع تسكير هذه الفجوة.

كيف نبني و(نصنع) الحوار؟

 إذا بنينا حوارا جيدا مع الطفل هذا يشكل أداة قابلة للتطبيق للجميع.

هذه الأداة والنموذج مكون من 4 مراحل:

 - قراءة القصة باللغة الفصحى أو المعيارية، ونحاول تجسيد المشاعر المتنوعة في القصة من خلال التنغيمات وتعبير الوجه.

عندما نقرأ القصة أول مرة ،نقرأها بمتعة. وببث الشعور بالاستمتاع هذا ألامز مهم جدا  للطفل لكي لا يشعر بأن القصة هي عقاب له بل هي تجربة ممتعة توطد العلاقة بين الأهل والطفل. فأثناء قراءة القصة سنختار 4-6 كلمات صعبة له ونفسر الكلمات أثناء القراءة مباشرة بعد القراءة في الفصحى بالعامية أو بكلمة فصحى من مفرداته فهذا يوسع مستواه اللغوي، 

- عامل الزمان والمكان، متى كانت القصة وأين.

- التحدث عن الشخصيات في القصة والأسئلة حولها، نمشي بكل القصة بمستوى الأحداث والحبكة.

- بعد أن ننتهي  من القصة بالمرحلة الأولى مستوى الحبكة، نبدأ بالمستوى الثاني للقصة، يجب العودة للقصة وأحداثها والتطرق للجوانب الذهنية والعاطفية والاجتماعية، The Theory of mind  وهذه قدرة تتطور عند الطفل، ممكن تطويرها بالاستعانة بكتب مضامينها عاطفية، اجتماعية، من خلالها نعطيه أداة ليفهم ما هو المحرك لعلاقاتنا الاجتماعية، لماذا هذه الشخصية تشعر بما تشعر به، ما العلاقة بين شعور الشخصية وتصرفاتها؟

- أية أسئلة يجب أن نسأل هنا؟ ما هي مشاعر الشخصيات خلال القصة.

يجب أن نتناول  مشاعر الشخصيات بمرافقة كل الأحداث ولا نتوقف، لأننا يجب ألا نفترض بشكل ضمني أن الطفل يفهم كل شيء، عندما تكون القصة جيدة يكون الشعور المرافق للحدث دقيق جدا، والطفل يستطيع التعبير عن شعوره عندما نعمل معه بشكل ممنهج.

- غير المشاعر يجب أن نتحدث عن النوايا للشخصيات، ماذا كان القصد من التصرف لكل واحد من الشخصيات؟، فهنالك بحث أجرته د. لينا بولس عن فهم نوايا الشخصيات لقصة ليلى الحمراء، على سبيل المثال سألت الأطفال عن نية الذئب وراء تصرفه مع ليلى، في جيل 3 سنوات اعتقدوا انه يريد مصلحتها بينما في جيل 5 سنوات فكروا أنه يريد أن يضحك عليها، لذلك  نحن بحاجة لهذا الحوار والوساطة. 

القصة هي نافدة لحياة الطفل فمن خلال القصة نستطيع معرفة ماذا يحدث معه، ومهم جدا الإصغاء له واستشعار أين هو موجود لنتقرب منه.

أخيرا..

هدفنا من القصة والحوار توطيد علاقات تطوير الجانب العاطفي والاجتماعي، وتطوير اللغة، هذه الأدوات تساعدنا لإغلاق فجوات كبيرة.  

أجرت اللقاء وكتابة التقرير سوسن غطاس

تصوير: جواد عمري

مونتاج : سمير جمامعة           

التعليقات