الاحتباس الحراري: نقص حاد في البيرة خلال السنوات القادمة

كشفت دراسة جديدة أن تغيّر المناخ والاحتباس الحراريّ، ممكن أن يسبب نقصًا حادًا في تزويد البيرة (الجعّة) للمستهلكين، وارتفاعا هائلا بأسعارها، وفق ما نقلته صحيفة "ذي غارديان".

الاحتباس الحراري: نقص حاد في البيرة خلال السنوات القادمة

(Pixabay)

كشفت دراسة جديدة أن تغيّر المناخ والاحتباس الحراريّ، ممكن أن يسبب نقصًا حادًا في تزويد البيرة (الجعّة) للمستهلكين، وارتفاعا هائلا بأسعارها، وفق ما نقلته صحيفة "ذي غارديان"، اليوم الإثنين.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن موجات الحر الشديدة والجفاف الذي يتزايد سيسبب ضررًا كبيرًا لمحصول الشعير في العالم، ما يعني أن مشروب الكحول الأكثر شهرة، البيرة، سيقلّ توفّره. ومن المتوقّع أن تكون الدول الرئيسية المنتجة للبيرة، من بين أكثر الدول تضررا، وتشمل بلجيكا وجمهورية التشيك وإيرلندا.

وأضاف الباحثون أنه بالمقارنة مع تأثيرات الاحتباس الحراريّ التي تهدد الحياة مثل الفيضانات والعواصف التي سيواجهها الملايين، فإن نقص الجعة قد يبدو غير مهم نسبيًا. لكنهم قالوا إن ذلك سيؤثر على جودة حياة الكثير من الناس.

وقال أحد العلماء المشاركين في البحث، بروفيسور دابو غوان، من جامعة إيست أنجيلا، إنه "لا شك في أنه بالنسبة لملايين من الناس حول العالم، فإن الجعة تعتبر مشروبًا أساسيا عندها، والمناخ سيؤثر على توافرها، ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل كبير".

وأضاف "إن كنت لا تزال تريد الحصول على بضع نقاط من الجعة أثناء مشاهدة كرة القدم، فهنالك إجراء فعلي حقيقي يجب القيام به بالنسبة للمناخ".

واستخدم البحث، الذي نشرته دورية "نيتشر بلانت"، النماذج المناخية لفحص تأثير الطقس الحار على محصول الشعير على مدار الـ80 عام القادم. وبعدها استخدم الفريق النماذج الاقتصادية لتقدير تأثير تغيّر المناخ على توفير البيرة وأسعارها في الدول المختلفة.

وأشار التقرير إلى أنه في حال لم يتم الحدّ من انبعاثات الكربون، فإن استهلاك البيرة سينخفض بمقدار الثلث في إيرلندا وبلجيكا وجمهورية التشيك وبريطانيا، إذ ستغرق أراضي زراعة ربع المكونات على الأقل، وسيقل فعدد الزجاجات المستهلكة بنسبة 14 في المئة في الولايات المتحدة الأميركية.

وتعدّ الصين أكبر مستهلك للبيرة في العالم، من المتوقّع أن تنخفض نسبة الاستهلاك فيها بنسبة 9 في المئة، بينما في أستراليا ستنخفض بنسبة 7 في المئة فقط، وذلك يرجع إلى أن أستراليا إحدى الأماكن القليلة التي يجعل فيها تغيّر المناخ زراعة الشعير أسهل، لكن فقط في بعض المناطق. بينما سيكون الانخفاض على الصعيد العالمي باستهلاك البيرة بنسبة 16 في المئة.

وفي أفضل السيناريوهات المتوقّعة، ستنخفض نسبة استهلاك البيرة في إيرلندا وبلجيكا وجمهورية التشيك إلى 9 حتى 13 في المئة، مع انخفاض مماثل في كندا وألمانيا.

أما بالنسبة للسعر، وجد الباحثون أن من يشربون البيرة في بولندا سيكونون الأكثر تضررًا، إذ في الحالة الأسوأ سترتفع تكلفة البيرة بخمسة أضعاف تقريبًا. أما في إيرلندا وبلجيكا وجمهورية التشيك، ستتضاعف الأسعار. وستكون هذه الدول هي الأكثر تضررا لأنها الأكثر استهلاكًا للبيرة، وتستورد أغلب الشعير الذي تستخدمه في صناعة المشروب.

يذكر أنه حوالي سدس محصول الشعير في العالم يستخدم لصناعة البيرة، بينما أغلبها يكون لإطعام المواشي. ووجد الباحثون أن اقتصادات السوق ستعطي الأولية لإطعام الحيوانات الجائعة، على صناعة البيرة، عند نقص الحبوب، ما يعني سببًا إضافيا في انخفاض كمية الشعير المخصصة للتخمير.

وقال البروفيسور في جامعة كاليفورنيا وأحد أعضاء فريق البحث، ستيفين ديفيس إن "المناخ في المستقبل وظروف الاقتصاد يمكن أن تجعل الجعة بعيدة عن متناول الملايين من الناس حول العالم".

بينما أضاف غوان أن الافتراضات التي وردت في الدراسة لا تعطي تفاصيل دقيقة، بل فقط توضيح للصورة العامة لتأثير تغيّر المناخ. وقال إنه "من الواضح أن ظاهرة الاحتباس الحراري ستجعل البيرة أكثر تكلفة ومتاحة أقل".

التعليقات