24/10/2018 - 11:13

الآثار في ليبيا: الحرب أصعب من آلاف السنين السابقة

يمكن لمن يلقي نظرة على المواقع الأثرية في ليبيا، أن يرى جليًّا آثار الحرب والاقتتال منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، والتي طالت الحجر والبشر، وبينها الآثار في مدينة القيروان شرق البلاد، وهي مدينة تاريخية أنشئت قبل أكثر من

الآثار في ليبيا: الحرب أصعب من آلاف السنين السابقة

الآثار في مدينة القيروان، ليبيا (فيسبوك)

يمكن لمن يلقي نظرة على المواقع الأثرية في ليبيا، أن يرى جليًّا آثار الحرب والاقتتال منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، والتي طالت الحجر والبشر، وبينها الآثار في مدينة القيروان شرق البلاد، وهي مدينة تاريخية أنشئت قبل أكثر من 2600 عام على يد الإغريق حينها، والتي كانت وجهةً سياحيّةً مركزية في ليبيا.

يلحظ الزائر كتابات ورسومًا على جدران معابد المدينة ومنازلها التي ظلت واقفةً أكثر من خمسة وعشرين قرنًا، بعد أن كانت أحد أهم المعالم السياحية المدرجة على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، "يونسكو"، لقيمتها العالمية؛ وهي أحد خمسة أماكن ليبية مدرجة ضمن هذه القوائم لمواقع التراث العالمي، من بينها آثار لبدة الكبرى وصبراتة التي تشتهر بمسارحها الرومانية، بالإضافة إلى نقوش على الحجر من قبل التاريخ في جبال أكاكوس في عمق الصحراء الجنوبية قرب الحدود مع الجزائر.

لكن مع غياب السياح الأجانب لم تعد تزور الموقع سوى الأسر الليبية في الرحلات، كما سكن فيها بعض السكان المحليين واستولوا على بعض أراضيها، كما شوّه مخرّبون الأعمدة والجدران الأثرية بالكتابة والرسم عليها.

ونقلت "رويترز" عن رئيس مصلحة الآثار في شرق ليبيا، أحمد حسين، قوله إنّهم في القيروان مضطرون للتحدّث مع نحو 50 مالكًا من خلفيات مختلفة، بعد أن تمّ سنّ قانون عام 2013 يسمح باستعادة الأراضي المصادة في عهد القذافي، سامحًا للناس بتنفيذه حرفيًّا، ليضمّوا ما يرون أنه من مستحقّاتهم من الأرض؛ مضيفًا أنّ بعضهم بنوا مساكن فوق أراضي هذه المواقع الأثرية، وبينها القيروان.

ويأتي هذا الضرر بالتوازي مع ضعف جهود حماية الآثار، بعد انقسام السلطة إلى حكومتين الأولى تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس والأخرى في الشرق.

في المقابل، أشار حسين إلى ظاهرتين إيجابيتين، أولاهما استعادة نحو 1700 قطعة أثرية منذ عام 2011 بعد نهبها داخل البلاد، على الرغم من فقدان الكثير منها بعد تهريبها إلى خارج البلاد، وثانيهما، أن نجت لبدة الكبرى من التخريب بفضل محبي التاريخ المحلي والأمن النسبي الذي يتمتع به الموقع قرب مدينة مصراتة.

أما صبراتة فقد شهدت قتالًا بين فصائل متناحرة، ووجهت اليونسكو نداء العام الماضي لحماية الموقع، فيما لم يحصل الموقع على أي مساعدة على أرض الواقع.

وفي العاصمة طرابلس يحاول شخص واحد حماية 18 مقبرة رومانية يرجع تاريخها لنحو 1700 سنة مضت وعثر عليها عام 1958 في صحراء جنزور الغربية.

وقال الباحث ومدير مكتب آثار جنزور، العماري رمضان المبروك لوكالة "رويترز" للأنباء "إننا نحتاج الدعم للمواقع السياحية عامّةً وفي هذا الموقع تحديدًا، ولكن نظرًا لظروف لا نعلم ما هي حقًّا، فلا يوجد لدينا دعم، كلّها أو بعضهاتقوم على جهود ذاتية من مصلحة الآثار ومن وبعض الخيّرين".

 

التعليقات