"الاستروكس" مخدّر أشدّ فتكًا من الحشيش يخترق المصريين

من المعروف أنّ إدمان المخدّرات في مصر، أو ما يعرف بـ"الحشيش"، هو أحد أهمّ المشاكل التي يواجهها الشباب المصري، إذ تصل نسبة الإدمان بينهم إلى ما يقارب 10%، وهي تبلغ ضعفي النسب العالمية. لكنّ الشارع المصري بدأ يواجه أزمة جديدة

سيجارة "استروكس" (رويترز)

من المعروف أنّ إدمان المخدّرات في مصر، أو ما يعرف بـ"الحشيش"، هو أحد أهمّ المشاكل التي يواجهها الشباب المصري، إذ تصل نسبة الإدمان بينهم إلى ما يقارب 10%، وهي تبلغ ضعفي النسب العالمية. لكنّ الشارع المصري بدأ يواجه أزمة جديدة، وهي التّحوّل لمخدّر جديد يدعى "الاستروكس"، بحثًا عن السّعر الأرخص وإن كان ثمنه حياتهم.

إذ يعتمد "الاستروكس" على إضافة موادّ كيميائية إلى بعض الأعشاب الطبيعية، وتأتيب بين هذه الموادّ الكيمميائية بعض أنواع المبيدات الحشريّة، بهدف زيادة التأثير، وهو ما يجعل المخدّر أدّ فتكًا في واقع الأمر، إذ يتحدّث بعض الضين يتعاطونه عن تسبه لهم بتشنّجات مؤلمة تسبب الالهلوسة وفقدان الوعي، ووفقًا للسلطات المصريّة، فقد أدّى "الاستروكس" إلى مقتل العشرات وتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة.

يلفّ سيجارة "استروكس" (رويترز)

ويقول مصطفى محمود، البالغ من العمر 27 عامًا، وهو أحد كثيرين يتعاطون "الاستروكس"، إنّ " الاستروكس أحسن من الحشيش لأنه رخيص، بس لما بتشربه تحس إن روحك هتطلع، وحاجة مش طبيعية، بغيب عن الحياة وبيحصل لي تشنجات".

وبيّن محمود الذي فقد عمله بمتجر للفاكهة بسبب الإدمان، إنّ سعر "سيجارتين من الستروكس 30 جنيه، إنما الحشيش السيجارة الواحدة ثمنها 50 جنيهًا"، أي ما يعادل 2.80 دولارًا.

وهذا المخدر ينتشر في المناطق الفقيرة، حيث تدهورت مستويات المعيشة منذ خفض قيمة العملة والدعم الحكومي بسبب إصلاحات دعمها صندوق النقد الدولي في 2016.

ويقول مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، عمرو عثمان، إن كثيرًا من الضحايا تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عامًا، وأضاف أن متعاطي "الاستروكس" باتوا يشكلون نحو 25% من إجمالي المتقدمين للعلاج هذا العام مقارنة مع 4.5% في عام 2017.

وارتفعت أيضًا الاعتقالات المرتبطة بالاستروكس، إذ ذكر مصدر أمني أنه في آخر ستة أشهر، ارتفعت أعداد المضبوطين بتهمة تعاطي "الاستروكس" بنسبة 300 بالمئة، كما زادت نسبة متعاطي "الاستروكس" في مصر إلى 40% من إجمالي مدمني المخدرات بعد أن كانت 9%  من الإجمالي في أوائل العام الجاري، ويقول خبراء إن "الاستروكس" نوع من المخدرات التخليقية مثل تلك التي انتشرت في البلدان الغربية قبل أكثر من عقد من الزمن.

وقال مدير قسم المعامل والعلوم بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في مصر، جاستس تيتي، "بعضها أقوى بمئة مرة من البعض الآخر"، وأضاف أنّ "الأمر المخيف ليس أنها أكثر قوة من الحشيش، ولكن أن معظم المتعاطين ليست لديهم فكرة عما يتعاطونه. المرة الأولى أو التالية قد تكون الأخيرة لك".

ويقول محمود إنه لا يعرف سبب تعاطيه للاستروكس "بقالي تسع شهور بشربه ولازم أشرب كل يوم مقدرش أبطله". وذكر أنه في إحدى جلسات التعاطي استيقظ ليجد صديقا له قد توفي بجواره بسبب جرعة زائدة. واحتجزت السلطات محمود وأصدقاءه بضعة أشهر قبل أن تفرج عنهم دون اتهام.

وفي اعتراف بحجم الخطر، حظرت السلطات في سبتمبر أيلول البيع غير المرخص للمواد الكيماوية التي تستخدم في صنع "الاستروكس"، وقال عثمان عن القرار إنها "خطوة مهمة جدا تمت من خلال إجراءات اللجنة الثلاثية التي تضم وزارة الصحة ووزارة العدل ووزارة الداخلية".

 

التعليقات